9- الفصل التاسع والاخير

5.7K 217 24
                                    



لم تبدو على الاستاذ الدهشة عندما سمع ما قالته ميغان. اخذ منها الحقيبة وسلط ضوء مصباحه على وجه الرضيع النائم في داخلها. لم يوجه اية اسئلة ولكنه طبع على وجنتها قبلة رقيقة وتابط الحقيبة تحت ذراعه, وحثها على السير بلطف للعودة عبر الممر الذي اتى منه.
كانت مرهقة مبللة وخائفة ولكنها شعرت بانها بطريقة ما توقفت عن القلق. لم تكن واعية تماما عندما قادها الاستاذ الى السيارة ووضعها على المقعد اللامامي ولفها بالغطاء ثم وضع الرضيع على حضنها وانطلق في رحلة العودة القصيرة الى الميتم. وعت على نفسها عندما وصلت ولاحظت الاستاذ يعطي التعليمات بشانها بصوت هادئ قبل ان يسرعوا بها الى غرفة الحمام. نزعت عنها ثيابها المبللة ووقفت تحت دوش من المياه الساخنة حتى توردت ثم وضعت على السرير. فعلت انكي كل ذلك وانضمت اليها سايين وهي تحمل كوبا من الحليب الساخن, كلتاهما تكلمتا معها بلطف كي يهدا روعها.
"اوه هل المديرة غاضبة مني جدا؟" سالت ساين التي اجابت: انها سعيدة بسلامتك. لقد احدثت العاصفة الرهيبة الكثير من الاضرار والاصابات, واخذت بعين الاعتبار كونك انقذت حياة رضيع."
"هل الرضيع صبي ام بنت؟ انا... انا لم استطع الرؤية بوضوح."
"انهاا بنت- ولدت لتوها الاستاذ والدكتور تيموس يقومان بفحصها الان."
احتست ميغان الحليب فيما ووصلت المديرة لتقابلها:"لقد كانت تجربة مريعة لك يا ميغان." قالت بلطف:"ومن حسن الحظ ان الاستاذ عثر عليك. ونامل الا يكون قد اصابك اي مكروه."
"اشعر اني على ما يرام شكرا لك." قالت ميغان باد وسالت: "هل الرضيع بخير؟"
"انها رحمة من الله ان تعثري عليها وتحافظي على سلامتها, سوف تحتاج الى رعاية.. ان عمرها حسبما قال الاستاذ لا يتجاوز يوما او يومين.. ولكن الرضع اقوياء بما فيه الكفاية. سنطلق عليها اسم ميغان تيمنا بك وعندما تكبر سوف نخبرها بانها تدين بحياتها لك." توقفت عن الكلام عندما سمعت قرعا على الباب ثم دخل الاستاذ. وقف الى جانب المديرة وحملق بميغان, التي كانت فعلا جديرة بهكذا نظرة, فقد اعتلى وجنتيها لونا ورديا وانساب شعرها النظيف الجاف على كتفيها وروب النوم الزهري اللون مما جعلها تبدو ساحرة وفاتنة. سعلت المديرة قليلا واشاح الاستاذ نظره نحو الحائط المغطى بورق الجدران. نظرت ميغان التي لم تدرك تاثيرها عليه الى المديرة مستفهمة.
"يرغب الاستاذ فان بلفيلد التاكد من انك لم تصابي باي مكروه يا ميغان, هل تشعرين بتحسن؟"
اكدت ميغان لها لمرة الثانية انها على ما يرام.
اخفض الاستاذ نظره عن الحائط: "انت فتاة قوية وبصحة جيدة ولا اظن ان مكروها قد اصابك, ولكن اذا شعرت بحرقة في حنجرتك او بالاعياء اعلمي المديرة فورا." ابتسم لها بلطف واضاف: "يجب ان نعيدك الى انجلترا وانت على اتم صحة."
وافقت ميغان بتردد ثم اظهرت الحماس لقرب عودتها الى وطنها وقالت والاشراقة تعلو وجهها: "اوه نعم انا انتظر ذلك الوقت على احر من الجمر. لقد احببت هذا المكان ولكن الوفت قد حان كي اعود للعمل في مستشفى.. سافتقد الاطفال وبقية العاملات هنا لقد كانوا نعم الصديقات... " توقفت عن الكلام وقد ادركت انها تثرثر ان الاستاذ ينظر اليها بطرف عينه وقد لاحت على شفته ابتسامة تهكم.
ثم استدار مبتعدا وهو يقول: "انا سعيد لانك لم تصابي باي اذى, وعلى الرغم من الظروف المحيطة بالرضيعة فهي على ما يرام. سوف اخذها معي الى لايدن واضعها في غرفة العناية الفائقة لفترة من الوقت وعندما تقوى وتتعافى ساعيدها الى هنا. امسك بالباب ليفسح الطريق للمديرة كي تخرج قبله وقال: "ليلة سعيدة يا ميغان."
"ليلة سعيدة يا سيدي, ليلة سعيدة يا سيدتي."وحالما خرجا رمت ميان بوسادة نحو الباب المغلق لتنفس عن غضبها, وبكت بحرقة. شعرت بتحسن عندما احضرت ساين لها طعام العشاء على طبق... على غير المعهود.. وجلست على السرير شاحبة اللون ولم يبد اي اثر للدموع على وجهها النظيف. استلقت فيما بعد على السرير وفكرت بالاستاذ, لن يكون بمقدورها ابدا ان تفهمه, عندما عثر عليها في التلال, ضمها اليه وتمتم بكلمات, بدا انها كلمات حب على لرغم من انها لم تفهمها , وقد لمحت ذلك على وجهه... اما فيما بعد عندما اتى لرؤيتها مع المديرة, لم يبد على ملامحه غير تعابير باردة وكانه لم يكن معها تلك اللحظات المريعة عرضة للعاصفة. اخلدت الى النوم واستيقظت مبكرة,شعرت بالارتياح لان دوامها يبدا الساعة السابعة.
وجدت في الصباح ان رسالة قد وصلتها من جدة الاستاذ وفيها تدعوها للغداء في اول فرصة تسنح لها كي تودعها قبل عودتها القريبة الى انجلترا. كتبت الرسالة بخط جميل وااضح وتطلب فيها الرد باسرع ما يمكن, وتضيف انها سترسل سيارة كي تقلها.
ما زالت ميغان لا تعرف تماما متى تغادر ولكنها ارسلت فورا الرد على رسالة الجدة تقول فيها ان عطلتها تقع بعد يومين ويسعدها جدا ان تقابل السيدة مافرو فان بلفيلد.
عادت الى الميتم وتيرته الهادئة وتحسن الطقس بعد العاصفة الهوجاء وارتفعت درجة الحرارة قليلا, عندما اشرقت الشمس تحلق الاطفال مضجين حول الدكتور تيموس الذي علق عى قرب مغادرة ميغان بانه ياسف لانه ستفوت على نفسها التمتع بالصيف الذي يلوح بالافق.
قال لها: "ان الطفلة ميغان تعافت, وقد اخرجت من غرفة العناية الفائقة وازداد وزنها. يحاول البوليس العثور على امها ولكن الامل ضعيف. سناتي بها الى هنا اذا لم يطالب ...

الأستاذ الهادئ - بيتي نيلزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن