06

343 26 6
                                    

فكرة أردت أن أتشارك بها معكم :

هؤلاء الحمقى هم في الحقيقة الطيبون في معجم الأدب أما في المعجم السوقي الذي يتبعه الناس فهؤلاء حمقى يسهل اللعب بهم حسنا سأقول شيئا بهذا الخصوص لأنني كنت إحدى هؤلاء الحمقى و لا زلت لكن بشكل مختلف حمقاء بطريقتي إن صح التعبير وكما أحسنت الكاتبة أحلام في الاستعانة بهذه العبارة  يا أيها الناس اسمعوا وعوا والله إني لا أرى لكم حلا غير الحذر مادمتم على هذا القدر من الطيبة الجياشة وهذا الطيش في الكلام ستتعذبون كثيرا يا أيها الحمقى تعلموا من السقطة التي أصبحت رقم ألف في سجل سقطاتكم المتعددة أولم تجرح ركب مشاعركم ولم يسل دم ذكرياتكم إن السقوط رقم ألف في نفي الفخ يقول لكم بصريح العبارة أنتم أغبياء للمرة الألف اصحوا و انتفضوا وتعلموا كيف تكونوا طيبين فالحر لا يلدغ من الجحر مرتين لا أريد فلسفة كتلك التي تقول "أنا أتعامل بطيبتي و لا يهمني في الناس فأنا أحافظ على طبعي " لم أقل لك تخلى عن طبعك طلبت منك أن تتخلى عن غبائك فليس كل الناس أمك أو أبوك حتى تثق فيهم كلهم ليس عليك أن تقول سرك لكل من هب و دب الطيبة فعل قبل أن تكون تعامل فأن تحسن لمن أساء إليك طيبة تشكر وترفع لأجلها أن تواسي غريب أن تزور قريب أن تبتسم لصديق تبادر بالاعتذار لا بأس لكن هناك حدود لكل هذا فحتى القرآن الكريم في مسألة الجهاد طلب من المؤمنين أن يعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا على المؤمنين شرط أن لا يكونوا أول المعتدين أعلم أن هذا الشيء يختص بالكفار و مهاجمتهم للدين الحنيف لن أخوض في الأمر كثيرا ما أطلب منكم أن تتقمصوا الحذر في كل ما تفعلونه و ما تقولونه حتى لا تتركوا لأحد فرصة ليٍّ ذراعكم بشيء ما لا تدعوا لذكرياتكم فرصة الندم على هذه الطيبة فالطيبون كثيرون و لو أننا نعتقد العكس فكما يقول الدكتور إبراهيم الفقي إن الإعلام لن يحصد شيء من نقل أخبار الناس الأخيار و أفعال الخير فالإنسان لا تثيره هكذا أخبار ما يثيره سيلان الدم و القهر والظلم فالأشرار قليلون لمن الإعلام يعطيهم شأن أكثر مما يستحق و للأسف بعض الناس لديهم عقول مغلقة لا يمكنهم التفكير أبعد من أنوفهم. حافظ على طيبتك لم اطلب منك الابتعاد عنها أريدك فقط أن تكون أكثر حذرا فاجعل من سوء ظنك حذر و من حسن ظنك خلق وفكر أنك في غابة ليس عليك أن تصبح حيوانا لتعيش فيها كن ذكيا أين تضع سرك ومن تستأمنه عليه و لا تثق في أحد ثقة عمياء هو لا يستحقها فيأتي و يثبت لك أنك أعمى بحق.










لتشفى من حالة عشقية يلزمك
رفات حب لا تمثالا للحبيب تواصل تلميعه
مصرا على ذلك البريق الذي انخطفت به أول مرة
                                                                  أحلام مستغانمي / عابر سرير


















لم يقتصر الحب أبدا أن يكون بين رجل و امرأة فلطالما تجاوز هذا إلى أبعد ما يكون فهنا أسمى حب هو حب الله تعالى و هناك حب عذب كالذي يتولد عند الأم ساعة خروج ابنها من أحشائها, يقولون أن الإنسان يكره كل من يسبب له الألم و أنا أقول أن هذا هراء فلو كان ما يقال صحيحا لأصبحنا ألذ أعداء لأمهاتنا ألا تجدون ذلك منطقيا بعض الشيء فألم المخاض لا ألم بعده يستحق الذكر فأن يتمزق لحمها وهي تحاول منحك الحياة و إخراجك لها هذا بالذات حب ثم إنها تسهر وتتعب فحين تمرض ينام الكل و تبقى أمك, حين كنا صغار كلما شكونا من شيء ذهبنا مع أمنا للطبيب حين يسأل ما خطبنا ننظر لأمهاتنا لأننا نعلم أنهن يحسن بنا لأننا جزء منهن. أحيانا أتعجب كثيرا من قدرتهن على تحمل شقاوتنا و طباعنا الغليظة و طلباتنا المتزايدة هن حقا جزء من الجنة السعي لإرضائهن واجب عليا القيام به. احتقر كثيرا ذلك الإنسان الذي يرمي بأمه بعد عجزها في دار العجزة من أجل زوجته أطالب و بك قوة بنص قانون يقضي بصلب هؤلاء الحمقى الأغبياء, حيوانات إن صح التعبير فهم يتركون من أفنت عمرها من أجلهم من أجل تلك الحية التي ترقد في فراشهم و تعد لهم المأكل كالخادمة لا تحس بهم تريدهم كخاتم في إصبعها لا أكثر وعند أول فرصة تتركهم لترتمي في حضن من يوفر لها مالا أكثر لكن أريد تذكيرك بقانون الدوران  فالأرض دائرية و ستعيد لك الصاع صاعين فكما فعلت بأمك سيفعل بك أبناؤك.
أحيانا كنت أتساءل كيف تحملت إليزابيث موت ابنتيها مرة واحدة و ظلت وحيدة يحيط بها ذلك البرود القاتل.
أفنان....
ماذا هناك؟
هناك شيء مريب لا استطيع الكف عن التفكير في مارك رغم أنني لا أحبه حتى.
ربما لأنه شخص خجول و خلوق لذا تفكرين به شيء عادي.
ربما...ماذا ستفعلين في نهاية اليوم.
لا شيء لدي بعض الدروس علي الإطلاع عليها و أنت ؟
سأذهب للتسوق.
ماذا لكن تأخر الوقت و حظر التجول سيبدأ.
لا يهمن فأنا ادفع الإيجار و يحق لي التغيب متى أردت.
لكن هذا خطأ كيف يمكنك الخروج في هذا الوقت ألا تخافين هنالك الكثير من الوحوش في الخارج ستتعرضين لخطر جسيم.
أنا أدرى بمصلحتي.
إذا لا دخل لي فيما تفعلين.
لا دخل لك شكرا جزيلا على هذه الكلمة المعبرة.
ماذا... لقد قلت لتوك أعرف مصلحتي.
خرجت وأغلقت باب الغرفة بقوة واجهتها إليزابيث في رواق وقالت:" لقد حددت لكما ساعة للدخول والخروج فلما تخالفينها؟" فقالت لها وهي ترتدي حذاءها:"أنا أدفع أجرة هذه الغرفة يحق لي أن أفعل ما يخلو لي ولا يهمن رأي غيري فيه " فرد عليها بكل برود:" جدي مكانا للمبيت إذا".
خرجت أسيل و هي تكاد تنفجر غضبا من كلام إليزابيث لكن سرعان ما تمالكت نفسها فهي  تحب أن تكون سعيدة دائما استمتعت بتسوقها و اشترت كل ما حلى في عينيها.
في طريق عودتها كانت شوارع باريس مظلمة تلك الليلة على غير عادتها كانت تمشي بهدوء إلى أن أحست أن أحدهم يتبعها تسارعت خطواتها و تسارعت معها تلك الخطوات التي كانت وراءها وما هي إلا لحظات حتى تبعثرت الأكياس أرضا وكانت أسيل وجها لوجه مع رجل ثمل كريه الرائحة عروقه بارزة كان تحت تأثير المخدرات على ما يبدو ألصقها ناحية الجدار وبدأ يضحك كالمجنون فقد ظفر بغنيمته هذه الليل اصطاد فريسة جميلة على حد ما يعتقد, تسارعت نبضات قلب أسيل وبدأت تقاوم كلبؤة شرسة لكن محاولتها باءت بالفشل لأن الرجل كان ثلاثة مرات ضعف حجمها الصغير صرخت لكن لم يسمعها أحد. في حركة مباغتة أراد أن يتلمس جسدها لكن وقبل أن تطأ يده مقصدها خر أمامها ساجدا.
أيها الوغد إياك و الاقتراب من صديقتي.
كنت قد أتيت إليها و تبعتها بعد أن خرجت :
" شعرت ببعض السوء لأني تركتها تخرج فأسرعت وبدلت ملابسي ولحقت بها عند باب الشقة قالت لي إليزابيث بهدوء قاتل:
إذا لحقت بها ستظلين هناك معها
لا يهم فهي صديقتي و إن نامت في العراء سأنام معها   "

عينيك...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن