ملاك خبيث،وشيطان لطيف.

74 4 5
                                    

|•

وبـهدوئـها المتلاعب شبكت اناملها الرشيقه بـ تلك الانامل الخشنه ،وبـ ابتسامةٍ علت محياها قالت له : ألم تشتق لـ أحاديثنا المعطره بكلمات غزليه،لـ همساتنا في الليالي السرمـدّيه،لـ نعومة تحركاتنا بجانب بعضنا،لـ عفوية افعالنا،لـ جمال ضحكنا،ألم تشتق؟! لـ إبتسامـةٍ تغزو شفتيك كنت انا السبب فيها،لـ نقاء حروفنا،لـ رقة لمساتنا،لـ تشابك اناملنا،لـ هدوء خطواتنا،لـ صمتنا المحتقن بشتى الكلمات،لـ سيرنا بجوار بعضنا،ألم تشتق لي؟!.

ارتفعت شفتيه بابتسامه جانبيه هادئه محتقنه بقليـلٍ من المكر،وضم اناملها لأنامله،ليقترب من وجهها وما زالت ابتسامته لم يثنها،نظر لها بتهكم لتخرج الحروف من مخرجها اخيرا : لم أشتق لا لـ أحاديثنا الممتلئه بالخبث،ولا لـ همساتٍ خادعه،لم اشتق لافعالٍ نية فعلها الحقد،لم اشتق لضحك عابث،ولا لـ ابتسامتي التي كان سببها غبائك الاهوج، نعم لم اشتق لأي شيء من هذا،اشتقت ان اعود للمنزل وفي ازقة الطرقات اضحك بسخريه عابثاً بهاتفي قارئاً لرسائلكِ الغزليه الساذجه،اشتقت ان انظر من نافذة منزلي لأراكَ تنتظرينني على احر من الجمر لأتكاسل في الخروج إليـكك،اشتقت لرؤية محاجر عينيك ممتلئه بالدموع الخادعه ظناً منكِ اني سأحن لكِ اكثر،بل اني استقرفك اكثر فأكثر،هل تظنين اني ساذج لا افهم المعاني الخبيثه المختبأه  خلف كلماتك لي،افهم كل شيء ولكن اتغاضى عنه بحريتي،انتي مجرد عابثة حقيره،ساذجه جدا.

ابتسمت بـ اتساع بعد سماعها لـ كلماته الموجعه ربما،لكن بالنسبه لها لم تمسها بأي خدش،لـتنطق ضاحكه: كم انت ذكي يـ هذا،شفافية مفاجئه حقا.
ابتسمت بتهكم لتقوم بإرجاع بعض خصلات شعرها الليلي شديد السواد خلف اذنها وتضع يدها على شفتها مدعيةً التفكير قائلة: اممم أتعلم ظننت انك ستتأخر بهذا الاعتراف الصريح عن معرفتك لكل شي.
ابتسمت بـ ملائكيه لتضع يديها على يده لتردف قائلة: الاستغلال..شيء جميل جدا جربته معك،يعجبني فعلا،لا اعلم لما اخترتك انت من بينهم لأحيك لك خبثي،ربما لانك كنت تمثل رجلا لا يعيبه شيء،لا يوجد احد كامل،ولكن كانت عيوبك تافهه بنظري،لم اعطها اهتماما،حاولت سرقة قلبك لكن بعد محاولاتي التي بائت بالفشل علمت انك كشفت كل شيء،وتريد اللعب معي،فقلبت الطاوله وكان انا من لعب بك.
صمتت لثواني لتكمل:لا يجب ان اشعر بالندم لذلك صحيح؟!.

ابتسم بسخريه: لا لا يجب عليك ان تشعري حتى،امثالك لا يجب ان يعيشوا عزيزتي،انتِ كَـ المـلاك الخبيث.

ابتسمت بألم لتقف وغرتها تغطي الكثير من جبينها وعينيها لتنطق: وانت  كأنك شيطانٌ لطيـف.

ابتعدت عنه لتكمل سيرها بخطواتٍ واثقه بكعبها الاسود العالي،بشعرها المنتثر بخفه على كتفيها واصلا لاخر حدود ظهرها المستقيم.

|•

BY;hu,se.

'شتَات | DIASPORA'.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن