زوجة في الأسر

5.8K 121 2
                                    

دقيقة من وقتكم  لايك

ماالذي فعله بحق الجحيم؟
حدق لوك نحو فنجان القهوة الموضوع على الصينية أمامه، ثم غمغم بشتيمة، قبل أن ينتزع الفنجان ويشرب محتوياتها بجرعة واحدة
الآن بالذات هو يحتاج الى شرب شيء مايجعله يستفيق من ذلك الخدر الذي تتركه فيه إميلي ، والذي لطالما كانت تتركه على حواسه، أقر لوك بذلك حاقداً ، بالرغم أن إميلي بدت غير مدركة أن مشاعره تنحرف بخطورة لتخرج عن سيطرته.

جلست إميلي بعيدة عنه في مقدمة الطائرة، وهي ترضع جان كلود الذي ابدى عدم إعجابه بمحيطه الجديد، المربية التي وظفها لوك تدعى ليز كراوفورد، وهي تتمتع بسجل مؤثر في مجال الأطفال ، لكنها لم تتمكن من تهدئة الطفل، إذ لم يهدأ صراخه إلا حالما صار بين ذراعي والدته
- إنه يحتاج إلي.
الحت إميلي في قول ذلك، وأدرك لوك الآن وهو يراقب الأم وابنها أنها على حق ، احتضنت إميلي جان كلود، وراحت اتؤرجحه بلطف ، وهي تغني له بصوتها الناعم، احس لوك بالتواءات غريبة في أحشائه، ما أن سمع التهويدة الفرنسية المألوفة التي استحضرت ذكريات خاصة به تتعلق بطفولته، اقر بكآبة انه ماكان يجدر به أن يعانقها، ماكان يجدر به أن يستسلم لحاجته الأساسية، بأن يحتضنها بين ذراعيه من جديد، إنه بحاجة الى السيطرة أكثر على نفسه، وإلى أخذ الأمور بروية، كي يقنعها أن عودتها إليه هي الأفضل لمصلحتهم جميعاً، وليس فقط لأجل الطفل.
كان لوك قد اقنع نفسه أنه يمتلك كل الحق بأن يكرهها، لكن ما إن عبر الباحة الخارجية لسان أنطونيا حتى خسر المعركة ، إميلي حرمته من السنة الأولى من حياة ابنه، وحين استلم إخطاراً من المحامي يقول إنه تطلب الطلاق، شعر أنه مستعد لارتكاب جريمة ، كان قد اقنع نفسه أنه لا يمانع إن لم تعد إميلي راغبة بأن تكون زوجته، لأنه اكتفى من انتظارها كالمخبول، وهو لا يريد استعادتها ، لكن لسوء الحظ منتديات ليلاس، ما ان وقعت عينا لوك على إميلي حتى علم انه ماعاد قادراً على ردعهما، إنها متغلغلة في دمائه، وهو مازال يريدها ، علم على الفور أنه لا يستطيع التخلي عنها، لكن وميض الخوف الذي ظهر في عينيها عندما لمحته لأول مرة هزه بقوة، إنه لم يكن يوماً وحشاً مخيفاً، أم بلى؟
الارتباك هو الذي غمره حين حدق بها وليس الغضب ، اما الجريمة الوحيدة التي ارتكبها فهي خوفه على سلامتها

اللعنة! إنه مازال يرغب بها، لكنه عازم على ان يكتشف سبب الحقيقي لهجرها له قبل ان يثق بها مجدداً، واسى لوك على نفسه محاولاً الاقتناع ان الأمر ليس اكثر من انجذاب حسي، الجاذبية الحادة التي نشأت بينهما منذ لحظة لقائهما الأولى ماتزال مشتعلة لديهما معاً، هو ليس أعمى ، فقد لاحظ نظراتها اليه في السيارة ، وهو يعلم أنها احست بالمشاعر البدائية نفسها، وحين عانقها احس بتجاوبها على الرغم من جهودها في إخفاء ذلك
حسناً ! ربما يمتلك كامل الحق ليمقت إميلي ، لكن الحقيقة التي لا يستطيع النطق بها هي أن إميلي سرقت قلبه قبل فترة طويلة من سرقتها لطفله، كره لوك قدرتها تلك على التأثير به ، لكن رؤيتها مجدداً اجبرته على تقبل حقيقة ان حياتهما متصلتان الى الابد

رواية احلام جديدة اسيرته مدى الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن