-الليلة الأولى.

9.9K 909 553
                                    

أغلقتُ باب شقّتي، وخلعتُ نعلي المُمتزج بالوحل، لم أتكبّد عناء تنظيفه بالطبع، فهُناك شخصٌ مسؤول عن هذا.

باستطاعتي شمّ رائحة الطعام، توجّهتُ مُباشرةً إلى المائدة الأرضية وجلستُ على وسادتي المُريحة.

بدأتُ بالأكلِ مُباشرةً، لم أنتظر أحد فأنا لا أهتم سِوى بالطعام الساخن.

جلست أمامي وبدأت هي أيضًا بالأكل، بعد أن قامت بتلميع حِذائي طبعًا.

"عزيزي مارتين ، لمَ تأخرت اليوم؟" بهدوءٍ قد نبَست.

"كان لديّ عمل".

"أيّ عملٍ هذا!، كِدت أختنق من كثرة مكوثي وحيدةً بالبيت" ها هي ذي مُجدّدًا.

قُمت بِخبط المِلعقة على الطاولة وقلت مُنفعلًا "إن قُلت إنه عمل فإنه عمل، لا تتدخلي في شؤوني سيدة لورا".

نهضتُ بعد أن أكملتُ أكلي سريعاً وبعد أن اغتسلت توجّهتُ لِغرفة المكتب خاصّتي، كعادتي دائمًا.

جلستُ على الكُرسي المُتحرك أمام المكتب، على يميني كُنت قد وضعت جميع الكُتب التي أنوي بيعها، لقد قرأتها كُلها، لِذا لم أعد بِحاجةٍ لها بعد الأن.

صرختُ قائلًا "أين قهوتي؟".

لحظات وسمعتُ طرق الباب .. أذِنتُ لها بالدخول ودخلت لِتضع القهوة على طرف المكتب.

"يُمكنكِ الخروج الأن" قلت بينمَا أقوم بالكتابة فوقَ بعضِ الأوراق.

"مارتين..." نبَست بتردّد باتَ جليًّا على نبرتها.
"ماذا؟" مُجيبًا إياها بِبرود.

"كُنت .. كُنت أودّ إخبارك أني أريد النزول إلى السوق غدًا..." وقبلَ أن تُنهي لم حديثها خبطتُ بِقبضة يدي على المكتب الخشبي وقُلت "مالذي تريدينه من السوق!".

"إنه فقط .. زِفاف إحدى صديقاتي، وليس لدي شيء جديد لألبسه..." قاطعتها مُجددًا بِخبطي على الطاولة، وقد تسبب ذلك في انسكاب قهوتي على المكتب، ليس هذا فقط!، بل أن هُناك بعضًا منها بلّل غلاف إحدى الكُتب التي أُريد بيعها.

"تبًا لكِ ثمّ تبًا!!، انظري لِما تسبّبتِ بهِ" صِحتُ بِغضب.

أطرقت بِرأسها أرضًا، لكنّها سُرعان ما رفعتهُ لِتردّ عليّ بِنبرتي ذاتها "أنا لم أفعل شيئًا!، أنت من سكب هذه القهوة وأنت المُتسبب في هذا".

أخرجتني عن طوري، وقفتُ ومن دون تردّد أمسكتُ بياقتها ورفعتُ جسدها الضعيف إلى الأعلى، ومن دون شفقة.

كُنت أتفوّه حينها بِبعض الشتائم، وكانت تقول لي بعض الأشياء التي إلى الأن لم أستطع تفسيرها، فقد كانت بينَ قبضتي تختنق.

لا أذكر متى أفلتها، ومالذي حصل بعدها، كل ذلك مشوشٌ في ذهني، أحاول استرجاعه لكن لا أستطيع.

كُل ما استطعتُ تذكره هو ذهابي لِغرفة النوم وإقفالي للباب كي لا أسمح لها بالدخول.

توجهتُ إلى سريري واستلقيت واضِعًا ذراعي فوق عينيّ .. كان النوم يغلبني بِشدة ونيّتي عدم الاستيقاظ مُبكرًا في الغد .. لكن!.. في تِلك اللحظة قد ظهر .. ذلك الكابوس المُرعب، عدوّي اللدود، الذي لا يسمح لي بالنوم بتاتاً، في تِلك الليلة .. بدأ مرضي .

'عندما يسدل النوم سِتاره، يصرخ بأذني لإيقاظي'

__________________

-يتبع.
-انطباعكم عن القصة !...
-الأحداث خيالية بحتة ، ما عدا أعراض المرض فهي حقيقية وتختلف قوة المرض من مريض لأخر.

مذكرات شخص مُصاب بِشلل النوم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن