.
.
#مريم..
كنت دايماً في حالة من الإصغاء التام لها، حتى لما كانت ساكته..
لطالما ركزت في كل كلمة تقولها ، خوف من نسيان حرف.. أو نبرةكان كلامها ينتقل من كونه مجرد صوت مسموع الى جزء ملموس من روحي..
كلامها الغير مفهوم ، اللي تلقيه مثل ما يمليه عليها قلبها..
كله أحتفظ فيه بمكان عميق بذاكرتي.. غير قابل للمساومة مع النسيان ابداً ..و بحكم خبرتي الطويله مع صوتها ، كنت أقدر أعرف انها تكذب من مخارج حروفها المتردده.. لما قالت
: أنا طيبه .. أردفت بعد صمت : اليوم أكلت كثير!
: ايش أكلتي؟
: حلويات ، و أشياء..
: بابا يصرخ عليك؟صمت قصير تبعه "همم" تشرح حيرتها الحزينة..
قبضت على يدي بقهر ، مأذيها ...قلت : فرح حبيبي علميني كل شيء
قالت بتردد : هو ما قال شيء ، خالة سارة رمت العابي عشاني تركتهم بالمطبخ
: ما عليه ، راح أجيب لك غيرهم..
قالت بحماس : يعني بتجين؟حاولت ما أبين حزني لما قلت
: لا ، بخلي السواق يجيبهم لكفرضت عليها خيبة الأمل تلتزم الصمت .. من فترة طويله ما شافتني ، أما أنا فأشوفها يومياً .. خلسه..
أُجبرت أتنازل عن حضانتها بعد طلاقي من أبوها اللي أنا واثقه بأنه قاسي معها بسبتي .. ما كانت تشتكي تعامله الجاف أبداً..
أنا ما ظُلمت بهذا الشيء ، أنا أخطيت .. لكن ما أستحق أنحرم منها!
ملك أحرقتني .. صحيح ان زواجي كان بالإجبار ..
لكنها تسببت بطلاقي .. و بحرماني من فرح ..كل هذا ما كان يهمني ، كنت أحبها .. لكن الحين فيه شيء تغير .. ما عادت الشخص اللي يغفر له حبي له..
طلبت منها ترجع للخبر ، بمقابل اني ما أفضح ماضيها للينا .. لكن من متى أوفي لها ؟
كنت أنتظر ألفا تعطيني خبر بوصول الظرف للينا..
كنت أخبي لها مفاجئة فيه ..
مفاجأة ما أظنها بتفرحها..ولا بتفرح ألفا..
.
.
#ملك..
ما كانت العودة للخبر فكرة سيئة ، نظراً للظروف الحالية
كان لازم أبتعد شوي .. حتى لو تحت تهديد مريم..كنت أظنها رجعت تنتقم من لينا ، لكن إتضح انها رجعت تنتقم مني..
و أظنه مجرد تهديد .. ما يندرج تحت مسمى إنتقاملو بتنتقم كان كشفت كل شي..
ما أنكر ان مريم تغيرت الحين كثير ، لكنها كانت "الفساد" بعينه..