-- ماذا ؟؟.. نعم .. صعدت إلى السماء .. لكنها فعلتها هناك .. في ذلك المبنى .. لسبب ما لم يذكره الملف عاشت ندى داخل ذلك المبنى وماتت فيه .. لكن شبحها ظلّ هناك ليذكّرنا أنها كانت في ذلك المبنى الذي نعمل فيه دون أن نعرف ما الذي يحدث فيه بالضبط ..
قالها النحيف فعدت أشعر بالبرد .. وبالخوف ..
أما هو فأطفأ سيجارته ، ليردف :
-- صبري اختفى تماماً بعدها .. أرسل لي الملف واختفى كأنه لم يكن يعمل معنا قط .. مع الوقت لم أقاوم أن أسأل عليه ، لأجد أنه لا يوجد من يعرفه ، أو أنهم ينكرون أنه كان يعمل معنا في يوم من الأيام .. مرة أخرى لا أملك إلا أن أبني نظريتي الخاصة عمّا حدث ، وهذه النظرية تتلخص في كلمة واحدة .. أنه مات ..-- مات ؟!
-- لا يوجد لدي تفسير آخر مقنع .. البشر لا يختفون هكذا يا صديقي .. لو كان رحل ، فما الذي يمنعه من محاولة الاتصال بي ؟؟.. على أية حال أدركت أنني عرفت أكثر من اللازم وقررت أن أحتفظ بكل ما عرفته لنفسي ، فلم أذكر الملف أو الفتاة لمخلوق ، ثم قررت أن أنسى كل ما حدث ، حتى جئت أنت ورأيت الفتاة ..
هنا وجدتني أسأله في خوف بالغ :
-- هل يعني هذا أنني .. أنني سأموت ؟؟قلتها فنظر لي النحيف بإشفاق ، قبل أن يجيب أخيراً :
-- ربما .. لكني لم آتِ هنا لأخبرك بهذا .. بل لأساعدك ..-- تساعدني ؟.. كيف ؟؟
-- بأن تساعدني أنت أيضاً .. يجب أن تساعدني على التسلل إلى المبنى بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية .. هذا هو الحل الوحيد ..
•••
أنا أعرف عملي جيداً وأتقنه ..
غير مسموح لأحد بالدخول أو الخروج من البوابة الخلفية .. غير مسموح بالتحدث مع أحد العاملين في المبنى .. غير مسموح بالتحدث عن الفتاة الشبح التي تغطيها الدماء مع أي شخص مهما كان السبب !
أنا خالفت القاعدة الثانية والثالثة وهذا يكفي .. لكني لن أخالف القاعدة الأولى أبداً ..
لهذا وقفت في هذا المطعم والنحيل ينظر لي في دهشة ، ثم تركته وغادرت المكان ، لينادي هو عليّ ، لكني لم أتوقف لحظة ، بل واصلت طريقي مبتعداً ..
لن أطرد من عملي بسببه .. لن أترك قريبي الذي وصفني بالمتخلف ، يعلن للجميع أنه كان محقاً ..
هكذا اتجهت بخطوات سريعة إلى منزلي الوحيد البارد ، لأشهر به يجري ورائي وينادي عليّ ، فلم أتوقف حتى بلغني ، ليمسك بي صائحاً :
-- حاول أن تفهمني .. أنا سأفعل هذا من أجلك .. من أجلنا ..-- غير مسموح ..
-- لن ينتهي الأمر كما تظن .. سترى هذه الفتاة مرة أخرى .. إنها تبحث عمّن يساعدها ، ولقد اختارتك فلا تتخلى عنها ..
أنت تقرأ
مجموعة قصصية | حكايات الموتى
Randomمجموعة قصصية من أدب الرعب منقول .. بقلم : د.تامر إبراهيم جميع الحقوق محفوظه للناشر سواء النشر الورقي أو الإلكتروني ... " أفكار كثيرة طازجة ، وحبكات لا يمكن التنبؤ بها .. دعك من صفة تروق لي كثيراً وهي الجرعة الأدبية العالية .. لا يمكن أن تقارن هذه...