و نست ذاك الذي سكن المقل..

28 2 0
                                    

العين بالعين, ومن تلاشی طيفه أمامك فعليك بمحوه عاجلا أم آجلا,

هكذا هي معادلة الحياة,  و دوامة الحب القاسية و وتيرة الأشجان التي لا تنفك تأسرنا معها في كل لحظة و حين.

من أمسی فترات طويلة عابثا بروحك, يفسد هنا ويدوس هناك في خبايا فؤادك,  من تجرأ علی أن يستهزأ بحبك و يسخر من ملاحقتك لخطواته و كل تطلعاته و كأنك ظله الذي يقيه المطر في جو عاصف,  ومعطفه الذي يحيطه في الجو القارس, بل و شمسه التي تضيء له دربه المظلم, بل و أكثر فقد كنت له الحضن الرؤوم الذي طالما لجأ إليه في لحظات المغيب, و إغلاق جميع الطرقات..

كيف له أن يخون تلك اللحظات بجمالها و بكل ذرات كيانها..
تلك التي غرقت في هواه و تراقصت في ربوع كلماته, و حلقت في سماء عينيه اللتان كانتا لها وطن..

كيف استطاع أن يغدر بتلك العينين و أن يهجر الروح التي طالما تنفست هواءه ..

استيقظت بعدما أبی قلبها التصديق, و رفض أن يعيش بعيدا عنه, بل كان راضيا أن يكون ذاك الظل المنسي المهمل..
فدارت معركة دامية بين العقل الذي رفض أن يمثل دورا ثانويا هزيلا, وبين قلبا محطما هشيما..
كان لابد للحياة أن تتغيرا..
و أن نطيرا ونهجرا..
و قد آن للقلب أن يعذلا..
و يقبل ويعذرا..
هكذا خاطب اللب الفؤاد..خطاب محب ناصح عطوف,, لم يتخلى عنه و لكنه تولی زمام الأمور التي تركها للقلب فترة من الزمن حتی هوی فهوی..
في قانون العشق اذا ما تدخل العقل وناصرته الكبرياء..فقد صدر الحكم ..
و نست ذاك الذي سكن المقل وتربعا..
رفعت الجلسة .. و أسدل الستار..

✒لولونور

ليت لي جناحينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن