تلك الشجرة

1.3K 102 4
                                    

قالها واختفى في ظلام الدرج ، فتبعته وأنا أتحسس طريقي ، حتى بلغت تلك البوابة .. بحثت عن مقبضها بأصابعي والنحيل يهمس :
-- أسرع .. أسرع ..

هاهو المقبض .. لكن .. إنه موصد !

حاولت مرة ثانية وثالثة فلم يستجب لي الباب .. حاولت معه بالطريقة التي تعلمتها صغيراً ، لكنه ظلّ في مكانه رافضاً محاولتنا للدخول ..

هكذا نظرت إلى النحيل في حيرة ، لأجده يقول :
-- لقد احتاطوا للأمر إذن .. لكنهم هناك .. أنا أشعر بهم خلف هذا الباب ..

ونظر إلي بانفعال أضاء عينيه في الظلام ، وهو يردف :
-- هناك مدخل آخر .. نعم .. هناك مدخل آخر ويجب أن نعثر عليه ..

-- لكن .. أين ؟!

-- ألم تفهم بعد .. إنه هناك .. عند تلك الشجرة

-- !!

•••

هذه المرة كنت أشعر بالرعب ..

لكن النحيل ظلّ معي طيلة الوقت وإن لم يساعدني على الإطلاق ..

وبعد ساعتين كنت قد انتهيت من الحفر أسفل تلك الشجرة ، لأشعر بذلك السطح المعدني أخيراً ، وليصيح النحيل بحماس :
-- ألم أقل لك إنه هنا ؟.. لقد كانوا يرشدوننا إليهم طيلة الوقت .. لهذا كانوا يظهرون ويختفون هنا ..

لكني أخذت أتحسس السطح المعدني بحثاً عن فجوة قبل أن أقول :
-- وكيف سنعبر إلى الداخل ؟

-- ستجد فتحة تهوية هنا أو هناك .. إنه ممر تهوية قديم ، قاموا بإخفائه كي لا يقود أحداً إلى سرهم .. ابحث جيداً وستجده ..

كان الوقت قد تأخر وكنت أشعر بالبرد والإرهاق ، لكني لم أعترض .. الليلة سينتهي هذا كله ..

وأنا لن آتي إلى هنا مجدداً ولن أرى الأطفال مرة أخرى أبداً أبداً ..

بحثت حتى أصابني الملل ، لكني عثرت في النهاية على تلك الشبكة المعدنية ، فجذبتها بقوة لأكشف عن فجوة كافية لأعبر خلالها إلى داخل الممر .. ومرة أخرى صاح النحيل​ :
-- ألم أقل لك ؟.. والآن لم يتبقَ إلا بضع خطوات تخطوها في هذا الممر .. هيا بنا ..

وبلا تردد قفز عبر الفتحة ، فتبعته بسرعة لأجدني في ذلك الممر المظلم الذي امتلأ بتلك الرائحة الحارقة ..

في نهاية الممر يوجد باب يقود إلى مكان مضاء ، لكنها أول مرة أشعر بالخوف من الضوء أكثر من الظلام ..

هنا لا يوجد سواي أنا والنحيل والرائحة ومن فوقنا تلك الشجرة ..

لكن هناك .. خلف ذلك الباب يوجد ضوء .. وعلى هذا الضوء سأرى سر من يعملون في المبنى ..

غير مسموح لي بأن أعرف !

يمكنني أن أخرج الآن .. سأخفي الحفرة وأغلق المدخل الخلفي وسأنسى كل شئ ..

وغداً سآتي إلى عملي الذي أتقنه في تمام السادسة وسأظل في مكاني حتى تمام الـ ..

مجموعة قصصية | حكايات الموتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن