لغز اختفاء الطباخة

771 44 102
                                    

( المتحدث شوقا)
انتقلت الى هذه المدينة منذ اسابيع وها انا كعادتي اذهب الى المدرسة مثل اي يوم.... انا في التاسعة عشر من عمري وكنت اعيش مع عمي في اميركا ولكنني لم كان اشعر بأي اثارة في وجودي هناك ولهاذا قررت ان اعود الى بلدي وها انا امكث في كوريا بحثآ عن المغامرة.

جلست على مقعدي كعادتي وماهي الا دقائق حتى اتى تاي بجانبي:  مرحبا ياصديقي ، مابك اليوم لا تبدو طبيعيا.
نظرت اليه واجبته بملل: عدت الى بلدتي لأنني اعلم بأنها مليئة بالاحداث والمغامرات والاثارة وكنت اتوقع بأنني عندما اصل سوف اجد العديد من القضايا.
عدت الى وعي على ضربة اتتني من الخلف على رأسي فنظرت ووجدت هيونا:  ايها الغبي هل تتوقع بأن الشرطة سيسلموك قضية وهم ينظرون اليك كشاب يافع.
قلت لها بغضب: هذا الشاب الذي لا يعجبكي يستطيع ان يحل اي لغز في هذا العالم.
اخرجت هيونا العديد من الصحف واردفت تقول:  حسنآ اذآ لن نجلس هكذا لننتظر ان تأتي الجريمة الينا ولهذا سوف نبحث نحن.
فتحت فمي لأتكلم ولكن تاي سبقني:  لم اعلم ان لديكي عقلا وتفكرين ايضا
نظرت اليهما وكانا يتبادلان نظارات الحقد وتحدثت لكي انهي النظرات:   حسنا هيا فلنرا ماهي القضايا.
امسكت هيونا الصحف فقرأت على مسامعنا:  موظف بنك فار يختفي ومعه ما قيمته خمسون الف من السندات المالية القابلة للتداول ،
زوج يضع رأسه في فرن الغاز ،آه يالهي حياة منزلية تعيسة ،
فقدان فتاة جميلة في الواحدة والعشرين ،اين اختفت هانا فيلد ؟
ثم تحدث تاي بشوق:  هاهي العناوين....  كثير من القضايا التي يمكنك
ان تختار منها ، موظف بنك هارب ومختف وانتحار غامض ،
وفتاة مفقودة ، اي قضية ستختار ؟
كنت اتمتع بمزاج هادئ فاكتفيت بهز رأسي بهدوء:  لم انجذب
كثيرا لأي قضية من هذه القضايا ياصديقي ، اشعر اليوم بالراحة
وسيتعين على القضية التي تدفعني الى ترك مقعدي وملاحقتها
ان تكون قضية مثيرة جدا.
لاحظت نظرة هيونا الي:  كم انك مغرور ، هل تظن نفسك تحري..
فلتكن شاكرا اننا نجد لك القضايا يامغرور.
قلت بغرور: ما لم تكن قضية ذات اهمية وطنية فلن المسها.
كانت هيونا متجهة نحوي لتضربني ولكن ما اوقفها فتاة اقتربت
منا وتحدثت بصوت خائف: أانت مين يونقي ؟
نظرت اليها وقلت: نعم ، انا مين يونقي الشهير بشوقا.. بماذا اخدمك يا انسة ؟
جلست الفتاة على المقعد وقالت: اريدك ان تجد لي طباختي!!!
نظرت الى تاي وقد خذلني لأول مرة لساني الذرب ولاحظت هيونا
عندما استدارت جانبا لتخفي ابتسامتها الواسعة التي لم تتمكن
من السيطرة عليها.
قالت الانسة:  كل ذلك بسبب الاعانة التي تعطيها الحكومة العاطلين
عن العمل ، فليوقفوا تلك الاعانة....  هذا رأي بودي لو اعرف
ما لدى خدمي انا من امور يشكون منها فهم يأخذون اجازة نصف يوم
وليلة في كل اسبوع ويتناوبون ايام الاحد والغسيل مستثنى من مهماتهم ويتناولون نفس طعامنا ، ولا يوجد في بيتنا نقطة من السمن الصناعي اذ لا تستعمل الا افضل انواع الزبدة.
توقفت قليلا لحاجتها لألتقاط انفاسها فأغتنمت فرصتي وتكلمت بأكثر اساليبي عجرفة ناهضآ لأقف على قدمي اثناء كلامي:  اخشى ان تكوني مخطئة يا انسة فأنا لا اجري تحقيقات في ظروف خدم البيوت انني رجل تحري خاص.
قالت الفتاة:  اعرف ذلك ، الم اقل لك انني اريدك ان تعثر لي على طباختي ، لقد خرجت من البيت يوم الاربعاء ، حتى دون ان تقول لي او لأمي اي كلمة ولم تعد ابدآ بعدها.
. انا اسف انستي ولكني لا ادخل في هذا النوع الخاص من العمل اتمنى لك صباحاً طيباً.
زمجرت الفتاة بسخط قائلة:  هكذا اذاً يا صاحبي الرائع ؟!..
انت متكبر جداً ، ايه ؟ لا تتعامل الا مع اسرار الدولة وجواهر
الكونتيسات ؟ دعني اقل لك ان الخادمة هي في نفس اهمية اكليل
الجواهر بالنسبة لفتاة مثلي ، لايمكن ان نكون جميعاً نساء فاتنات
يخرجن في سيارتهن مع جواهرهن ولآلئهن فالطباخة الجيدة
طباخة جيدة ، وعندما تفتقدها فذلك يعني بالنسبة لك مايعنيه
اللؤلؤ لأمرأة فاتنة.
بدا للحظات ان الامر بالنسبة لي يتأرجح بين قطبين متقاربين
جداً هما كرامتي وروح الدعابة لدي واخيراً ضحكت وجلست ثانية
قائلاً : انستي ، انتي محقة وانا المخطئ ، ان ملاحظتك ذكية
ستكون هذه القضية تغييرا بالنسبة لي اذ لم اجرب من قبل ان
ابحث عن خادمة بيوت مفقودة ، وهاهي القضية ذات الاهمية
الوطنية التي كنت اطلبها من القدر قبل وصولك تماماً.
شعرت بضحك صديقي اتوقع بأنهم لا يحسدونني على هذا
الموقف الذي وضعت نفسي فيه..  فقد شعرت بالاحراج
لكلامها وهاهي اول قضية تتمركز على خادمة مفقودة..  اه ياللهي..
.لقد قلتِ ان هذه الطباخة الجوهرة خرجت يوم الاربعاء ولم تعد
اي انها خرجت يوم امس الاول.
.نعم كان الاربعاء هو يوم عطلتها الأسبوعية.
.ولكن يحتمل يا انستي ان تكون قد تعرضت لحادث. هل سألت
اي مستشفيات؟
.هذا ما اعتقدنا امس ولكنها ارسلت هذا الصباح طالبة صندوق
متاعها ولم تكلف نفسها عناء الكتابة لنا ولو سطراً ! ولو انني
كنت في البيت لما سمعت للقضية ان تمر هكذا وتعاملنا بهذا الشكل
ولكني كنت قد خرجت لتوي ذاهبة الى المدرسة وامي ايضاً لم تكن
موجودة في البيت.
. هل لك ان تصفيها لي ؟
. انها في اواسط العمر ، ذات شعر اسود بدأ يتحول رمادياً ....
محترمة جداً ..كانت قد امضت عشر سنوات في مكان عملها
السابق واسمها هيون يونا .
.الم يختلف معها احداً قبل يوم الاربعاء؟
.ابداً وهذا ما يجعل الأمر كله بهذه الغرابة.
.كم عدد الخدم الذين يعملون لديكم يا انسة ؟
.اثنتان والثانية هي خادمة ردهة الاستقبال ، آني وهي فتاة
لطيفة جداً ، تنسى بعض الامور احياناً ، وعقلها مسكون بالشبان
ولكنها خادمة جيدة ان حملتها دوماً على القيام بواجبها .
.وهل كانت علاقتها مع الطباخة على مايرام ؟
. كانتا اجمالاً بأفضل حال.
.وهذه الفتاة ، الا تستطيع القاء اي ضوء على اللغز ؟
. تقول انها لا تستطيع ، ولكنك تعرف طبيعة الخدم ، انهم يتضامنون
جميعاً بعضهم مع بعض.
.حسناً، حسناً .... ينبغي ان ننظر في هذه الأمر ، قلتِ اين
تسكنين يا انسة ؟
اخبرتني عن مكان منزلها الذي لم يكن يبعد كثيراً عن المدرسة.
.حسناً يا انسة ، سأتمنى لك صباحاً سعيداً ، وتستطعين الاطمئنان
الى زيارتي لك في منزلك خلال هذا اليوم.
استأذنت الفتاة هانا للمغادرة ، وهذا كان اسم صديقتنا الجديدة.
نظر الي تاي بكآبة بعض الشيء وقال:  حسناً يا شوقا
ان في هذه القضية التي اتتنا هنا البعض من المغامرة.
.اختفاء الطباخة.
نظرت الى هيونا التي وقفت بمرح كعادتها وقالت: اذاً هيا الى
مهمتنا الأولى.
ثم انطلقنا بعد الدوام الى مكان سكنها....

المحقق شوقا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن