P3

647 89 12
                                    

البارت الثالث من حب للبيع ...

تأليف لينا عبدالله .

و كاليومين الماضين أتت الطفلة إلى المتجر ، و ككل مره سألت ...

لديكم حب للبيع اليوم ؟

ليون ليس بالمتجر ، و تارا المسكينة بُليت بهذه الطفلة الغريبة ، فبماذا ستجيبها ؟!

إضافة إلى أنها تبدو مريضة ، فوجهها شاحب شفتيها بيضاء اللون و كل من أسفل ثوبها و أكمام قميصها ممزق ، إضافه إلى شبه الجديلة التي تزين نِصف خُصيلات شعرها .

و ككل مره أجلست الطفلة على الكرسي ، و من ثم طلبت منها الإنتظار ، لتركض بعد ذلك إلى المخزن ، و بسرعه تتصل بليون .

أمسك ليون هاتفه المهتز بينما ينظر إلى الساعة التي تتوسط شاشته ، ليجيب على تارا ...

-دقائق و أكون عندك .

و بالفعل ما هي إلا دقائق حتى كان يقف في وسط المحل ، و بيده سلم زجاجة العطر للطفلة .

لحظة استلامها لزجاجة العطر أظهر ثغرها ابتسامة جذابة لطيفة ، و برقت عينيها سعادة حتى بدت مقلتيها كجوهرتين ، أما وجهها فبدا منيرًا رغم شحوبه ، سعادتها كانت فريدة من نوعها ، لا يمكن وصفها بالكلمات .

و بكلتا يديها حاوطت الزجاجة و كأنها تساوي حياتها بل أثمن ،بدت مشوشة و مضحكة ، خاصةً ارتباكها بشأن الإمساك بزجاجة العطر و الدمية ، و لما عجزت عن الإمساك بهما معًا ، تدخل ليون و هو بالكاد يمنع نفسه من الضحك ، ليضع الدمية بكيس و يناولها إياه ، فتخرج بعد ذلك من المتجر و هي تجري بسعادة .

علَّقت تارا على ذلك المشهد اللطيف ، و في عينيها إعجابٌ واضح ...

-بدوت كبطلٍ خارقٍ بالنسبه لها .

أجاب ببساطه ...

-بل أنا كذلك ، فمن يبحث بقمامة المنازل عن زجاجة فارغة يعد بطلاً ، أليس كذلك ؟

ألقى سؤاله ذاك و من ثم غادر المكان ، فجعل تارا في حيرة ، تراه يقول الحقيقة ، أم أنها إحدى مزحاته السخيفه !

مر أسبوعٌ و العمل في المتجر روتيني و لا جديد ، إلى أن حل المساء و أقبل ذلك العجوز إلى المتجر ، و هو الذي يظهر كل شهر مره ، و وجوده هنا يدل على شيءٍ واحد ...

-عزيزتي تارا هذا هو المنتج الجديد .

و عرضه أمامها و قد كان يحمل اسمًا غريبًا ًحاله حال البقية .

أظهرت له ابتسامة صفراء مجبرة ، فنطق بما كانت تخشاه .

-صممي له إعلانا ً جذابا ً ، كسابقه .

و أكمل ...

-و من الأفضل أن تنهيه الليلة .

ليغادر بعد ذلك .

تقدم ليون إليها ، يهزأ بها و يبرهن أنه كان على حق .

-ماذا عملٌ آخر دون أجر ؟

رفعت نظرها إليه غاضبة .

-لا شأن لك بذلك .

ليهز كتفيه بلا مبالاة و يغادر المتجر فقد تأخر الوقت و إنتهى العمل .

مضت أربعُ ساعاتٍ و تارا تحاول إبتكار إعلانٍ جذاب ، و لكن ما من جديد ، فالإلهامُ لم يطرق بابها هذه المره بل إنه حمل حقائبه و غادرها دون رجعه .

ألقت نظره على كمية الأوراق الملقاة في أرجاء المتجر ، لتتنهد بيأس .

-من الأفضل أن أغادر .

و بالفعل نظفت المكان و استعدت للمغادرة ، و لسذاجتها لم تلقي بالًا للوقت ، و قد كانت الساعة تتجوز الثالثة فجراً.

و بينما هي تسير متمخترة تدندن ، ظهر أحدهم أمامها فجأةً ليفزعها و يوقعها أرضا ً.

رجلٌ في الثلاثين من عمره سكرانٌ يتأرجح من حائطٍ إلى حائط ، يحمل بين أصابعه زجاجة نبيذٍ طويلة و قد قضى على نصفها .

أخيرًا  اعتدل في وقفته ، و استند على عامود الإنارة في جانب الطريق ، و ياليته لم يفعل فبفضل ذلك الضوء استطاع تميز تارا و هي التي مازالت تجلس على الأرضية .

أظهر الرجل ابتسمامة ماكرة و لمعت عيناه خبثًا ، و مئة شيطانٍ يقفز أمامه ، و آلاف الأفكار القذره تتراقص في رأسه ، و الضحية هي الفأره المرتجفة تارا ، فهل ستكون وجبةً لأنياب ذلك الذئب ذي الرائحة النتنه ؟!

#يتبع

رأيكم؟

قرأت البارت ، فضلا ًصوت 🌟
و بتعليق عبر عن رأيك 💬

حب للبيع ! |©2017حيث تعيش القصص. اكتشف الآن