..ستكونين لي

الصدفة

هناك كلمات كثيرة يا أمي عندما أسمعها لا أعرف مفهومها ...صدفة .. كلمة عادية في نظر الجميع لكنها بالنسبة لي مجهولة فأنا لا اقصد الصدفة الروتينية و لكني أقصد صدفة القدر ..فصدفة القدر لها مفهوم خاص كما كنتِ تقولي لي دائماً ... صدفة القدر يا إياد هي الحب الذي يمنحك إياه القدر ...لذلك يا أمي اصبحت أدقق في جميع التفاصيل لعلها تكون صدفة القدر تنتظرني..كنت أسير أنا و أختي و أتحدث معها في أي شئ كي أنسيها الحزن الذي رأته في غيابك فلم أرها حزينة هكذا من قبل.. و كان حوارنا كالآتي يا أمي 

  مش هقولك ان الدنيا موقفتش يعني و انك في يوم هتنسي .. عشان ماما عمرها ما تتنسي --

     عمري ما هنساها يا اياد ديه ابتدت توحشني من دلوقتي --

هي كمان وحشتني اوي بس خلاص احنا في واقع يعني لا هي هتقدر تبقي معانا تاني و لا احنا نقدر نشوفها تاني--

متقلقش انا هبقي كويسة--

متخليش الحزن يخطفك يا ديما و يحرمك من احلي سنين حياتك .. افتكري ماما دايما و احزني عليها بس حياتك متقفش فهماني ؟--

فهماك.. اياد هي البنت اللي هناك ديه مالها--

مش عارف ملناش دعوة --

طب استني كدة هشوف مالها --

تركتني و ذهبت لتلك الفتاة المجهولة فذهبت معها خوفاً علي شقيقتي من أي شئ .. لا اعلم ماذا قالت أختي لها و لكني لمحت عيناها و الدموع تتساقط منها بغزارة لا أعلم ما الذي جذبني لمعرفة قصتها ... نعم يا امي فلصدف تكون باي وقت و اي مكان فلن اخفي عليكي أنني شعرت انها صدفة القدر و يمكن أن تكون ليست كذلك .. سأخبرك يا أمي بكل شئ

تركتها ديما عندما هدأت تماما و التفتت لي و ارتمت في الحال بين احضاني .. لا اعرف ماذا أفعل و لكن اخذتها في الحال و رحلنا .. وصلنا الي المنزل و هي لا تريد ان تطمئنني عليها يا أمي فابنتك رقيقة المشاعر و تكتم كل ما بداخلها .. و لكنِ حتما سأعرف ما بها

البنت اللي قابلتيها صح--

اه--

مالها كانت بتعيط ليه ؟--

اتكسرِِت زي ما أنا اتكسرت يا اياد--

لا تقلقي يا أمي علي ابنتك فهي بخير و لكنها بزمان لا يعرف معني ذلك الاحساس الذي تمتلكه.. الي اللقاء مؤقتا يا امي حتي اكمل لكِ قصة ذلك المنزل الذي لم تبقِ به