شركاء في الجريمة

165 17 17
                                    

( جنية في المكتب )
المتحدت تاي
نظرت الى شوقا الذي كان يحدق بزجاج نافذة
المكتب ومد جسده بعد مرور الوقت ببطئ على المقعد ولاحظت صدور انين خافت منه فسألته
بحيرة : مالذي يحدث ياصديقي.
اعاد شوقا انظاره الي ونظر نظرة اوشكت على الهروب منها
.في الحقيقة لا افهم السبب الحقيقي وراء عطلة المدرسة وجودنا في المنزل هو فقط يبعث الملل في نفسي .
ضحكت على تفكير صديقي وتحول نظري لصوتٍ من جانبي الذي كان مصدره هيونا
.آه لا يوجد قضايا او لغز ، كم استمتعت حقا
في حل ذالك اللغز ، وكم اريد لغزا اخر.
لاحظت شرود شوقا فتكلمت لأنهي الموضوع :
الأمر ليس كما تظنين هيونا فالجرائم لا تأتي الينا.
.اوه ولما لا ، فكر كم هو مثير ان نسمع طرقات قوية على الباب لنفتحه فنرى رجلا ميتا داخلا يترنح.
تحدثت منتقدا : لا يمكن ان يترنح اذ كان ميتا.
. انت تعرف ما اقصده ، انهم يدخلون مترنحين
دائما قبل ان يموتوا ويقعوا عند قدميك متمتمين بعض الكلمات المبهمة كعبارة "النمر المرقط" مثلا...
تحدث شوقا اخيرا بسخرية : انصحكي بأخذ جرعة من فلسفة شوبنهاور للشفاء من هذه الافكار.
.ان هذه الوصفة تناسبك انت فأنت الذي اصبحت تجلس فقط وراء المكتب دون عمل شيء ، تسمن وترتاح .
اجابها شوقا كمن شعر بالظلم والاهانة : ابدا ، وعلى اي حال فأنت نفسك من يقوم بتمارين انقاص الوزن.
.الجميع يقومون بتلك التمارين ، وعندما قلت انك تسمن فقد كنت اتكلم مجازاً ، اذ انك تزدهر وتغدو بادي الصحة والراحة.
تدخلت لأنهي شجارهم : لا ادري ما الذي دهاك هيونا.
.انها روح المغامرة .
خرجت مني ضحكة دون قصد مني وهذا مادى الى انفجاري ضحكا : مالذي جرى لك حقا هيونا؟ انت لم تتحدثي هكذا من قبل قط .
نهض شوقا الى الناحية الاخرى من الغرفة وفتح احد ادراج المكتب فأخرج منها صورة صغيرة احضرها لهيونا وتاي.
قالت هيونا : آه اذا فقد حمضت الصور ؟ اي صورة هذه ، اهي الصورة التي التقطتها انت وتاي للغرفة ام التي التقطتها انا ؟
شوقا وهو يتفحص الصور : انها الصورة التي التقطها انا وتاي اما صورتك فلم تظهر ، فأنت تصورين دون ضوء كافي ، ههكذا تفعلين دائما .
ضربته هيونا على كتفه وقالت بأمتعاض : انت تفرح عندما تجد شيئا يمكنك ان تفعله افضل مني .
قال شوقا : انها ملاحظة حمقاء ، لكني لن اعلق عليها في الوقت الحالي ، مااردت ان اريك اياه هو هذه ....
ذهبت اليهم لأرى عما يتحدث شوقا فقد اشار بأصبعه الى بقعة صغيرة بيضاء على الصورة .
فقالت هيونا : هذا خدش في الفيلم .
.ابدا هذه جنية ياهيونا .
.انت احمق يا شوقا .
.انظري بنفسك .
جلب شوقا عدسة مكبرة ونظرنا انا وهيونا فتفحصتها بدقة وبشيء من سعة الخيال كان بإمكان ذلك الخدش يبدو للناظر مخلوقا صغيرا له اجنحة على سياج المدفأة .
صاحت هيونا : ان لها اجنحة ... يا للمتعة ، جنية حقيقية تعيش في منزلك آه ، تاي شوقا هل تعتقدان انها ستحقق لنا امنيتنا وتجلب لنا قضية ؟!!.
.ستعرفين في الحال لقد كنتي طوال الوقت تتمنين من كل قلبك حدوث شيء .
في تلك اللحظة فتح الباب ودخل يون رئيس الخدم في منزل شوقا ثم سأل بأسلوب فخم : هل انت في البيت سيد شوقا .. لقد قرح جرس باب المنزل الامامي قبل لحظة .
تنهد شوقا بعد ان اعلن موافقته على فتح الباب
وحين خرج يون قال : اتمنى ان لايكثر يون من الذهاب الى السينما .. انه يمثل الان دور كبير الخدم بشكل جيد ، والحمدلله اني شفيته من عادة طلب بطاقات الزوار واحضارها لي على طبق.
فتح الباب مرة ثانية وقال يون كمن يعلن عن لقب ملكي : السيد شيون .
تمتمت بصدمة : رئيس الشرطة !!!!.
قفزت هيونا وهي تصيح من الفرحة ثم حيت السيد شيون: سيد شيون ، انا سعيدة برؤيتك .
وفعلت هذا انا وشوقا ايضا .
.هذا جيد يا شوقا . والان اجبني على سؤال: كيف حياتك بشكل عام .
. مرضية لكنها مملة .
قال السيد شيون : جيد جدا ، واضح انني سأجدك في انسب مزاج.
قال شوقا : يبدو كلامك مثيرا .
دخل يون حاملا بيده صنية الشاي وهو يتصنع دور كبير الخدم وبعد ان اتم عملية الضيافة دون وقوع حادث  خرج واغلق الباب وراءه .
اندفعت هيونا : لابد انك كنت تعني شيئا سيد شيون  ، اليس كذلك ؟ هل سترسلنا في مهمة الى مجاهل روسيا ؟
.ليس هذا تماما .
شوقا بتعجب : ولكن ثمة شيء .
.نعم ثمة شيء ، لا اظنك من النوع الذي يرتعد خوفا من المغامرات ياشوقا ، اليس كذلك ؟
لمعت عينا شوقا من الدهشة والاثارة ومضى السيد شيون قائلا : يوجد عمل ينبغي انجازه لأصلاح الدائرة ، وقد خيل الي ... مجرد خيال... انه قد يناسبكم الامر .
قالت هيونا : هيا اخبرنا عنه .
قال السيد شيون وهو يرفع الصحيفة عن الطاولة : ارى انك معتاد على قراءة هذه الصحيفة  ؟
قلب الجريدة الى صفحة الاعلانات واشار بأصبعه الى اعلان  معين ثم دفع الصحيفة الي وقال : اقرأ هذا بصوت مرتفع .
استجبت وقرأته : " وكالة التحري الدوليه ، المدير مارك ، تحقيقات خاصة ، عدد كبير من عملاء التحري السريين ذوي المهارة العالية ، سرية متناهية ، الاستشارات المجانية ، العنوان ****** "
نظر شوقا الى السيد شيون نظرة تساؤل فأومأ الاخير برأسه وقال : وكالة التحريات هذه كانت تعاني من الاخفاق منذ بعض الوقت ، وقد اشتراها صديق لي مقابل ثمن زهيد ، اننا نفكر في احيائها من جديد لمدة معينة على سبيل التجربة ، وخلال هذا الوقت يجب ان يكون لها مدير بالطبع .
سأله شوقا : وماذا عن مارك المذكور في الاعلان ؟
. لقد كان السيد مارك رجلا لا يتحلى بالكتمان، والواقع ان ادارة  المنطقة قد اضطرت الى التدخل ، ان السيد مارك محتجز الان ولن يخبرنا بنصف مانريد ان نعرفه.
قلت : فهمنا سيدي ، على الاقل اظن انني فهمت .
حول السيد شيون انظاره الى شوقا : لقد اخترتك انت شوقا لتدير هذه الوكالة .
صاحت هيونا : ولكنه صغير في السن ، انه لايكاد يبلغ التاسعة عشر فقط .
.اعلم هذا ايتها الانسة الصغيرة ، ولكني في الحقيقة لا اهتم لعمره مهما كان صغيرا ام كبيرا بل يهمني بالتأكيد عقله وتفكيره ، وان نظرنا الى شوقا فعقله وتفكيره عن مئة الف تحري وهذا ماشدني لأختياره.
قلت بحيرة : ولكن المدرسة ؟!!
. لقد قلت لكم اننا نريد احيائها فترة قصيرة واظن فترة العطلة المدرسية كافية ... لذا سأحاول ان استفيد منكم هذه العطلة بالقدر الكافي .
صاحت هيونا : اجل نود هذا .
نظر شوقا الى سيد شيون بثبات وقال : هل توجد اي تعليمات ياسيدي ؟
. اظن ان السيد مارك قد قام ببعض الاعمال في البلاد الاجنبية انتبه الى الرسائل زرقاء اللون عليها طوابع روسية من تاجر لحوم متلهف للعثور على زوجته التي جاءت الى هذا  البلد لاجئة منذ سنوات ، اذا انزلت الطابع ستجد ان رقم ١٦ مكتوب تحته ، خذ نسخة من هذه الرسائل وابعث لي بالرسائل الاصلية واذ جاء احد الى المكتب واشار الى الرقم ١٦ فأبلغني على الفور .
اخذ السيد شيون قفازيه عن الطاولة واستعد للمغادرة قائلا : تستطيع ان تدير الوكالة كما تشاء ، اظن ان مما يسلي الانسة هيونا ان تجرب حظها في عمل التحريات .

المحقق شوقا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن