_ 6 _************************
أحس جيروم بخيبة كبيرة عندما صدق اخيراً بوجود ماثي, لكنه لم يكن يرغب بترك فانسيـا برفقة فتاة صغيرة اخرى.
(( حسناً, سأقضي الليلة هنا, ولكني جاد في اصطحابك معي, فيولا, صباح الغد, فأنا مستعجل للوصول الى اقاربي الذي ينتظروني و ...))
(( آه, يا الهي, ان اسمي ليس فيولا بل فانسيـا, وانا مضطرة الأن للاعتراف لك بحقيقة اسمي كي لا تخدعني ماثي دون قصد منها))
(( فانسيـا)) ثم خلع معطفه وجلس بقربها (( والآن انا متعب جداً, اروى لي كيف التقيتِ بهذه الآنسة))
(( كنا معاً في المدرسة الدخلية, والتقيت بها هنا, لان مربيتها اصيبت بجروح عندما انقلبت عربتها)).
واحذت تضحك (( قد يدهشك موقف الآنسة راندولف ازاء خادمتها, لكني اتساءل هل كانت ستعاملها بهذا الكرم لو لم يمنعنا الثلج من السفر ؟ ))
(( آه, خادمه مصابة ؟ ثم الآنسة راندولف .. . راندولف ))
(( نعم ماثي , هي ماتلدا راندولف , لماذا ؟ لاتقل لي انك تعرفها جيروم ))
(( اعتقد انها تلك الفتاة التي ستقيم في هانوفر سكوير عند عمي السير توماس ريمنغتون, اذا كانت حقاً هي, ي لها من مصادفة' ولكن لماذا نهضتِ ؟ اتريدين النوم الآن ؟ ))
(( اذا لم يكن يوجد غرفة لك , ياعزيزي جيروم, فأقل ما يمكنني ان أفعله من أجلك ان اطلب من صاحبة الفندق ان تعطيك غرفتي , وسأنام انا مع مارسي, فقد تحتاج لشيئ في الليل, تصبح على خير سيد))
(( تصبحين على خير, هل سأراك اثناء تناول الفطور؟ )).
((هذا ممكن ...)) وقبل ان تبتعد نادها جيروم وسألها.
(( هل الآنسة راندولف اكبر منك سناً ؟))
(( انها في الثامنة عشرة, ولكن بفضل تربيتها وظروفها تبدو اكثر قدرة مني على الدفاع عن نفسها , ولن تخف منك )).
في الصباح تفاجأة ماتيلدا كثيراً عندما اخبرتها فانسيـا ان جيروم وصل الفندق الى ليلة أمس, واخبرتها بأنها ستعرفها به اثناء تناول الفطور, واسرعت ماثي وجلست امام المرآة, وسرحت شعرها بحماس كبير.
(( وكيف هو شكله , وكيف تعرفت عليه ؟)).
(( انه جميل وجذاب, اعتقد انني اخبرتك انني التقيت بيمسافر لطيف, ولقد تبعني الى هنا, وكان قلقاً علي, بالمناسبة انه يعتبرني فانسيـا نورس, واتمنى ان لا تخبريه بأسم عائلتي))
(( ولكن لماذا لا تريدينه ان يعرف ؟ آه فانسيـا لا تقولي لي بانه يبحث عن ميراث فتاة عازبة غنية , ان والدي يخاف كثيراً من هؤلاء الاشخاص )).
(( لا , لا , انه رجل محترم جداً , انه ابن اخ السير توماس وانا لا اريده ان يرسل الى عمتي نانسي ويخبرها بمكان وجودي قبل وصولي الى السيدة هاريس, هذا كل ما في الامر))
اخذت الصديقتان تتذكران بعض الحوادث التي وقعت لهما في المدرسة , ثم نزلتا وهما تضحكان الى الصالة السفلى , وكان جيروم با نتظارها , وما ان رأها حتى نهض وانحنى بلطف , وابتسم لماتيلدا , فعرفتهما على بعض .
(( لقد اخبرتني الآنسة نوريس مساء امس , انك ذاهبة لزيارة السير توماس ريمنغتون واظن ان لقاءنا هنا سيسمح لنا بالتعرف اكثر خلال هذه الايام ))
(( لماذا؟ )) سألته فانسيـا بقلق (( كنت اعتقد انك مستعجل للسفر بأسرع وقت ممكن ))
(( طبعاً )) اجابها مبتسماً (( ولكن طالما ان الطقس يحول دون متابعة السفر , فأنا سعيد برفقة آنستين جميلتين ))
كان كلامه موجهاً الى الآنستين , لكن نظراته موجه نحو ماتيلدا فقط , انقبض قلب فانسيـا , وتساءلت لماذا يتصرف هكذا ؟ بدون شك لان ماتيلدا اجمل منها , ولكن لا يمكنه ان يتعلق بها بهذه السرعة , ومع ذلك كانت ماثي كالفراشة التي تحوم حول الضوء , وتحاول لفت نظر جيروم اليها , وكانت تتكلم كثيراً , وتضحك كثيراً , وترميه بنظرات الدلال .
وفي المساء لعب الثلاثة الورق , وكانت فانسيـا معجبة بهذه اللعبة , لكن ماتيلدا كانت تشعر بملل كبير , وبعد هذا النهار الطويل صعدت الفتاتان الى غرفتهما , وتركتا جيروم يقرأ كتاباً قرب النار .
(( كيف الطقس اليوم آنسة ؟ )).
سألتها مارسي التى كانت تجلس في السرير وفي يدها فنجان الحليب .
(( لقد توقفت العاصفة , ولكن الطبيب لن يسمح لكِ بمغادرت السرير )) اجابتها فانسيـا , وكانت قد بدلت ملابسها , وسرحت شعرها (( الآنسة ماتيلدا تريد متابعة السفر )) .
(( هذا ماعتقده , لكنها ستهتم بي , والا فان والدها سيغضب كثيراً ))
(( طبعاً , ستهتم بك , فهي ليست فتاة شريرة )) .
(( نعم , لكنها معتوهة , وانانية , ووالدها رجل طيب ويخضع كثيراً لها )) .
(( نعم , طالما ان الطقس جيد , سأقوم بنزهة قصيرة حول الفندق , اتريدين شيئاً ؟ )) .
(( حاولي ان تجدي لي كتاباً اتسلى به وانا في سريري ))
(( حسناً , لن انسى ذلك , مارسي )) .
(( شيئاً كقصة قصر او ترانت , مثلاً )) .
وجدت فانسيـا صديقتها تشرب الكولا في صالة الفندق وتفاجأت عندما علمت ان ماتيلدا لم تقرأ كتاباً منذ خروجها من المدرسة منذ عامين .
(( القراءة مضيعة للوقت , وستصابين بالدهشة عندما تعلمين انني اتناول فطوري عادة في سريري )) اجابتها ماتيلدا .
(( هذا لانه لديك خادمة تهتم بك , لكن هنا , لقد علمت منذ قليل ان الطباخ لم يأتِ من القرية بعد )) .
(( انني اتاءل متى سينزل جيروم من غرفته ؟ )) .
(( ماتيلدا , يجب ان تنادية بالسيد هاركورت )) .
كانت ماتيلدا ترتدي اليوم ثوباً ازرق وتبدو رائعة , فنظرت بمكر الى صديقتها واجابت .
(( لماذا ؟ فأنتٍ نفسك ناديته بأسمه مرتين مساء امس )) .
(( آه نعم .... لانني عندما تعرفت عليه كنت ارتدي ملابس رجل , فكان من الطبيعي ان انادية جيروم و ولقد توسل الي كي اناديه بأسمه فقط )) .
(( اذا اردتِ ان تعرفي فأنا رجةته ان يناديني بأسمي فقط , فنحن قريبان تقريباً عمه ومعمدتي ... ))
(( اما انا فأفضل ان يناديني فانسيـا بدل الآنسة نوريس ارجوك ماتيلدا , لا تخبريه بأسم عائلتي , لقد بدأت اندم لانني لم اخبره الحقيقة منذ البداية )) .
بهذا الوقت دخل جيروم وهو يرتجف واسرع ومد يده الى النار .
(( صباح الخير ايتها الآنسات , لقد نهضت منذ ساعات , واهتممت بالجياد , الطقس بارد جداً في الخارج , وعندما سيذوب الثلج ستكون الطريق موحلة جداً , وسيصعب على اية عربة العبور بسهولة )) .
(( ماتيلدا ؟ )) سألتها فانسيـا (( كنت اعتقد انك ستستأجرين عربة ؟ )) .
أنت تقرأ
الخداع البريء
Romanceرويات عبير الجديدة 267- الخداع البرئ - لـ جودي ترنر من (19) فصل كانت فنسيـا حزينة جداً , وكان الجميع يهتمون بها فقط من أجل ثروتها. هربت فانسيـا إلى لندن متنكرة بملابس رجل , وفي الطريق , التقت بشاب نبيل فاتن , جيروم هاركورت ' الذي يبحث عن زوجة غنية...