.
.كنت أحتاج أختلق مناسبة للكلام معها، في كل مره كان التفكير يرهقني حول الكلمة الاولى لبداية محادثة، أو حتى نصف محادثة معها.. كل هذا في بداية علاقتنا..
لسبب ماعرفته، وبين عدد مهوُل من العابرين بحياتي
كانت هي الوحيدة اللي رفض عقلي قبل قلبي انها تكون مجرد شخص عابر..و كشخص فاشل في كل شيء معها، معها تحديداً، كان شيء غير مستغرب ان محادثتنا الأولى انتهت وهي تقول
: "أنا الغلطانه اني جيت كلمتك"تبعها بلوك من الطرفين، دام لثلاثة أشهر، كل شيء كان يشير انها مجرد شخص عابر، وعادي، وغير مهم أبداً..
حتى المحادثة الثانية كانت تأيد الفكرة، اللي كفر فيها عقلي لاحقاً..
بعد ثلاثة أشهر من شتائمنا الأولى .. صدر كتاب مَلك "الزُهرة" ..
اشتريته لمجرد اسمه ، كذا، بدون ما أفتح صفحة وحده منه.. أو أشوف اسم الكاتب على الأقل..السبب السخيف لشرائي له كان يبرر الغبار اللي ملاه بعد أسابيع طويلة تركته فيها على رف مكتبي، بدون قراءة أي كلمة منه..
لا زالت ترعبني فكرة اني كنت أحتفظ بملك على رف صغير بغرفتي لفترة طويلة بدون ما أعرف!
كنت أعاني من يوم سيء ، لما قرأته لأول مره..
كان مُشبع بالكلام عن التاريخ ، ما أعرف سبب تسميتها له بالزُهرة، إسم ما يمت للكتاب بصِله أبداً..لكن كعادة ملك، ما أحد يتوقع مبرراتها، شخص ما له تبرير..
مثل إنفصالها المفاجئ عني.. بدون أي إنذارات سابقة أو تعقيبات توضيحية!دايماً كنت الشخص الوحيد اللي يفسر كل شيء في علاقتنا.. دايماً كانت تخطي، بدون سبب، و كنت الشخص اللي يحط لها أعذار، و يعفو عنها بأعذاره..
كنت أشعر بأني المُتهم، لما تخطي .. بدون ما تلومني.. كنت أُرهق الحجج بتسويغ أفعال ما لها مبررات..
أرهقت الإحتمالات أيضاً ، بين ممكن قلت كلمة بغير موضعها .. أو ممكن كان خطأي الفادح، لما حاولت أكون شخص بدون أخطاء أمامها..
انشغلت كثير بحروبي الداخلية لما كانت هي تعيش حالة سلام مع العالم، كل العالم، الا معي..
مره سألتني
: متى بتكونين ضدي؟
ضحكت بلحظتها، ما كنت أتخيل اني بكون ضدها بيوم..
أنا تخطيت صفوف كثيرة عشان أكون بصفها و جنبها
كل الأسباب كانت أضعف من انها تدفعني للوقوف ضدهالكن السبب كان أقوى مني، لما بنفسها دفعتني خارج محيطها، و خارج صفها، ما كنت أقدر أكون الطرف المنحاز لها، أو حتى المحايد..
كنت ضدها و خصمها في كل شيء..