سر السعادة
يُحكى أنّ أحد التّجار أرسل ابنه لكي يتعلم سرّ السّعادة لدى أحد الحكماء،
فمشى الفتى حتّى وصل إلى بيت يسكن فيه الرجل الحكيم الذي يسعى إليه، أنصت الحكيم بانتباه إلى الشّاب، ثمّ قال له: الوقت لا يتّسع الآن لأخبرك بما تريد، وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر، ويعود لمقابلته بعد ساعتين، أضاف الحكيم وهو يقدّم للفتى ملعقةً صغيرةً فيها نقطتان من الزّيت: أمسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك، وحاذر أن ينسكب منها الزّيت!أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبّتاً عينيه على الملعقة، ثمّ رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله: هل رأيت السّجاد الفارسيّ في غرفة الطعام؟ وهل رايت الحديقة الجميلة؟ وهل استوقفتك المجلدات القيمة في مكتبتي؟ ارتبك الفتى واعترف له بأنّه لم يرَ شيئاً، فقد كان همّه الأول ألا يسكب نقطتي الزّيت من الملعقة، فقال الحكيم: ارجع وتعرّف على معالم القصر، فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه.
عاد الفتى ليتجوّل في القصر منتبهاً إلى الرّوائع الفنيّة المعلقة على الجدران، وشاهد الحديقة والزّهور الجميلة، وعندما رجع إلى الحكيم قصّ عليه بالتّفصيل ما رأى، فسأله الحكيم: ولكن أين قطرتا الزّيت اللتان عهدت بهما إليك ؟
نظر الفتى إلى الملعقة، فلاحظ أنّهما قد انسكبتا، فقال له الحكيم: تلك هي النّصيحة التي أريد أن أسديها إليك!سرّ السّعادة هو التّوازن بين الأشياء،
اعط كل جانب من حياتك الاهتمام المناسب حتى لا يطغى جانب على جانب ..
أنت تقرأ
قصص _ عبر _ وحكايات
القصة القصيرةأنقل لكم مجموعة قصص قصيرة و جميلة تنتهي بعبرة و موعظة وبعض الحكايات