البارت الأخير من حب للبيع ...
تأليف لينا عبدالله .
جحظت تارا عينيها صدمة ، مالذي يقوله هذا المعتوه ؟!
أيقترح عليهما الإستسلام و تجاهل أمر تلك المسكينة ؟!
تركت تارا ليون خلفها ، لتحضر بعد ذلك سترتها و تبحث هي بنفسها عن مرتكب تلك الجريمة .
إلا أن ليون منعها من فعل ذلك بالطبع و قد صاح في وجهها هائجًا ...
-و ماذا تستطيع أن تفعل فتاة ضعيفة مثلك لتساعد تلك الطفلة .
و لأن الحقيقة المرة صدمتها ، ترقرقت الدموع في عينيها و بدأت تبكي في صدره كطفلة صغيرة ، لا تعلم ما تفعل .
و بعد أن غطت في النوم غادر ليون المكان ، و على وجهه علامات التفكير ، ليخرج بعد ذلك هاتفه و يحادث أحدهم .
مضى يومين تقريبًا منذ كانت تلك الطفلة في منزل تارا ، و تقريبًا بدأت تارا تتناسى أمر وجودها و قد أيقنت أن لا حول لها و لا قوة و لن تستطيع تخلصيها مما هي فيه ، إلى أن ...
في زاوية الشارع و في متجر للخمور ، كانت الطفلة المزعومة تقف هناك و تشتري بعض الزجاجات الصغيرة من الخمر أصفر اللون .
اقتربت تارا من المتجر أكثر ، لتتأكد من الأمر فهل صَدقت عينيها أم كذبتا ؟
و بعد اقترابها أيقنت أنهما صادقتين ، فالطفلة بشحمها و لحمها تقف هناك ، و ها هي تحاول الخروج بشق الأنفس مع ثقل ما تحمل بداخل الكيس الأزرق الشفاف .
تراجعت تارا للخلف لترى الطفلة تمر من أمامها ، دون أن تعيرها أي انتباه ، فكان خيارها الوحيد و الذي لسوء الحظ كان خيارًا أحمق ، أن تتبعها إلى حيث تذهب .
أخذت تارا تتبع الطفلة خطوة بخطوة ، و هما يقتربان أكثر فأكثر من المناطق المظلمة الفقيرة في ألمانيا ، ممرات ضيقة و طرق وعرة بالكاد تارا استطاعت تدبر أمرها رغم إصابتها ببعض الخدوش و هي الكبيرة ، فكيف بتلك الطفلة ذات الجسد الهزيل ؟!
وصلتا أخيرًا إلى المكان المقصود ، فكان أشبه بمكب نفاياتٍ أكثر من منزل ، رائحة نتنه تحف المكان ،ناهيك عن الذباب و الحشرات الطائرة الأخرى ، بل حتى أن المنزل قابل للسقوط !
اقتربت تارا أكثر ، لتشهد دخول تلك الطفلة من الباب ، و هناك أقترب منها رجل لم تستطع رؤية ملامح ، إلا أنه كان يرتدي بنطالًا قصيرًا و قميصًا أبيضًا قذرًا .
تناول زجاجات الخمر من بين يديها يتفحصها و يشمشمها كجرذ المجاري ، إلا أن البضاعة لم تنل على رضاه و ها هو يرفع يده التي تشبه المخباط و يضرب تلك الطفلة المسكينة .
جمدت تارا في مكانها من هول المشهد ، ياله من حيوان حقير ، كيف انهال عليها بالضرب فقط لأنها أخطأت بنوع الخمر !
أنت تقرأ
حب للبيع ! |©2017
Short Storyطفلة غريبة حمراء الشعر خضراء العينين ، اقتحمت حياة العاملة البسيطة تارا دون سابق إنذار ، لتحوَّل رتابة أيامها و سكون حياتها إلى زوبعة قلبت حاضرها رأسًا على عقب ... و أما الفتيل الذي أشعل نار الخراب ، لم يكن إلا سؤالٌ بسيط خرج من ثغر الطفلة بعفوية...