املة

6K 118 2
                                    


دقيقة من وقتكم  لايك
روبين بلايك كانت في مامضى عارضة أزياء مشهورة ، وهي أرملة اخيه المتوفى كما أنها مساعدته الشخصية، بدت تلك المرأة استثنائية مميزة، في الواقع ، ليس هنالك من وصف آخر يناسبها أكثر ، احست إميلي على الفور أنها أقل من عادية.
في البداية اخذت إميلي بمودة روبين ولطفها الظاهريين، فقد امضت طفولتها في ظلال شقيقاتها، لذلك ابتليت بافتقارها الساحق للثقة بالنفس، ماأدى بها الى اللحاق بروبين في أرجاء المكان كالجرو الصغير الذي يحاول يائساً إرضاء سيده، اخذت إميلي بنصائح المرأة وصولاً الى المشاكل الزوجية التي برزت بينها وبين لوك
استغرقها الأمر وقتاً طويلاً حتى تدرك ان روبين هي السبب في العديد من تلك المشاكل، أقرت إميلي بتعاسة أنها لا تستطيع إلقاء اللوم بأكمله على روبين.

إن عدم شعورها بالأمان بالإضافة الى افتقارها الى الثقة بالنفس لم يساعداها تماماً كما لم يساعدها إدراكها المتزايد بأن جان لوك فايلون غير قادر على حب أي شخص ، تعامل لوك مع شكوكها حيال طبيعة علاقته مع مساعدته الشخصية بتصرف ساخر فقط
قال لها إن الوقت حان كي تنضج وتكف عن التصرف كطفلة سخيفة، يومها تقبلت بأن لوك لم يشعر بأكثر من عاطفة خفيفة تجاهها، اما الآن فلم يعد لديها أي شك بأن دوافعه للزواج منها لم تتضمن الحب قط.ريحانة
استدارت إميلي متنهدة، فوجدت جان كلود ، بدا مستغرقاً تماماً ، كما لو انه غير قادر على إبعاد نظراته عن ابنه، لابد أنه احس بتفحصها له ، فأحمرت وجنتاها عندما رفع لوك رأسه وخضعها لتحديقه القاسي، امرتها عزة نفسها أن تشيح بنظرها بعيداً ، لكنها أُسرت بالجاذبية الغامرة التي انبعثت منه، فارتكزت نظراتها على وجهه، فجأة بدا لها ان الجو داخل السيارة اصبح خانقاً بالرغم من الهواء المنبعث من جهاز التكييف
ضاقت عينا لوك وهو يراقبها فعلمت إميلي ان لوك يدرك ماهية افكارها، ماخطبها؟ سألت نفسها بنفاذ صبر، إنه يمقتها ، وكراهيته لها واضحة تماماً في نظراته الرمادية الباردة التي أطلقها نحوها كالسهام، إنه يحتمل وجودها فقط من اجل ابنه، فلماذا تراها تستهلك نفسها بهذا التوق الجامح اليه؟ إنها تكرهه، اما ذهنها فيرفض تماماً قوته العديمة الرحمة، لكن يبدو ان جسدها يعرف مراده جيداً.
سلخت إميلي نظراتها بعيداً عن لوك ، وهي تطلق شهقة بالكاد تمكنت من إخفائها، عضت بقوة على شفتيها حتى احست بطعم الدم في فمها، لوك رجل كاذب ومخادع، كما انه فطر قلبها، عليها أن تتذكر هذا الواقع كي تتمكن من الحفاظ على ذاتها، طالبته قائلة:
- لا تنظر إلي هكذا، أنت فقدت حق النظر إلي كما لو كنت ملكك، حين رفعت مستوى الخدمات التي تقدمها لك مساعدتك الشخصية
- أرى ان قلة ثقتك السخيفة بنفسك ماتزال تعميك
غمغم لوك بذلك ببرودة، وسرعان ماتلونت وجنتاها باللون الحمر إذا اصاب بكلامه النقطة الحساسة
لطالما كانت غير واثقة من نفسها، خصوصاً في مايتعلق بلوك، كرهت إميلي حقيقة إدراكه لحساسيتها وضعفها في هذا المجال، ادارت رأسها بعيداً عنه بكل عزم، اما عيناه فاستقرتا على خدها وعلى أذنها الصغيرة الزهرية اللون ، فيما ابرز قرط اذنها الطويل المتدلي عنقها الطويل النحيل
بدت إميلي فتية شابة بشكل يفطر الفؤاد ، بسبب شعرها المرفوع والمربوط عند قمة رأسها ، وقد افلتت منه بضع خصلات لتلتف حول خدها ، فقاوم لوك رغبته بأن يمد يده ويضعها خلف أذنها، ويقبض على ذقنها بيده فيدير وجهها نحوه.

رواية احلام جديدة اسيرته مدى الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن