ابْتَسْمِي ، أنْتِ جَمِيلَـة.
----------------------------
"مـاذا تفعلين هنا؟ لمَ أنتِ جالسةٌ وحدكِ؟!". هذا ما قلته لراونـد عندما وجدتها جالسة على أحد كراسي الجامعة بجانب إحدىٰ الأشجار.
"لا شئ ، لقـد شارف العامُ على الإنتهـاء و اقترب الصيـف. لن أراك مُجددًا". قالت ببعض الإحباط.
"لمَ لا تخرجين سوىٰ في الشتـاء؟". سألت بفضول.
"لقد لاحظتَ ذلك إذًا!".
"لاحظت؟ بالطبع سأفعل! لقد كان اسمكِ 'فتاة الشتـاء' في الثانوية!".
"إذًا سأُخبرك. أنا لا يُمكنني تحمُّل درجـات الحرارة المُرتفعـة ، أعرف أن صيف برليـن ليس حارًا جدًا لكن بشرتي حساسـة بشدة لأي درجة حرارة مرتفعة ، عليّ البقـاء في الأجـواء البـاردة فقط! جربتُ الخروج بنظارةٍ شمسيـة و قبعة و قفازات في الصيف الماضي لكنني لم أستطع التنفس و أغمي عليّ ، حقًا حياتي بائسـة!". قالت و هي تنظر للأرض بإحبـاط.
"ليس عليكِ أن تحزني! سآتي لزيارتكِ كل يوم إن تطلب الأمـر ، سأشرح لكِ ما نأخذه في المُحاضرات إن شئتِ!". قلت و أنا أبتسم لها.
"حقًـا؟!". قالت بذهـول.
"أجل! نحن صديقـان ، هل نسيتِ؟". قلت بهدوء.
"أوه.. أنت حقًا رائع ، لينـوس!". قالت بسعـادة.
"إنها المرة الأولىٰ التي تُناديني فيها بإسمي!". قلت و أنا أنظر لها بإبتسامة.
"حقًـا؟ لم أنتبـه للأمر ، لكنني بالفعل سعيـدة!".
"هذا جيـد ، هيا لنتوجَّه لمُحاضرتنـا".
"حسنًـا".
جلسنا بالمُحاضرة و بدأ المُحاضر بالشرح ، أنا لا أستطيع الإنتبـاه لشرحه كالمُعتاد بينما راونـد مُنتبهة له بكامل حواسها.
نظرت لمجموعـة الأوراق أمامها لأجد تلك الورقة السوداء مجددًا ، سحبتها بهدوء كي لا أجعل راونـد تنتبه لي لأجدها قد أضافتْ شيئًـا للرسم.
لقد أضافتْ نجمـةً متوهجـة و كتبت بجانبها 'Linus'. نظرتُ لها لأجدها ما زالت مُنتبهـة للمُحاضر فإبتسمت.
في الواقع أشعر بشعورٍ جيـد بعدما أضافتني راونـد لسماءها المُظلمة ، لكنها أضافتني كنجمةٍ متوهجـة! و علىٰ ما يبدو فأنا هو النجمـة الوحيدة المُضيئة في حياتها.. و هذا يجعلني أشعر أنني مُميـز.
وضعت الورقة مكانهـا مجددًا و أنا ما زلت أبتسم.
أنت تقرأ
Rhubarb || الـرُوبَـارْبْ
Short Story"أنتِ بالفعـلْ تُشبهيـنَ الـرُوبَـارْبْ". "الرُوبَـارْبْ؟!". "أجـل. هل يُمكنكِ أن تنضمّي لحديقتي الخـاصّة؟". --------------------- 28 - 4 - 2017. FRIDAY. 10 : 17. AM.
