7

7.3K 298 68
                                    

.

.

#لينا ..

صباح مشمس و موظف البريد اللي تعتلي وجهه علامات الضجر واقف أمام باب البيت ، سلمني ظرف، طلب مني أوقع على استلامه ثم راح بعد ما تأكد اني وقعت..

سكرت الباب ، قلبت الظرف الأبيض، و كان مُرسل من ملك..

ابتسمت، من فترة طويلة انقطعت عادتها هذي عني..
لكن على غير العادة، كانت الرسالة بدون قارورة..

دخلت البيت و اتجهت لغرفتي.. فتحت النور بالرغم من وجود نور الشمس بالغرفة..

جلست على الكرسي و حطيت الظرف على المكتب..
تأملته مطولاً ، شعور بغيض يتسلل لداخلي بإن ممكن تكون هذي الرسالة الأخيرة..

خمنت محتواها كثير ، و الإحتمال الأكبر كان انها رسالة توديع.. تمنيتها إعتذار ثم عودة...

ما كان سكوني أمام الظرف الأبيض مماثل للإعصار اللي يجتاح روحي .. هزمتني رسالتها، قبل أقرأها..

و ك حل أخير لتهدئة صراعي النفسي، مديت يدي و بدأت أفتح الظرف ، همست كثير بإسمها، و ترجيتها أكثر بداخلي..

طلعت ورقتها السوداء من داخل الظرف، ما تركت عادة الكتابة بالقلم الأبيض..

كانت بين يديني، حروفها بيدي .. ظلها إنعكس على أصابعي، و نورها سطع على ملامحي..

بدأت أقرأ رسالتها ، بصوت القلق العالي ، من كل حرف تودعني فيه..

كتبت ملك:

" لينا..
لطالما بدأت رسائلي لك بمرحبا و أهلاً ، لكن و لأن هذه الرسالة إستثناء، بديتها بإستثناء، و هو إسمك.. ما كنت راح أعتبره استثنائي ، لولا انك تعلمتي الكتابه بالطريقة الرتيبه ، و أعدتي ترتيبها بطريقة سرقت مني رتابتي.. لولا إن عقلك و قلبك أعادوا صياغة الحروف و اللغة، فصار أول حرف حرفك ، و أفصح كلمة إسمك..
و صرتي استثناء! بكل منطق و كل قاعدة.. ما كانت أنظمة قلبي على الناس ساريه عليك ، كنتي الشذوذ في قواعدي و المعضله في منطقي.. و الأساس في بناء أنظمتي!.. كنتي لينا، و هذا كافي..
لكن .."

و عند لكن فقط، وقفت قراءة رسالتها.. كنت أعرف ان الجزء السيء راح يبدأ بعد لكن..

وأنا أنظر لرسالتها بعين اليأس منها ، كانت أحرفها تقرأني.. تشفق علي و تعتذر عن سطوة ملك على قلبي..

ما لأحرفها ذنب ، الذنب كله على اللي كتبهم، و كنت الضحية.. ضحية خطها الرديء و ريحة عطرها على الورق..

إستجمعت نفسي، و أنفاسي.. زفرت و رجعت أقرأ..
و كانت الورقه تنثني بيدي كل ما شديت عليها..
من تأثير اللي أقرأه علي

" لكن الأيام تخنقني، تنتزع مني راحتي ، و راحتك بقربي، التوتر بيننا ينهي كل طمأنينه بقلبي..
أحبك لينا، لكن الخوف يسرقني..
بعد ثلاث أيام من كتابتي لهذي الرسالة، لما تكون بيدك..
بكون إختفيت من حياتك للأبد، أنا أهرب.. منك، لا تدوريني .."

الميزانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن