23

12.4K 382 68
                                    

.

.

لما شخص يملأ حياتك ، يملأ كل تفصيل.. تحس انه في كل مكان لدرجة تشعرك لما تمشي لوحدك انه يمشي معك ، و ماسك يدك..

لما تكون متأكد انه يعرف -بدون ما تحكي له- عن اي فرح ، أو أي حزن يمر بقلبك ..
بالرغم من ان بينكم مسافات ماتنطوي!

لما يكون بهذا القرب و أكثر ، لدرجه تحتاج جسد أكبر يتسع للروحين اللي بداخلك..

مفروض انك تتعود حصاره لك .. و تتوقف عن طلب الهدنه بكل مره يقطع عنك الهواء بقربه!

مفروض .. لكن أنا ما تعودت ..
أعرف ملك من أربع سنين و نصف وأكثر.. لكن و لا مره لاقيتها بقلب ساكن .. أو عقل رزين..

في كل مره تتصل يرجف قلبي ، وأزفر أكثر من مره عشان أنظم الفوضى اللي أثارها أسمها على شاشة الجوال بداخلي..
مهما تزايد عدد المكالمات بيننا ، يبقى الشعور نفسه..
تماماً مثل المكالمه الاولى .. أو مثل اللقاء الأول..

لما في مره تخبطت الكلمات في فمي وماعرفت أشرح لها هذا الشعور ، قالت لي
: لا تحاولين تشرحين لي شعوري..

وقتها كل شي فيني إرتمى لها ، جسمي لوحده كان ثابت في نفس المكان .. كنت أشوفني بين يديها حرفياً.
كانت تعري قلبي ، وكنت راضيه..
عمري ما نفرت من أي شي تسويه ، حتى لو كان مؤذي لي..


.


: متى بتجين مره ثانيه؟
: ما أعتقد قريب ، رئيستي بالقوه سمحت لي بهذي الإجازه..
: أكره شغلك
: لأنه ياخذني منك ؟
قالت بتعجب : فيه شي ياخذك مني ؟
: ايوه ، كُتبي..
قالت بخيبه مصطنعه : أوه..

ابتسمت لها لما شتت نظرها بعيد عني ، و حركت حواجبها حركه خفيفه تدل على انتظارها لتعقيب أعترف لها فيه أن كُتبي دايم كانت طريق مؤدي لها.. مو بعيد عنها

لكني مسكت شنطتي و قلت
: صار لازم أروح

مازالت تناظر كل شخص بالمطار الا أنا .. وهذا الشي زاد ابتسامتي أكثر ..

قلت : ماراح تودعيني ؟
: خلي كتبك تودعك..
ضحكت ، ثم سحبتها لحضني.. و ما شدت علي الا لما قلت لها
: أحبك ، مافي شي يأخذني منك الا لك..
: أنا اللي أخذك مني لي ، مافيه شي! فيه أنا..
: وهو عمره كان فيه غيرك أصلاً؟
بهذي اللحظه بعدت عني ، علقت عيونها بعيوني وقالت
: ايوه كان فيه ..

و ياكثر ما أبعدها عن حضني "اللي كان فيه" ..
بالنسبه لها ، أول حب لي دايم كان حاجز بيننا.. بالرغم من ان قلبي من سنين طويلة كان فارغ ، الا منها..

الميزانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن