شقاق (قيد التدقيق)

193 21 9
                                    


في زمان ليس ببعيد علينا و في ارض مجهولة
كان يعيش في تلك الارض الضائعة الان شيئان!
لا نعرف ماهيتهما هل كانا شخصان، حبيبان او عاشقان او صديقان متحابان او عرقان مختلفان.
هما فقط شيئان كما عرفنا.
كل ما نعرفه عن ذلك المجتمع الذي عاشو فيه انهم كانو يسمون بعضهم البعض الابيض و الاسود دون ان نعرف حقيقة امرهم الواقع .و ما هي هذه التسميات؟.
اهم مجرد الوان! ام شعوب و بلدان . لا نعلم.
كانا يعيشان بحب و سلام و حرية مطلقة و كان الحب اساس مجتمعهم الذي بني عليه.
كان يعيش في تلك المدينة شيئان محبان لبعضهما
كثيراً لا بد انهما كانا صديقان منذ ايام الطفولة و قد عاشا حياتهما معا في كل الاوقات.
كانت ارضهم امنة كل الامان و قد حماها الله من العدوان و وفر لهم كل سبل العيش الكريم
فترى عندهم المرض قليل و العمر طويل
اراضيهم خصبة تزرع فيها كل نوع يخطر في البال من النبات و الاشجار.
مليئة بالذهب و المعادن المفيدة حيث ترى التجارة والصناعة مزدهرتان عندهم جدا.
و الجرائم قليلة الحدوث جدا حيث ينام الشيء تارك ابواب بيته دون قلق من حدوث اي مكروه له او لممتلكاته.
فنظام الحكم لديهم شديد الصرامة و المجرم يعاقب بشدة فتجدهم يعملون بجهد و استقامة.
ببساطة كانت ارضهم مثالية، خالية من العيوب، قد مسحت الاثام من سطحها و حياتهم سعيدة مليئة بالحب و السرور و تسودها الافراح في كل الاوقات
فلم يكونوا مثل باقي الحضارات همهم التوسع و الغزو و الاستعمار و لم يكونوا قد شهدوا حربا من قبل.
و قد كان الهم الوحيد للشيء في حياته كلها
هو الحب و كان شغلهم الشاغل الاحتفال
و الفرح.

و مع كل هذه النعم كان لا بد ان يكون هناك ثمن.

ففي صباح جميل من صبوح ذاك المكان قرر هذان الشيئان الصديقان الخروج في نزهة الى الغابة و الاستمتاع بنسيمه العليل و مناظره الخلابة حيث
اشجار الزيتون و النخيل و الارض واسعة تعتليها المروج الخضراء،
و ترسم الورود و الازهار في الافق لوحة يعجز عن تجسيدها اكبر فنان الياسمين و النرجس و البان
و الورد و الزهر بمختلف الانواع و الالوان
تكسو ارضهم و تملأ عطرها جوهم
و البلابل تغرد من فوق الافنان و يبني الحمام عشه في الاغصان

و انهار بمياه عذبة طعمها كالعسل تشق ارض هذا المكان.
و بعد رحلة طويلة متعبة في الغابة من لعب و مرح كثيران.
و اكل و شرب من مختلف انواع الفواكه و الثمار و ما تشتهيه كل الانفس الذ من الشهد حلوها و من حامضها الرمان.
زحفت الشمس الى مغربها و اختفت في كبد السماء
و ظهر البدر المكتمل يضيء لهم الأرجاء

قرر الصديقان المتعبان الابيض و الاسود ان يذهبا الى مكانهما المفضل قبل عودتهما الى البيت

و بعد درب طويل استغرقاه في الضحك و القهقهة
و شق صوت ضحكاتهم ارجاء الغابة.

وصلا الى المكان المرجو كما هما معتادان

ديستوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن