5

13.5K 1K 83
                                    

وبدأت أصارع مع كابوس مرعب

أنا في مكان يتلون بالرمادي وتدرجاته، لا يوجد أحد حولي سوى هذا الطيف الضبابي الأسود

دققت بنظري عليه، لأراه فجأة أمامي، رفع يديه ووضعهما على رقبتي لأشعر بالأختناق من كفيه الحارقتين كالنار....

صحوت من هذا الكابوس فتحت عيني وكنت أتنفس بصعوبة

نظرت إلى ساعة الجدار فاستغربت لأن لم أستيقظ في الرابعة صباحاً من قبل، نهضت من سريري وذهبت إلى غرفة جدتي كي ألقي عليها نظرة، علي فعل هذا على الدوام فهمي مريضة

وجدتها نائمة بوضعية غير صحيحة لأأمسك بكتفيها كي أسحبها إلى الأسفل قليلاً ليصبح رأسها على الوسادة

شعرت بالغرابة فأنا لا أسمع صوت أنفاسها
ليستحوذ علي القلق فوضعت أذني ناحية قلبها ليشحب لون وجهي وتتوقف دمائي عن السير فخفقات هذا القلب ضعيفة تكاد تتوقف

تضاربت أنفاسي واشتدت شهقاتي لأصرخ: لا!!

هرولت بسرعة نحو الهاتف لأتصل بالإسعاف لكني تذكرت أن بيتروس حطمه وهاتفي المحمول نسيته بالمتجر و احترق

يا إلهي ساعدني وكأن الدنيا تمطر علي مصائب، بالكاد كنت آخذ أنفاسي وشرايين عنقي متصلبة و قلبي يخفق بسرعة من الخوف

عدت لغرفة جدتي بسرعة لأعاود وضع أذني فاستشعرت نبضاتها الضعيفة

في تلك اللحظة تذكرت كلام بيتروس "بإمكاني أخذكِ إلى والدكِ بلمح البصر إن أردتِ"

إن كان بإمكانه أخذي إلى والدي فبإمكانه أخذ جدتي إلى المستشفى، لا أهتم إن كان هو السبب لكن علي إنقاذها

صرخت بأنفاس متقطعة: بيتروس... بيتروس أرجوك تعال أتوسل إليك

ظهر أمامي ووجهه خالٍ من التعابير

وقفت أمامه لأتحدث من بين شهقاتي بصعوبة: أرجوك خذها للمستشفى أتوسل إليك سأفعل أي شيء فقط أنقذها

لكنه وبكل برود مسح دموعي بإبهامه وصرح: لقد فات الأوان… أنا لا أسمع نبضها

توسعت عيناي و عدت أدراجي نحو سريرها وضعت أذني ناحية قلبها ، لا نبض....لا أنفاس لا شيئ أصبحت جثة

في تلك اللحظة تمنيت الموت لأول مرة في حياتي و شعرت أن العيش في هذا الكون لا فائدة منه، تمنيت لو أن قلبي توقف عنها أو أن روحي خرجت من جسدي قبل أن أرى هذه اللحظة

أستدرت نحو بيتروس ودموعي تتسابق وتحرق وجنتي

جثوت أرضاً لأصرخ: لا!! أرجوكِ عودي! أتوسل إليكِ لا تفعلي هذا بي!

صرخت بعد أن شددت قبضتي: أنت السبب…أنت من قتلها بيتروس… اللعنة عليك… أنا أكرهك!!، تعالت شهقاتي ومازال بيتروس بارداً

من جهة الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن