بـــيت الجـــن
كان عبد الله رجل بسيط الحال يعمل في قسم المشتريات ويتعرض لمختلف الإغراءات مبالغ هائلة من المال مقابل صفقة والرجل ثابت لا يتزحزح مؤمن بأن الدنيا بيد الله يعطيها من يشاء ، صالحاً كان أو كافر لكن الآخرة لا ينالها إلا من رضي عنه الله وضاق زملاؤه ذرعاً به ولم تفلح مكائدهم فلم يجدوا إلا أن يصفوه بالغبي والفقري والجبان وذات يوم فكر أن يشتري شقة أو منزلاً صغيراً ولو بالتقسيط في المدينة الكبيرة التي يقيم فيها ، لكن يا للهول الأسعار مرتفعة ولا أحد يريد أن يقبل بالمبلغ الذي لديه والرجل ثابت متفائل موقن بأن الرزق بيد الله .
في تلك الأثناء كان أحد الأثرياء قد فرغ من بناء فيلا رائعة وقد صرف عليها صاحبها مبالغ وأموالاً طائلة حيث أراد أن يسكن فيها هو وعائلته الكبيرة وبعد الإنتهاء من البناء وتجهيز الأثاث أنتقل صاحبنا للعيش في هذه الفيلا و مضى شهر كان فيه سعيداً مستمتعاً بسكنه الجديد وبينما هو وأبناءه يهمون للخلود إلى النوم إذ شاهد إبنته الصغرى واقفة مذعورة وخائفة وهي تشير إلى أحد الجدران ، فأقترب منها وأخذ يهدئ من روعها وأدخلها إلى غرفة نومها ثم ذهب ليستطلع الأمر فسمع صوتاً غريباً في الجدار وكأن هناك من يتحرك داخله فأنتابه خوف شديد وأخذ يتحقق من الأمر ولكن الصوت أختفى فجأة وبعد مرور عدة أيام بدأت الأصوات ترتفع والخوف يتسرب إلى هذه الأسرة يوماً بعد يوم والأصوات تتكرر من بعض الجدران ، فأشاروا عليه بأن يحضر من يقرأ القرآن ولكن دون جدوى ولم يعرفوا السبب..!؟ فزادت المعاناة حتى وصل إلى قناعة بأن يغادر المنزل وبالفعل غادر المنزل هو وأسرته وهو في حسرة كبيرة ، المهم عرض الفيلا للإيجار وأنتقل إلى سكن آخر ولكن المأساة نفسها تتكرر مع السكان الجدد لهذا المنزل فيهربون منه بعد مدة قصيرة ، حتى أصبح مشهوراً في الحي بأن هذا المنزل مسكون بالجن وأحتار ماذا يفعل ولم يجد أمامه حلاً إلا عرضه للبيع ، فلم يقدم على شراءه أحد خوفاً مما يجري بداخله..!!
وبينما كان عبد الله يبحث عن منزل إذ به يقرأ لوحة كتبت على ذلك المنزل *( للبيع بسعرٍ مغر )* أتصل بالمالك وذهب إليه وسأله عن السعر فطار المالك من الفرحة وقال له : كم معك من النقود..؟؟ فأخبره بان لديه مبلغ ما يعادل مئة ألف دولار - وهي عُشر تكاليف المنزل - وعرض عليه البيع بالتقسيط فرفض وقال له أبيعك البيت نقداً ولم يخبره بالمشكلة ، كان المالك يحاول الخروج من مأزق المنزل بأي ثمن وتمت عمليه البيع وأنتقل عبدالله إلى المنزل وقال : اللهم أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين ، ووضع به القليل من الأثاث وفي ثالث ليلة قضاها في المنزل بدأ يسمع الأصوات الغريبة التي كانت تخرج من بعض الجدران وأستمر على هذا الحال قرابة أسبوع ولفت إنتباهه خروج الأصوات من أماكن ثابتة فتناول قلم وأخذ يحدد أماكن الأصوات في الجدران وبعد أن حدد أماكنها قام بإحضار بعض العمال وأمرهم بهدم تلك الجدران المحددة وكم كانت دهشة الجميع حين سمعوا أصواتاً أثناء الحفر والتكسير وفجأة وإذا بأعداد هائلة من الأرانب تخرج من الجدران من مختلف الأحجام..!! فأطل من نافذة منزله وإذ بالمنزل الملاصق له عبارة عن مزرعة خاصة لتربية الأرانب والدجاج وقد حفرت الأرانب حتى وصلت إلى داخل فراغ العزل في الجدران..!! فلا تستسلم للفرضيات المسبقة .
*كل ما يحدث لنا في الحياة لا يحدث صدفة ولا عبثاً ولا بلا سبب ، بل يحدث لحكمةٍ ما ، إما أن يكون تنبيه أو إيقاظ من غفلة أو درس نتعلم منه أو رزق يُساق لغيرنا .
أنت تقرأ
قصص _ عبر _ وحكايات
Historia Cortaأنقل لكم مجموعة قصص قصيرة و جميلة تنتهي بعبرة و موعظة وبعض الحكايات