الجزء الخامس

125 12 7
                                    

كيف_يكونُ_الحُبّ.. ؟

قصّة حقيقة
-----
في عيد الميلاد أهدته زوجته الأربعينيّة ألبوم صورٍ يحتوي على صور لها وهي ترتدي ملابس مختلفة من فساتين وتنانير القصير منها والطّويل وقد سرّحت شعرها ووضعت المكياج لِتُبهره..

كانت هذه الزّوجة قد توجّهت للمصوّر تطلب منه التقاط صورٍ لها بشرط إزالة جميع التّجاعيد وعلامات الحمل والولادة والعمل على إظهارها بحجم أصغر مما هي عليه. وبالفعل قام بذلك..

عندما استلم الزّوج الألبوم أظهر لزوجته سعادته، ولكنّه قام سرّاً بإرسال الرّسالة التّالية إلى المصوِّر:

"أعلم أنّك كنت تقوم بعملك، وأنّ تصويرها بهذه الطّريقة هو ما طلبته هي منك، أنا لست غاضِباً منك أو منها، بل أنا هنا لأخبرك ما أتمنى أن ترى به الأمور بطريقة مختلفة.

تزوّجنا قبل ١٨ عاماً، وأهدتني منها طفلين رائعين، وأنا أعلم أنّها حضّرت هذا الألبوم في عيد الميلاد لـ "تُنعش" نظرتي إليها، فهي أصبحت تُردّد كثيراً جُملاً مفادها أنّها غير جميلة أو وزنها زاد وأصبحت غير جذّابة وأنّني إن قرّرت أن أتركها فستتفهّم الأمر..
فقامت بصنع الألبوم معتقدةً أنّه الخيط الذي سيبقيني معها.

أعلم أنّ التصوير وظيفتك، ولكنّك عندما أزلت علامات الحمل والولادة عن بطنها فأنت أزلت ذكريات شهور من المعاناة قامت بِه زوجتي لأجلنا. وعندما أزلت تجاعيدها فأنت أزلت تاريخاً طويلاً من الضّحك والتّوتر. وعندما قمت بـ "تصغير" حجمها فأنت أزلت ذكريات شغفها للطّبخ وتناول الحلوى معي ليلاً خلال الأعوام الماضية.
أكرر أنني لست هنا لمعاتبتك، بل بالعكس..لشكرك.

فالصّور هذه أثبتت لي أنّني أحبّ زوجتي كما هي بتجاعيدها ودهونها وعلامات الولادة على بطنها وخاصرتها. عليّ أن أكون أفضل من ذلك في وصف جمالها الذي أحبّه، وإخبارها أنّها أجمل ما حصلت عليه يوماً مع كلّ عيوبها .

قام المصوّر بنشر هذه الرّسالة مع حذف اسم الزّوج والزّوجة..

قصص _ عبر _ وحكاياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن