الفصل7

5.7K 103 1
                                    

قال لها لوك بهدوء:
- إذن نحن بحاجة لأن نذهب للتسوق في أقرب وقت ممكن ، قد تكون ملابسك الزاهية ملائمة لمجتمع من الفنانين، لكنك لست من الهيبيين...أنت زوجتي ، وأنا أتوقع منك ان ترتدي ملابس تتوافق مع هذا الدور.
- يمكنك ان تذهب الى الجحيم، أنا افضل ان اركض عارية بدلاً من السماح لك بشراء ملابس لي
التوى فم لوك التوى في ابتسامة وقحة مازالت تفعل اشياء غريبة بأحشائها:
- إنها لفكرة مشوقة حين نكون بمفردنا، لكنني لا اعتقد أن سكان قرية مونتيراد الهادئة مستعدون لتقبل تصرف كهذا

شبكت إميلي ذراعيها امام صدرها متمنية لو ان باستطاعتها مسح تلك السخرية عن وجه لوك ، غاصت ثقة إميلي بنفسها الى الأعماق ، فذبلت وجبنت امام نظراته الكريهة.
في الواقع كانت شديدة الانهماك في مساعدة لورا في اعمال المزرعة الى درجة جعلتها تستعيد رشاقتها التي كانت عليها قبل الحمل، من دون ان تلحظ ذلك حتى ، اما الاهتمام الذي حظيت به من بضع فنانين في سان انطونيا فجاء بمثابة دفع مرحب به لمعنوياتها، لكن لوك محاط على الدوام بنساء جميلات يبدون أنيقات بلا مجهود، لذا احست إميلي أنها تبدو عادية المظهر مثل أول مرة التقته فيها.

طرفت عينيها بسخط إميلي انها تبدو عادية المظهر مثل أول مرة التقته فيها، وهي تدرك ان لقاءها الجديد بلوك لا يشبه بتاتاً احلام اليقظة التي راودتها، لطالما منتديات ليلاس حلمت بلقائه صدفة في حفلة متألقة ما،وتصورت نفسها جذابة بشكل صاعق، فيما يرافقها صديق مواز لها في الوسامة والروعة، اما لوك فتخيلته ينظر اليها ويلعن نفسه لأنه تركها ترحل، بالطبع هذا الحلم أحمق وغير واقعي البتة ، خصوصاً ذلك الجزء المتعلق بالصديق، فالرجل الوحيد الذي أرادته إميلي يوماً هو غير مبال بها ، تماماً مثلما كان حيثما هجرته . قالت له بصوت جليدي:
- أنا لست أنوي البقاء في قصرك ليوم أكثر مما هو ضروري، وأنا حتماً لن أمضي أي وقت معك، لذ يمكنك أن تنسى فكرة مشاركتي لسريرك، لا يمكنك إجباري على البقاء

أضافت ذلك وهي تدرك أنها لسبب ما رغبت بتحريضه، ربما لأن الجدال قد يضمن لها نيل انتباهه.
- أتظنين ذلك حقاً؟.
بدا غير متأثر مطلقاً بغضب إميلي، أما لمحة الاستمتاع البادية في صوته فجعلت اعصابها تشتعل
عنفته إميلي ساخرة:
- ماالذي تنوي فعله؟ هل ستحتجزني في برج عاجي، بينما تطوف انت العالم في التزامات عمل لامتناهية؟ لعلك ستعود الى المنزل يوماً، فتجدني قد رحلت وأخذت جان كلود معي
- لو كنت مكانك لما جربت ذلك، لأنني اقسم انني سوف أردعك وسوف أجدك، وعندما يحصل ذلك ستتمنين لو انك لم تعانديني قط

ادركت إميلي وقد انتابها ارتعادة بسبب التهديد المضمر في صوته، ان لوك جدي في مايقوله، لقد اوضح لها بكل بساطة انه سوف يصطحبها الى فرنسا لأن جان كلود يحتاج اليها ، لكن يبدو أنه ينوي احتجازها كسجينة .
غمغمت شيئاً بخصوص حاجتها الى الاغتسال، ثم قفزت على قدميها، مازالت تذكر تماماً موقع غرفة النوم المترفة وغرفة الحمام الملاصقة لها ، تعثرت وهي تسير في الرواق المؤدي اليهما، احست بحاجة ملحة كي تبقى بمفردها ، ريثما تستوعب الأحداث التي تجري معها ، ارتجفت لرؤية السرير المزدوج الضخم الواسع الذي ذكرها بأوقاتهما الحميمة أثناء سفرهما، حصل ذلك منذ زمن بعيد، قبل أن يدخل الفساد حياتهما، ويسمم علاقتهما .
ذكرت إميلي نفسها بأنها تكرهه، فيما قذفت المياه الباردة على وجهها وأفلتت شعرها من الشريط الاصفر ، بحيث انسدل كالحرير نزولاً على ظهرها، لم أزعجت نفسها بالتكلم معه؟ هي تعلم ان ذلك امراً غير مجد حين يكون مزاج لوك معكراَ.

رواية احلام جديدة اسيرته مدى الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن