_ 5 _
***********************
احضرت له صاحبة الفندق القهوة وسألها عن ابن عمه.
(( لست ادري الى اين ذهب ؟ )) وظهر الخوف والقلق على وجهه, هل هي غاضبة من كلامه الجارح؟ كان يريد حمايتها كي لا تقع في حبه, لكنه لم يكن يرديها ان تهرب في مثل هذ الطقس.
( آه, عفواً لقد تذكرت لقد ترك لك رسالة))
فتح جيروم الرسالة وانقبض قلبه.
(( لقد رحلت لا تتبعني )).
(( ولكن كيف رحل؟)).
ثم اتجه لزريبة, ووجد ان حصانه موجوداً, فسأل حارس الاسطبل.
(( هل عاد ؟ )).
(( عاد انه لم يعد لقد ترك الفندق منذ الصباح الباكر)).
(( لكن كيف فهو لا يملك نقوداً ... ؟ )).
(( آه, انت لاتعلم)) قال له الحارس الاسطبل.
(( لقد وجد المزارع ستون حصاناً قرب منزله, فجاء به هذا الصباح الى هنا
ليسأل عن صاحبه, وكنت انا قد لا حظت انكما جئتما بالأمس على حصان واحد )).
فعقد جيروم حاجبيه, ماذا تفعل هي الآن ؟ هل توجهت الى لندن بمثل هذا الطقس
الردئ ؟ فقد تعود العاصفة من جديد, وفكر قليلاً, ثم دفع حساب الفندق
وشرب قهوته قبل ان تبرد, لم يتناول اية لقمة من طعامه, وعاد الى الاسطبل
وكان الصبي قد اسرج له جواده.
(( اريت اي اتجاه سلك؟)).
(( لقد سلك اتجاه الطريق العام )).
بهذا الوقت , كانت فانسيـا على ظهر جوادها, وسعيدة جداً لانها وجدت حقيبتها واموالها سالمة, ولم تكن قلقة لان جيروم لا يزال نائماً, وفكرت انه قد يكون سعيداً لانه تخلص منها, وقررت ان تبدل ملابسها في مكتب بريد البلدة, وتترك بدن هناك وتركب عربة المسافرين, ورات ان تكتب رسالة لعمتها كي تأتي لاعادة الحصان بادن.
وصلت فانسيـا الى البلدة برونويل, وعهدت بالحصان الى صبي الاسطبل, ودخلت الى الفندق, وكانت تشعر بالبرد القارس, ثم جلست امام النار, وتساءلت وهي تشرب القهوة اذا كان يجب عليها ان تحجز غرفة, وفجاة سمعت ضجيجاً مع وصول مسافرين جدد, ودخلت فتاو انيقة وصرخت الى مرفقها.
(( انقلوها الى السرير فوراً, وطلبوا لها طبيباً, لم يعد بامكان سماع ألمها وشكواها)) نهضت فانسيا وصرخت.
(( ماتي, يا الهي ماذا تفعلين هنا ؟ ))
التفت الفتاة واخذت تتأمل فانسـا بدهشة, وتنظر الى ملابسها والى حذائها الملئ بالوحل.
(( فانسيـا؟ هل هذه انت حقاً ؟ ولكن لماذا هذا التنكر؟ اذا رأك ولدي لن يصدق رغم رأية الجيد بك)).
(( آه, متي يالها من صدفة, لقد هربت من عمتي نانسي, وانا متجهة الى لندن, لكن عاصفة ثلجية اخرتني, وانتِ؟ )).
(( هريتِ ؟ يا الهي وانا ايضاً تعرضة لمشاكل, لقد انقلبت عربتي, ووقعت مربيتي, مارسي, ولم يسبق لي ان رأيت انساناً مثلها يكثر من الشكوى ومن الأنين, انا ذاهبة ايضاً الى لندن, ولا أريد ان أتاخر في هذا الفندق)).
(( الى لندن؟آه, ماتي , ايمكنني مرافقتك؟ فأني ذاهبة الى معمدتي في شارع جورج)).
(( ليس قبل ان تروى لي كل قصتك, وكيف هربتِ, ولماذا هذا التنكر؟ وانا سأكون مسروره برفقتك لكننا قد نتأخر ريثما يتم اصلاح العربة, وريثما تتحسن صحة مارسي, بامكاني ان أستاجر عربة, ولكن كيف سأقنع مارسي؟)).
(( لا تقلقي, سافعل ذلك بنفسي, سأغير ملابسي, وعندما تتعرف علي لن تمانع في ان نستأجر عربة)).
