دقيقة من وقتكم لايك
كادت الأجواء داخل السيارة تنفجر من شدة التوتر، فجأة فقد جان كلود اهتمامه بالألعاب، وحدق إلى إميلي، فيما راحت شفته السفلى ترتجف.
- لابأس .. ماما هنا، لن يؤذيك احد.
طمأنته إميلي برقة وهي تداعب خده، فأدار جان كلود عينيه الرماديتين الواسعتين نحوها، وسرعان ماجفت دموعه وأطلق ابتسامة كشفت عن سنه الوحيدة في مقدمة فمه .
كان لوك يجلس الى الجانب الآخر من كرسي الطفل، فتصلب لدى سماعه كلماتها ، واجتاحه الغضب المرير ، زمجر غير غافل عن ضرورة إبقاء صوته منخفضاً كي لا يخيف جان كلود:
- بالطبع ، أنا لن أؤذيه، أي نوع من البرابرة تظنينني بإشارتك الى انني قد أؤدي ابني ؟.
ارتسمت على وجه إميلي ابتسامة من اجل جان كلود وحده، فيما ردت:
- انت لن ترغب بمعرفة رأيي فيك، حاولت ان تنطلق بالسيارة من دوني، ألا تظن ان انتزاع الطفل بالقوة من بين ذراعي والدته قد يؤذيه؟.
رد لوك مظهراً نفاذ صبره:
- لا تكوني دارماتيكية الى هذا الحد، فأنت لم تكوني معه، حتى إنك تخليت عنه، أي نوع من الوالدت انتِ؟.
مررت إميلي يدها المرتعشة فوق وجهها، ثم قالت : أنا والدة جيدة، كماانني لم أتخل عنه، عمره لا يتجاوز الأحد عشر شهراً، بحق السماء! كيف تظنه سيتأقلم من دوني؟ إنه يحتاج إليّ.راقبها لوك بصمت مجيلاً نظراته على جسدها النحيل، فانكمشت إميلي وتمنت لو انها لم تكن ترتجي تنورتها الغجرية ذات اللون البرتقالي المشرق مع قميص قطنية صفراء من دون كمين، كذلك فهي عقدت شعرها الى الخلف، واحكمت ربطه بشريط اصفر باهت، كما وضعت قرطين طويلين مع عقد، مصنوعة كلها الخرز، كان قد صنعها لها احد الفنانين، بدت عصرية وجذابة، أي النقيض المعاكس تماماً لأولئك النسوة الأنيقات المتميزات اللواتي يعجب بهن لوك، نساء امثال مساعدته الشخصية روبين بلايك
قال لوك بنبرة صوت جليدية:
- أنت لست شخصاً لا يمكن الاستغناء عنه الى هذا الحد الذي تعتقديه، سوف ينساك جان كلود فوراً، وعوضاً عن والدته سوف يحظى بأب.ريحانة
تابع متجاهلاً شهقتها الخائفة:
- على أية حال، أنا اتقبل ان من مصلحة جان كلود ان تلعبي دوراً في حياته، على الأقل الآن
- ماالذي يعنيه هذا بالتحديد؟
- يعني ان من المحتمل ان يتبدل الموقف مع نمو جان كلود ، لكنه في الوقت الراهن مجرد طفل، ومن الطبيعي ان يعتمد عليك، لهذا السبب وحده قررت ان استعيدك أنت ايضاً.
اعلمها لوك بذلك بنبرته الباردة الموجزة، ماجعل إميلي تفتح عينيها بذهول حتى صارتا بحجم صحنين صغيرين
- حسناً! اعذرني لأنني لا اقفز فرحاً ، لكنني لا ارغب بأن تستعيدني، انا راضية تماماً وقانعة بحياتي كما هي .. من دونك.
ثم تشدقت متابعة:
- في الواقع ، أنا لم أكن اسعد حالاً مما أنا عليه يوماً.ارتكبت إميلي وهي تتكلم خطأ النظر نحو لوك، فالتهب وجهها، إذ احست بردة فعل جسدها اللاإرادية تجاه جاذبيته الطاغية، إنها لا ترغب بأن تشعر على هذا النحو، ولا ترغب بأن تخترقها هذه الجاذبية الغامرة، اما أسوأ مافي الأمر، فهو إدارك لوك لمدى تأثيره عليها
تشدق لوك فيما ارتسمت على وجهه ابتسامة متعجرفة، جعلت إميلي ترغب بالصراخ أو بأن تضربه:
- أنا واثق انه يمكنني ان ابتدع بعض الأفكار لجعلك راضية، لا أتذكر انني واجهت أية مشاكل في إرضائك عندما تزوجنا، في الواقع عزيزتي ، بعد أن امضيت ليلة واحدة في سريري اصبحت تذكرينني يقظة تلتهم الكريما بشراهة.
آه! إن آخر ماتريده إميلي هو ان يتم تذكيرها بضعفها الكامل والتام امامه، مجرد نظرة واحدة من عينيه الرماديتين الوامضتين كانت كافية لأن تجعلها طبيعية بين يديه
فكرت بيأس أن لوك يمارس معها لعبة فظة، ياله من أسلوب حقير في تذكيرها بضعفها الكبير تجاهه! لكنها تغيرت خلال هذا العام الذي أمضياه منفصلين ، لقد نضجت،وباتت اكثر قدرة على السيطرة على مشاعرها، إنه رجل يتمتع بوسامة خارقة وبجاذبية قوية، لذا ليس من الغرابة أنه كان في مامضى يسيطر عليها بقوة، لكنها تحررت الآن من تأثير سحره ولعنته، وهي ترفض الخضوع لهما مجدداً.
ظل جان كلود يراقبها ، فاخترقت قلبها ابتسامته الجميلة، إنه ببراءته لا يدرك مدى المرارة الموجودة بين والديه، إنه اليوم مجرد طفل ، لكنه سيلاحظ اثناء نموه إشارات تدل على ان والديه يكرهان بعضهما البعض، ولابد ان هذه الكراهية ستدمره
همست:
- هذاسخيف! ألا يمكننا ان نعلن هدنة ونهدف سوياً لطلاق ودي من اجل مصلحة ابننا بدلاً من ان نتقاتل للحصول عليه؟ أليس الأهم هو ان نمنح جان كلود أفضل تربية ممكنة؟.
رد لوك وقد تشابكت نظراته مع تظراتها:
- أنا موافق، ولهذا السبب لم يكون هنالك طلاق، ابننا يستحق ان يربيه والدان يحبانه، حتى لو لم يحبا بعضهما البعض
تابع كلامه متجاهلاً شهقة الصدمة التي أطلقتها إميلي، فقال:
- سوف تبقين زوجتي عزيزتي في السراء والضراء.
أنت تقرأ
رواية احلام جديدة اسيرته مدى الحياة
Romanceإنه يريد استرجاعها لصالح طفلهما. أجبرت أميلي فيلون على ترك زوجها منذ عام، كان الشغف الوجود بينهما صاعقاً، لكنها لم تعد قادرة على البقاء مع رجل لا يحبها ، خصوصاً حين اكتشف انها حامل. اما الآن فقد عاد لوك ليطالب برؤية ابنه، ستعود أميلي الى قصره حتى تل...