5- الفصل الخامس

6.4K 203 1
                                    


كانت ايام السبت والاحد تعني لايمي وجو قضاء يومهما في الخارج اذا سمح الطقس بذلك. مساء يوم الجمعه هطل المطر بغزاره ولكن صباح السبت كان مشرقا وتناولا الفطور في الباحه تحت سماء زرقاء واعده بيوم جميل ...العشب في الحقول كان رطبا لذا ذهبا الى القريه ليجوبا المحلات وامضيا ساعات يتفرجان على واجهات المحلات ثم تناولا الغداء على تراس يشرف على القمم المكسوه بالثلج ثم ركبا بعدها العربه الكهربائيه التى اوصلتهما الى القمه وانتهى يومها بسرعه مذهله
عندما عادا الى الفندق دهشت ايمي لرؤيه جول يجلس الى طاولتها وقت العشاء
-مساء الخير يا ايمي
ونهض من مقعده يحييها ويمسك لها الكرسي لتجلس قائلا
-ارجو ان لاتمانعي بمشاركتك طاولتك .بعد وفاه زوجتي اعتدت على تناول العشاء في الخارج كيف تقضين ايامك؟وكيف يقضي جو ايامه في المدرسه
واخبرته ايمي كل شئ ماعدا ما حصل معها ومع الدوق .واتت هليغا بالعشاء وسرت ايمي لوجود شخص تتحدث معه وعلمت ان جول لديه تذكرتين لحضور حفله موسيقيه ذلك المساء وطلب من ايمي مرافقته لحضورها ثم سالها وهما يتجهان الى مكان الحفله الموسيقيه
-هل بلغك اي شئ ايجابي حول الوظيفه؟انت ترغبين ولاشك بوظيفه محليه؟
-اجل...يجب ان افكر بالامر جديا الان بعد استقرار جو في المدرسه
-هل فكرت يوما بالزواج؟سيحل هذا مشاكلك
-طبعا فكرت بالزواج ..ولكن حياه جو تاتي في المركز الاول ,لقد كرست السنتين القادمتين له
-وبعد ذلك؟
واحست ايمي ان هناك غايه وراء سؤاله ,وتمنت ان لا يحاول طلب الزواج منها فهي لا تريد ان يدخل في حياه جو ايه اثاره بعد.
فالسعاده تاتي مع الصحه وهي مصممه ان يحصل عليهما معا وهزت كتفيها قائله
-ارفض ان ابحث الان امر المستقبل.
وامضيا امسيتهما في سماع الحفله الموسيقيه بهدوء وعندما عادت الى غرفتها تستعد للنوم شعرت بالبؤس والقلق فجلست الى طاوله الزينه وهي تمشط شعرها ونظرت الى وجهها في المراه ملاحظه ان صحتها تحسنت منذ وصولها الى هنا واكملت تمشيط شعرها الى الوراء وذهبت الى الفراش.
صباح الاحد خرجت مع جول الى احدى الغابات الجميله لقضاء النهار كان هناك ثلاثه اطفال انضم اليهم جو للعب وكانت مربيتهم تجلس على مسافه قريبه من ايمي وهي مستغرقه في الكتابه واخرجت ايمي كتابها وغرقت في القرأة وبعد وقت قصير افتقدت اصوات الاطفال وتطلعت لتجد ان جو قادم نحوها. والاطفال ومربيتهم ذهبوا وصبت لجو كوبا من الليموناده شربه بعطش دون توقف
-يالهي انت عطشان ساحضر منشفه من السياره وسنغسل ايدينا في الساقيه قبل تناول الشاي
وعندما اقتربا من الساقيه اسرع جو امامها فنادته قائله
-انتبه الان.
وفي اللحظه التاليه اصابها الهلع لانها رات جو وقد زلت به القدم وسقط في الماء وصرخت باعلى صوتها باسمه وقفزت كالمجنونه خلفه ومدت يدها تلتقطه ولكنه غاص في مياه عميقه اكثر واسرعت الى الامام اكثر وهي يائسه واستطاعت ان تلتقط كنزته ثم وبقوه مجنونه قاومت التيار والقته الى حافه الساقيه ثقل الماء على ثيابها منع التيار ان يجرفها ولكنها عندما افلتت جو على الحافه جرفها التيار وكافحت بكل ماتبقى من قوها وامسكت احد الاغصان المتدليه فوقها واخذت تجر نفسها بجهد الى ان وصلت الى الضفه وخرجت بعد جهد لتقف على رجليها مقطوعه الانفاس وثيابها ملتصقه بجسدها تنظر الى المكان الذي تركت فيه جو على ضفه الساقيه ولكن جو لم يكن مستلقا هناك وحده كما تصورت بل كان هناك شخص ينحني فوقه ويعمل بتصميم على اعادته الى الوعي ودون وعي منها تنفست باسم الدوق
-برول؟
ثم اندفعت الى الامام وفي كل خطوه صلاه من اجل جو واغمضت عينيها وهي تتقدم وبعدما بدا لها وكانه دهر امسك الدوق بذراعيها وشاهدت بغرابه وجبهته مليئه بالعرق واسرع يطمئنها
-كل شئ على ما يرام ...جو بخير ,ستخبريني بما حدث لاحقا
وللحظات امسك بها يدفعها وهي تسير متكئه عليه بارهاق غير قادره على الكلام واستمرت تذكر نفسها بان جو سيكون بخير ثم قالت وهي ترتجف بعنف
-شكرا لك! اوه شكرا لك
- لاتشكريني ...انت من انقذته وليس انا.والان اخلعي ثيابك المبلله بسرعه معي غطاء في السياره
وابتلعت ريقها بصعوبه وهي تمنع الدموع من الهطول
-لدي غطاء في السياره ومعي ثياب سباحه وثياب لجو
وبينما كانت ترتدي ثوب السباحه في سيارتها كان الدوق يجفف جسم جو ويلبسه ثيابه ويلفه بغطاء السياره ويضعه في مقعد السياره الخلفي ووضعت ايمي الغطاء الاخر حولها وجلست الى جانب الدوق في سيارته وفي يدها كوب قهوه من اناء القهوه الذي جلبته معها واعطى الدوق لجو بعضا من القهوه الساخنه وترركه لينام وشعرت ايمي بالدفء من جراء القهوه الساخنه وقالت للدوق
-لا اعلم كيف استطعت الوصول الى جو بهده السرعه ولكنني اشكر السماء لانك كنت هنا ساكون ممتنه لك بقيه عمري
-لقد سمعتك تصرخين عندما كنت مارا من هنا وتوقفت وعندما سمعتك تصرخين ثانيه اسرعت لاعرف ماهي مشكلتك ..وجدت الصبي مغمي عليه على ضفه الساقيه واعتقدت انك ذهبت لطلب لمساعده لم اكن اعرف انك مازلت بالماء واستعاد الصبي وعيه لانك لحسن الحظ القيتيه على معدته مما ساعده على اخراج الماء من رئتيه
وتطلعت ايمي اليه وهي تعتقد انه لايبدو وكانه نفسه وعندهل شاهت ان بذلته مبلله حيث اتكات عليه
-بذلتك مبلله...كم انا اسفه
-تنسي الامر المهم انك والصبي بخير الافضل ان اعيدك الى الفندق فقد تلقيت صدمه وانت بحاجه الى الراحه
-ارجوك عد الى منزلك وغير ثيابك فقد استعدت نشاطي واستطيع قياده السياره بنفسي فلم ابلل ثيابك فقط بل اخرتك
-توقفي عن القلق على فانا بخير تماما
واحست بتغيير مزاجه وتساءلت عما سبب هذا ها قد عادت ثانيه الى مركزها وهو في مركز اعلى بعيدا عن متناولها
وسارا بالسياره الى الامام وقال باختصار
-ساشا سيحضر سيارتك ..وسنفعل ما اقوله لك سأخبر السيده برولارد عن ضروره بقاءكما في الفراش لذا ارجوك لاتقولي ايه كلمه
وسارت السياره بهما وهي صامته واخذت بين الفينه والفينه تنظر الى المقعد الخلفي لتطمئن على جو وبدا لها ماحدث وكانه كابوس وبدا رد الفعل ببطء يتجمع على شكل دموع في عينيها ونظر اليها الدوق قائلا بلطف
-هل انت بخير ؟
-اجل شكرا لك
-هل تشعرين بالم في مكان ما؟الم تصطدمي بالصخور؟
-لا
-انت انقذت الصبي...والان انسي الامر؟
وفي اللحظات كانوا قد وصلوا الى الفندق وحضرت السيده فورا وكانها احست ان هناك شيئا ما وقال لها الدوق وهو يغادر مقعده
-الانسه ليستر وابن شقيقها حصلت لهم حادثه اوه سيد برولارد ارجوك احمل الصبي الى غرفته وساحضر انا الانسه ليستر
ولم تستطيع ايمي الاحتجاج فقد اخبرتها نظراته انه سيفعل ما يريد وتمنت ان لا يكون هناك احد وهو ياخذها الى غرفتها ولكنها نسيت ان تتطلع حولها بعدما شعرت بدفء ذراعيه تلتفان حولها وتشعل في داخلها الحراره وبقيت هذه الشعله طويلا بعد ذهاب الدوق ولم تدر كم نامت فعندما استفاقت كانت الساعه الثالثه من بعد ظهر اليوم التالي لتجد ان السيده برولارد قد دخلت الغرفه
-اوه يا صغيرتي...لقد استيقظت اذا لديك خطوط سوداء تحت عينيك اذا لم ترتاحي بنومك هذه الليله؟
وجلست ايمي في فراشها
-انا اسفه لم اعد اعلم كم الوقت .يجب ان اذهب لرؤيه جو
وربتت السيده وقالت
-جو نائم لقد اعطيناه بعض الطعام ومسكن واظن انه يجب ان تفعلي الشئ نفسه ستحضر لك هيلغا طعاما خفيفا
-ولكن لا استطيع البقاء في السرير وانت تسهرين على لم اسبب لكم سوى الازعاج منذ قدومي الى هنا
-لا تقولي هذا الحوادث لايمكن منعها لن يستغرق الامر سوى يوم واحد وهيلغا تحب العنايه بكما وكلنا كذلك
وبدت للحظه وكانها عابسه ثم ابتسمت ولوحت لها باصبعها.
-لاتنسي انك بالفراش حسب اوامر الطبيب والسيد الدوق قد ارسل لك باقه ازهار عظيمه وسله من الفاكهه.
-انه لطيف جدا لقد انقذ حياه جو ...ولن انسى هذا ابدا
-هل حدث هذا حقا؟لم يقل هذا.هل كان معك عندما حدث الحادث؟
واحمر وجه ايمي تحت وقع نظره السيده واخذت تشرح لها ما حدث وعندما انتهت هزت السيده راسها وقالت
-لقد ارسل القدر الدوق الى هناك .فسواقي الجبال خطره في هذا الوقت من السنه اذ تكون مندفعه بفعل ذوبان الثلج من الجبال
ونهضت على قدميها عندما دخلت هيلغا حامله صينيه مغطاه وقالت
ساتركك تتمتعين بطعامك حاولي ان تاكلي ولا تقلقي استريحي فقط
بعد تناولها الطعام برفقه جو نظرت الى الزهور التى ارسلها لها الدوق وكانت هيلغا قد رتبتها في مزهريه جميله وكان مع الباقه الزهور بطاقه كتب عليها الدوق
-عزيزتي الانسه ليستر اتمنى ان تتحسن صحتك قريبا وان لا يكون هناك اثر سئ للحادثه المؤسفه لم يكن لدي فرصه لابلغك انني ساسافر ابتداء من اليوم ساشعر بالراحه اكبر لو انك بدات بتعليم ابن اخيك السباحه هناك بركه ساخنه في القصر وسيكون من دواعي سروري اذا استخدمتيها لماذا لا تاخذينه الى هناك بعد المدرسه كل يوم عندما يكون الطقس دافئا؟واثناء هذا ابتعدي عن مصادر الاذى واعتني بنفسك....برول بوفي
صباح الثلاثاء اوصلت ايمي جو الى المدرسه وعادت الى الفندق مسلحه بالجريده اليوميه تبحث عن عمل شاغر واقتربت منها مدام برولارد وجلست قربها وهي تقول
-اه ...انسه ليستر هل اوصلت جو الى المدرسه ؟
-اجل شكرا لك ...شكرا لكم جميعا على رعايتكم الحنونه لن استطيع ابدا ان ارد لكم الجميل لما فعلتموه لاجلنا
فمالت السيده الى الامام وقالت
-انتبهي انسه ليستر هذه الكلمات قد اجبرك على الوفاء بها.اترين الصيف قد بدا وسياتي لنا بالتدفق العادي للسواح عاده اتعاقد مع من يساعدنا من القريه ولكنني بحاجه الى موظفه استقبال شخص مثلك لطيف ورقيق يستطيع مساعده الضيوف ليشعروا وكانهم في بيتهم
وكانت السيده تنظر اليها بامل وحدقت بها ايمي متسائله اذا ما كانت تسمع بشكل صحيح وقالت بسرور ظاهر
-انت...تعنين ...انك تعرضين على الوظيفه سيده برولارد؟
-انه اقتراح فقط انا والسيد برولارد تباحثنا بالامر منذ مده ولكننا ترددنا بعرضه عليك في حال كنت راغبه بنوع اخر من العمل
وحاولت ايمي استيعاب ما تسمع ها هنا امامها وظيفه حاضره توضع بين يديها مع فرصه البقاء مع جو في حال انه احتاجها انها هديه من السماء ومع ذك وجدت نفسها متردده
-ولكن يا سيده برولارد لم اهتم بهذا النوع من العمل من قبل ولا اعرف الطباعه وبالتاكيد من الافضل لكم ان توظفوا شخصا خبيرا
-انضري...اذا كنت قلقه بالنسبه للطباعه فامامك فرصه لتتعلمي بساعه او ساعتين عندما لا نكون مشغولين..هل تحبيبن ان تفكري بالامر؟
وقاومت ايمي الاسراع الفجائي لدموعها اوه...اخيرا الراحه
-سيده برولارد ايتها العزيزه ...لا حاجه لي للتفكير اقبل بكل سرور وامل فقط ان لا اخيب املكم لو انك تعلمين ما يعني هذا لي...ان اقول لجو انني ساكون هنا دوما وليس في مكان بعيد وهو في المدرسه
وقالت السيده
-سيناقش معك السيد حول الاجر وساعات العمل
وضحكت ايمي وقالت
-لا استطيع التصديق
-لا تتحمسي كثيرا قبل ان تحصلي على الوظيفه وتجريبها .بعض الاحيان تكون مرهقه والساعات طويله ولكننا لن نقسوا عليك سيكون لديك الوقت لتاتي بالصغير من المدرسه وان تخرجي معه قبل تناول الشاي من الثالثه حتى الخامسه والنصف
وشهقت ايمي بالفرح
-سيكون هذا رائعا اترين على ان اخذ جو لاعلمه السباحه والساعتين ستوفران لنا الوقت اللازم شكرا لك سيده برولارد
وغادرتها السيده بعد تناول القهوه
منذ تلقيها دعوه الدوق لاستخدام بركه السباحه في قصره فكرت ايمي انه لا بد قد ابلغ موظفيه بانها قادمه وهذا قد يفيد جو ففي بركه خاصه ودون وجود احد يزعجهما سيتعود بلطف على الماء وسيفيد التمرين عضلات صدره وهكذا قبل ان تذهب لتحضره من المدرسه نزلت الى القريه وشترت له ثوب سباحه وعوامات وقبعه سباحه
عندما بلغا القصر بعد ظهر ذلك اليوم اوقفت السياره وهي تشعر بانها دخيله ولكن عندما خرجت من السياره وسارت في الممر المرصوف باتجاه الباب مع جو بدات تشعر باللالفه اكثر واستطاع جو الوصول الى مسكه الجرس القديمه الطراز وشدها واقبل ساشا
وحياهما بادب ولكنه خرج لياخذهما امام المبنى عبر بوابه حديديه في الجدار الى الفناع وراءه
وشاهدت ايمي مزهريات ضخمه من الاجر مليئه بالزهور والشتول موضوعه على ارض فخاريه جميله وهناك في الوسط مثل جوهره زرقاء لامعه كانت بركه السباحه حوافيها المائله بنيت لتناسب الكراسي وكراسي النوم والطاولات وكان هناك غرف لتبديل الملابس بنيت على بعد من البركه خلف منصه القفز حيث قادهما ساشا
لم يتجاوب جو كثيرا مع فكره تعلمه السباحه ولكن ايمي شرحت له كم سيساعده هذا لو وقع في الماء ثانيه
-عندما تتعلم السباحه ياصغيري سوف نشتري طابه ضخمه ونذهب لنمرح في الماء
وربطت له العوامات على ذراعيه لتعطيه الثقه بنفسه ودخلت واياه من الناحيه الضحله من البركه لتساعده على الامساك بحافه البركه والعوم في الماء ثم تركته يلعب وسبحت عبر البركه ذهابا وايابا وعندما غادرا البركه كانت ايمي راضيه عن تجاوبه فلم يظهر اي خوف من الماء بل تمتع به وجففته جيدا ثم البسته كنزته وبنطلونه الصوفي واعطته تفاحه وذهبت لتغير ثيابها
وعندما غادرا غرف الملابس دهشا لرؤيه ساشا وقد وضع لهما طاوله لتناول الشاي والحلوى قرب البركه وقال بكل ادب
-لك وللصغير انسه ليستر لقد اصر سيدي الدوق على ان تتناولا بعض المرطبات بعد حمامكما
اللعب في الماء جعلهم يشعران بالجوع وحدق جو بالمشهيات امامه ثم عاد ساشا اثناء تناولهما الوجبه ببعض الاطعمه الخفيفه الاخرى الا ان ايمي اكدت له انهما تناولا ما يكفي وعلمت ان جو سيكون متشوقا كثيرا للعوده الى هنا .

السعادة الكبرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن