لم نـعد كالســابق.

67 5 9
                                    

|•


ثم جلس الى ظهر رفيقه وادنى رأسه قائلا :
-كيف يواسي الكتوم نفسه!.

لـ يرد عليه : يقول كل يوم،غدا سأبوح بكل شيء.

سأله ثانيةً : وهل هذا مجدي !

اجاب : كثيرا ..فهو بمثابة حقنة مهدئ ليوم كامل.

صمت قليلا،ليتنهد للمره العاشرة لهذا اليوم ،ليردف : وكيف ينسى المرء خيانة صديق!.

ابتسم الاخر بألم لحال صديقه : لا يمكن نسيان ذلك،ولكن لا ضرر من التناسي.

وقف ونظر لـ صديقه قبل ان يذهب : انصحني!.

رفع الاخر نظره إليه وقال : أولاً : لاتضعف،ثانياً : اذا استطعت فلا تنظر للخلف ابدا.

نظر إليه بصمت ليذهب،ماشياً على جسر ذلك النهر،بأفكارٍ حمقاء متخبطه،بسبب صديقٍ لعين خانه،مشى كثيراً،في طريقٍ طويله،الى ان رأي بين طيات الظلام في هذا الليل السرمدي،ظل شخصٍ يقف على بعد خمس خطواتٍ منه،ظل يعرف صاحبه جيدا،ظل لشخصٍ كان وطنه،ظل لصديقٍ خائن.
اقترب الاخر منه بهدوء وابتسامة هادئة تعلو محياه.
بجانب بعضهما،لايفصل بينهما سوى بضع سنتمترات،ينظران لعيني بعضيها،وصمتٌ مسيطرٌ،على الاجواء.

لـ يتكلم الاخر : رب صدفـةٍ خير من ألف ميعاد.

ابتسم الاول بتهكم : صدفةٌ لعينه.

قهقه الاخر لتهكم الاول به،لـ يردف :على رسلك مابك،لست اول من يتعرض للخيانة يـ صاح.

ليجيبه الاول : كنت سأتقبلها ان كانت من اي شخص،ولكنها كانت خيانةٌ مقرفة منك.

صمت الاخر قليلا لـ يردف : كيف صمدت؟.

اجابه الاول بـ بهدوء : لم اصمد،وقع كل مابي ارضاً إلا جسدي.

نظر له الاخر مطولاً،لـ يسأل : كيف هو صديقك الجديد!.

نظر الاول للجهة الاخرى ليردف : استندت عليه لكن لم اثق به،نصحني لكنني لم احبه،ابتسم لي لكنني لم ابادله،كله بسببك،كرهت كل معنى للصداقه.

ابتسم الاخر ليقول : هذا يعني انني كنت المميز في قلبك ولم يستطع احد اخذ مكاني.

ابتسم الاول بسخريه : كنت ولم تعد.

نظر له الاخر ليسأل : أكرهتني؟!.

اجابه الاول بهدوء : لم اكرهك فقط تمنيت انني لم اعرفك قط.
صمت قليلا ليكمل : اتذكر جملتك الدائمه لي : "يـ صديقي لا ينحني رأسك إلا على كتفي"،لقد انحنى رأسي بـ يأس لـ هذه الحياه بسببك.
هدأ قليلا واردف قائلاً : قويت نفسي بنفسي،وفي كل مرة كنت انهزم اوقف ثانيةً و اقويني،وابتسم،تماسكت رغم عُظم انهياري.

اجابه الاخر بشيءٍ من النصح : استمع لـ الموسيقى كما تفعل عندما تكون حزيناً.

ابتسم الاول بـ سخريه : كأنك تنصحني!!.
اردف : لكن في هذه المرة ،حتى الموسيقى لم تكن قادرة على تحويل مأتمي الى ساحةِ رقص.

ابتسم الاخر وقال : هل سببت لك كل هذا الالم حقا،كم انا عظيم.

نظر له الاول بـ برود : اطويك كـ طي الورق،لا تتعالى فـ تعدم.

جفل الاخر ناظرا له،لـ يتجاهله الاول سائراً بجانبه،رافعاً رأسه،وخطواته واثقه،نظره للامام،تاركاً كل شيٍ خلفه.

|•

BY: hu,se.

'شتَات | DIASPORA'.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن