الحدوتة

1.1K 14 0
                                    

هل تتذكرين عندما كنتِ تحكي لي الكثير من القصص و اتوه بين أحلامي و أنام بين كتفيكِ ..كانت قصص جميلة يا أمي كنت دائما أتمني أن اكون بطل احدي تلك القصص.. و لكنِ اكتشفت انها مجرد أحلام يا أمي تُحكي لنا كي ننام فقط لا أكثر فالواقع مختلف تماماً .. و لكنِ سمعت من أختي القصة ذاتها يا أمي ... انها الفتاة الجميلة التي لا يوجد أرق منها في زماننا هذا ..تذهب أُمها الي من هو ارحم منا جميعا و تعيش الفتاة في حزن و عدم راحة حتي تقابل ذلك الفارس الذي يحميها من تلك الحياة مليئة الشقاء ... تلك القصة التي جاءت في خيالي يا أمي عندما قالت لي أختي ما قالته لها تلك الفتاة المجهولة

كل حاجة بدأت لما فقدت أكتر واحدة مهمة في حياتي.. معرفتش اعمل حاجة غير اني جيت هنا و لقيت نفسي بعيط كتير .. معرفش  --

بعيط علي أمي و لا بعيط علي نفسي و لا عشان خلاص بقيت وحدي في الدنيا ديه مليش حد ..أنا خلاص اتكسرت و عمري ما هرجع زي الاول تاني

علي فكرة انا زيك بالظبط مع شوية تفاصيل مختلفة .. انتي اسمك ايه --

سيلين --

اسمك حلو أوي و أنا اسمي ديما --

قالت لي أختي أنها أيضا اخذت رقم هاتفها و أنها اعتبرتها صديقتها في ذلك الحزن و الوجع المشترك... سيلين .. كم يشبه ذلك الاسم برائتها التي لمحتها علي الفور ..هل من الممكن يا أمي أن تكون نفس أحداث الحدوتة و لكن في الواقع هل من الممكن ذلك يا أمي ؟

أخبرتني ديما في يوم أنها سوف تخرج مع صديقتها الجديدة و لكني رفضت أن تذهب بمفردها ... فأنا الان المسئول عنها يا أمي لا استطيع تركها بمفردها سوف أذهب معها حتماً... لا أعلم هل سأفعل ذلك من أجل شقيقتي فقط أم لسبب آخر

ذهبت يا أمي و الحدوتة تمر أمامي كأنها ستحدث او أنني أتمني حدوثها .. رأيتها و هي تقترب و رأيت ملامحها بوضوح أكثر .. كان الحزن بادياً و لكن ذلك لم يمنع من ظهور برائتها و الثقة التي تنظر بها الي الجميع كأن شيئا لم يحدث و كأنها لم تذُق الوجع من قديم الزمن

مساء الخير --

مساء النور --

حضرتك أكيد اخو ديما--

ايوة أنا اياد --

و انا سيلين--

ديما حكتلي عنك فلو تسمحيلي ممكن أقولك علي حاجة--

 اه أكيد اتفضل--

أنتي اكيد دلوقتي الوحدة محوطاكي و مستنية انها تعيشك جوا القوقعة ديه للأبد .. الحزن شئ مُباح لكن أننا نفضل دايماً كدة ده مش صح .. انتي أكيد أحلامك لسة جواكي بس حزنك وقفك .. عيشي تاني عشان متندميش علي كل لحظة قضيتيها بعيد عن حاجات حلوة كتير

كلامك حلو .. بس الكلام سهل و مفيش حاجة هتتغير غير لما الحزن يموت --

و الحزن عمره ما بيموت ... صدقيني قاومي الاحساس ده زي ما احنا بنعمل و يمكن لو قاومنا كلنا مع بعض نبقي اقوي --

نفسي ابقي قوية زيك كدة--

انتي قوية .. ملامحك بتقول كدة و برائتك مش هتسمحلك تكملي في الحزن ده كتير--

ابتسمت لي يا أمي .. لأول مرة أشعر انني تمكنت من اقناع احد بمجرد كلمات ..و لكن ابتسامتها جذابة أكثر من اللازم يا أمي .. لأول مرة أشعر أنني أريد أن اتحدث مع أحد بعدك يا أمي .. هل هذه بداية الحدوتة أم من الممكن أن تكون النهاية ؟.. جاوبيني يا أمي ان استطعتي .. فأنا أحتاج اليكي كثيرا الان لتفسري لي الكثير من الأمور

 

..ستكونين ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن