- 10 -***************************
وعندما خرجت من الاسطبل , خطرت فكرة في راسها , واذا كان لهذه معنى ؟ اذا كان جيروم حقاً من الباحثين عن الثروة ؟ واذا قرر خطف ماتيلدا ؟ يا الهي , ستكون هي المسؤلة لانها اخبرته بان ماتيلدا لن تقبل بالزواج منه قبل الاستفادة من موسمها .
(( دون هذه الضرورة لكنت , انتِ من سيكون في خطر هنا , لا ماتيلدا )) هذا ماقاله جيروم , وبدأ قلبها يدق بسرعة , اذن هي تعجبه , واكثر من ماتيلدا .
واسرعت الى الفندق لكي تطمئن على ان جيروم مهما كانت اهدافه لن يسبب بضياع ماتبلدا من اجل الوصول الى اهدافه الانانية .
ارتدت فانسيا ملابس السهرة , ورشت شعرها بالون النحاسي , وكانت قلقة كثيراً على صديقتها وليست تدري ماذا يمكنها ان تفعل لمساعدتها , فمن المستحيل ان تترك ماثي تقع في الفخ الذي ينصبه لها جيروم , ولكن اي فخ ؟ كيف سيحاول جرها الى مثل هذا الفخ ؟ فهو لا يشك بانها تشجعه على مغازلتها , طالما انها سمحت له بتقبيلها , ولكن مخطئ في اعتقاده انها ستتحمس لاقتراحه , صحيح انها فاتنة ورومنطيقية كن فانسيـا واثقة ان ماثي لن تترك قلبها يسطير على عقلها .
خلال تناول العشاء كانت فانسيـا اكثر صمتاً من عادتها , وظل فكرها مشغول في البحث عن حل , وبعد تناول الحلوى رافقت مضيفها الى غرفة المكتبة لاختيار مجموعة من الكتب , تعهد بالكتاب الى الآنسة ماتيلدا راندولف دائماً ليطمئنها على صحة مارسي .
(( اتعلمين آنسة نوريس , بانك عندما دخلت مع الآنسة راندولف , احترت ولم استطع التميز بينكما ؟ فأمنِ شعرك احمر وهي شعرها اشقر , ولكن مه هذه البودرة التي ترشين منها على شعرك تبدوان متشابهتين )) .
(( آه , نعم ... بدون شك فأنا ارتدي احد اثوابها , نعم , انا افهم جيداً....))
(( انكما كاتوأم جميلتان , وعندما تنظران الى بعض اعتقد ان صورة احداكما تنعكس على مرآة)).
عندما عادت فانسيـا وانضمت الى الآخرين , اخذت تفكر بهذه الملاحظة , بامكانها ان تحل مكان ماتيلدا ؟
ولكن متى ؟ اثناء الحديث , قال جيروم انه حجز عربة لمتابعة السفر غداً .
(( سنرحل مع الفجر )) اضاف جيروم (( يجب ان تودعا مارسي هذا المساء )).
رافقهم سيد القصر , واصبحوا اصدقاء , وتواعدوا على اللقاء في لندن , وعند وصولهم الى الفندق , دخل جيروم الى الاسطبل ليتفقد حصانه , بينما صعدت الفتاتان لتناما , ظلت فانسيـا مستيقظة طويلاً وبعد تفكير رأت ان جيروم لن يؤخر تنفيذ خطته , وسينتظر حتى مساء الغد عندما يصبحون قريبين من لندن .
وفي صباح اليوم التالي استيقظو ا باكراً , وركبت الفتاتان العربة ومعهما بروك , وكانت هذه اطول رحلة قامت بها فانسيـا واقلها راحة و لانهم كانوا يسيرون بسرعة وفي طرقات وعرة وموحلة , وكان من الواضح ان جيروم يفكر في خطة معينه وهو مصر على الوصول قبل هبوط الليل .
حاولت فانسيـا ان تعترف مراراً بالحقيقة لصديقتها ماثي , لم تكن تريد ان تخبرها ان جيروم يسعى لخطفها , لكنها اردت اخبارها بنيته بازواج منها , وتساءلت ماذا ستكون ردة فعل صديقتها و فاذا كانت مدركة جيدا , فهذا سيجنبها كثيراً من المشاكل , وكلما كانت تفتح معها موضوع الزواج , كانت ماثي لا تبدي اب هتمام , وتغير الموضوع وتحدثها عن الحفلات وعن الرقص .
ومع غروب , توقفوا في احدى المحطات وبدلوا الخيول , ولا حظت فانسيـا صدفة ان جيروم وهو يتكلم مع احد عند خروجه من الاسطبل , فاعتقدت انهم سينزلون في هذا الفندق , لكن عربتهم تابعت سيرها , يتبعها جيروم على جواده .
وكان الظلام قد حل عندما وصلوا الى الفندق يسمى الريزان , لكنهم كلهم كانو بمزاج سيء , من شدت التعب , قفز بروك الى الارض , فتبعته فانسيـا واخذت تتأمل السماء وكان الطقس اكثر دفئاً من الايام الماضية .
خرج جيروم من الاسطبل حيث ترك حصانه , وابتسم ونظر الى الكلب .
((لابد انه متعب , اتريدين ان اهتم به , بينما تنضمين الى ماتيلدا ؟ ))
(( لا شكراً )) ثم دخلت تحمل الكلب الى الفندق , تبعهم جيروم وطلب القهوة والبسكويت ونصحهما بالرحة قليلاً قبل العشاء .
(( لا بد انكما متعبتين بعد هذه الرحلة الطويلة , لكني اردت ان نتقدم اليوم , كي تكون رحلتنا غداً قصيرة , سيكون العشاء جاهزاً بعد ساعتين , هل ستسامحاني على هذه الرحلة المتعبة ؟ )).
(( بالتأكيد )) اجابت ماتيلدا , (( واعدك بان احجز لك اول رقصة في حفلتي , والثانية ايضاً )) ورمقته بنظرات الدلال .
(( هذا ماسيغيظ النساء المسنات )) اجابها جيروم ضاحكاً .
(( اليس هذا ماتريدينه ؟ )) كانت فانسيـا واثقة انه يمزح لكن ماتيلدا اخذت كلامه على محمل الجد .
(( بالطبع , فأنا اريد ان تكون حفلتي رائعة , يتكلم عنها الجميع لعدة سنوات , حيث تكون الآنسة راندولف ملكة كل الرقصات , وبعد ذلك , سأتزوج رجلاً فاحش الثراء ومهم جداً )).
فكرت فانسيـا وهما تصعدان السلم ان ماتيلدا كتبت الآن قدرها فكل امال جيروم دمرت , ولم يعد امامه سوى وسيلة واحده لكسب هذه الوريثة .
كانت الغرفتان متواجهتين , فدخلت فانسيـا الى الغرفة التي تطل على الشارع , ثم غسلت وجهها ويديها واستلقت على السرير , واخذت تتأمل سقف الغرفة وتفكر , وعندما دخلت الخادمة , طلبت فانسيـا منها ريشة وورقة وحبر للكتابة .
وعندما عادت الخادمة , جلست فانسيـا وكتبت كلمة موجزة ثم وضعت الرسالة في احد الجوارير بجانب السرير .
تناولوا العشاء بشهية , ثم جلسوا امام النار يثرثرون وكان جيروم صامتاً اكثر الوقت على غبر عادته , وفاجأته فانسيـا عدة مرات وهو يختلس النظر اليها , وكان كل مرة يدير رأسة بسرعة , ففكرت بانه يفكر بعد بردة فعلها عندما ستجد نفسها وحيدة في الصباح , فاذا لم تكن مخطئة , فأنه لم يكن ينوي تركها في مثل هذه الظروف الصعبة , وضميره يؤنبه , بعد كل شيء اذا تركته يخطف ماتيلدا , فأنها ستجد نفسها وحيدة في الصباح , بدون عربة وبدون رفقة . وحيدة مع كلبها الصغير ! ان قراره اناني جداً , ولن يعرف حقيقة الوضع الذي سيخلفه وراءه ! لكن ماتيلدا لن تبق وحدها في الفندق دون اية تفسيرات , وستعلم بكل ماحصل او بكل ماتريد فانسيا اخبارها به , وذلك بعد ان تقرأ تلك الرسالة .
(( الم يزعجك ضجيج المطبخ آنسة ماثي ؟ )) سالها جيروم بقلق (( لقد لاحظت حركة كثيرة بينما كنت أنتظركما )).
(( لا , ابداً كنت متعبة جداً , ونمت ولم استيقظ الا عندما دخلت الخادمة )).
أنت تقرأ
الخداع البريء
Romanceرويات عبير الجديدة 267- الخداع البرئ - لـ جودي ترنر من (19) فصل كانت فنسيـا حزينة جداً , وكان الجميع يهتمون بها فقط من أجل ثروتها. هربت فانسيـا إلى لندن متنكرة بملابس رجل , وفي الطريق , التقت بشاب نبيل فاتن , جيروم هاركورت ' الذي يبحث عن زوجة غنية...