(( اولاً, أريد اسمع قصتك)) ثم طلبت فنجانين من الشوكلا, وروت فانسيا لها كل القصة, الا أنها لم تلمح الى جيروم واكتفت بان اخبرتها بانها تناولت عشاء مع احد المسافرين, وكانت ماتي صديقتها المفضلة عندما كانتا معاً منذ عامين في المدرسة الدخلية.
(( نعم, انا افهمكجيداً, لديك اسباب مهمة للهرب ... ولكن ماحصل قد حصل, وسنسافر معاً, لاني متأكدة من ان مارسي تفضل البقاء في السرير لعدة أيام فهي لن تتحمل السفر مع هذا الرشح القوي الذ اصابها)).
((ولكن كيف سأبد ملابسي)).
(( اذهبي الى السطبل, وبدلي ملابسك وانتظريني)).
(( الطقس بارد جداّ في الخارج, لا تتأخري ولا سأصاب بالرشح)).
بعد قليل خرجت فانسيا, وبدلت ملابسها وفجاة دخلت خادمة الى السطبل, وقالت لفانسيـا
(( الآنسة ماتي تدعوك لشرب الشاي معها, وهي بانتطارك)).
ضحكت فانسيـا كثيراً لهذه الخدعة التي قامت بها صديقتها.
(( برافو, فانسيا, لقد عدت آنسة محترمة, تعالي وسرحي شعرك)).
وبعد لحظات اختفى اوليفر وعادت فانسيا باسكومب.
(( هيا لنودع مارسي , ثم نستأجر عربة جديدة)).
(( ولكن الطقس بدأ يتغير ومن المستحيل ان نتابع السفر في هذا اليوم))
مر جيروم على مكتب البريد, فلم يجد اي أثر لاوليفر ولا للحصان الرمادي, فتابع طريقة وهوو قلق على هذه الفتاة الغبية, واخذ يتصورها قد وقعت في قبضة اللصوص او تاهت في العاصفة بدون مال وبدون طعام . . .
ومع غياب الشمس وصل الى الفندق الذي تنزل فيه فانسيـا وكان غضبه قد ازداد حدة, وما ان دخل الى الاسطبل حتى رأى حصانها وادرك ان ابحاثه قد انتهت,فأسرع الى الدخل الفندق ودفع الاب ودخل فراى الفتاة ترتدي ثوباص أخظر تجلس اما النار, وشعرها الحمر مسترسل على كتفيها, وما ان رأته فانسيـا حتى شحب لونها.
(( آهو وأخيراً وجدتك, اهكذا تهربين ولاتتركي لي سوى رسالة موجوزة, وتتركيني في خوف كبير عليك؟ اريد ان القنك درساً قاسياً ولماذا بدلت ملابسك؟ كيف سيمكنني ان اضعك في عربة المافرين دون ان يالحظك احد؟ من معك هنا؟ رجل؟ ها اهانك احد؟ اذا فعل احدهم, فأنني سأقتله بيدي هاتين)). وأخذ يهزها بعنف.
(( جيروم لا. انا لست بخطر هنا, انا برفقة صديقتي دعني قبل ان ينتبه لنا احد )).
للحظة من الجنون, رغب جيروم بأن يضمها بين ذراعية ويقبلها, لكنه تركها ودفعها عنه.
(( جيروم ؟ كيف تجروء؟ هل أنت مجنون؟ لا يحق لك معاملتي هكذا, بامكانك متابعة سفرك فوراً, لانني متأكدة انك لن تجد غرفة لك هنا )).
(( اريد اصطحبك معي )).
(( لن اذهب معك)) قالت له وابتسمت بمكر ثم جلست من جديد ( سأبقى هنا مع ماثي))
(( ماثي , حسناً فيولا, أنا آسف لتصرفي معك مساء امس, كنت قد شربت كثيراً ولكنني مسؤول عنك واريد ان اوصلك بنفسي الى لندن سالمة معافاة؟ ولا اريد ان تتلطخ سمعتك, هيا, اجمعي اغرضك بتعقل وتعالي معي ...))
(( لا يمكننا السفر قبل ان يتحسن الطقس, وكما ان صديقتي وعدتني بمرافقتي الى العاصمة, اذن بامكانك ان تهدأ, واذا كنت ترغب بقضاء الليلة هنا فسأعرفك عليها في الصباح)).***********************
أنت تقرأ
الخداع البريء
Romanceرويات عبير الجديدة 267- الخداع البرئ - لـ جودي ترنر من (19) فصل كانت فنسيـا حزينة جداً , وكان الجميع يهتمون بها فقط من أجل ثروتها. هربت فانسيـا إلى لندن متنكرة بملابس رجل , وفي الطريق , التقت بشاب نبيل فاتن , جيروم هاركورت ' الذي يبحث عن زوجة غنية...