Deaf + kth ; أصَّم

three

مرّ أسبوعٌ، مُنذ ذلِك اليَوم. لَمّ أراه كثيراً لأَنَّه لم يَكُن لدينا حصصٌ معاً، وَلَكِن عِندما أراه، فإنه يُشاهدني انا واصدِقائي عَن بُعد بخجَل. مُمسكاً بكُتبه المدْرسية مُقرِبُها الى صدّره محاولاً إيجاد طريقةٍ ما والشجاعة للإقتِراب مِني. وانا اكتفيّت بالوقوفِ فقط. لَمّ أتحّرك شِبراً واحداً وعِندما سألونِي أصدِقائي ما الخطب، أجبتهم بهز كتّفي واستمريتُ بالضحِك والحدّيث معهم.

لَمّ اكُن اعلَّم كم مُكتئِباً كان حينَها.

لدّيك رِسالة جديدة مِن kth95

"أنهُ انا"

"تايهيونغ؟"

"اجل"

"ما أخبارُك؟"

"هل"

"هل يُمكِنني أنّ أُقابِلك فِي مكانٍ ما عليّنا التحدُث"

"آه، بالطّبع. هل أنت بالقُرب مِن المدرّسة؟"

"لنجتمع فِي المقهى المُقابِل للمدرسة"

توقّفت عَن الركض. دخلتُ المقهى واتجّهت نحو تايهيونغ الَّذِي كان يجلسُ بجانبِ النافِذة. وجدتُ طريقي إِلى الكرسي المُقابِل له. قبل أنّ ينطُق بأي شَيْء. تحدثتُ ببُطئ.

"انا آسِفة. آسِفة انا فقط شاهدتُك عَن بُعد." أبقيتُ رأسي مُنخفِضاً.

"انت آسِفة لمّ اذهب آليّك، وانا آسِفة ان كُنت تضُن إنني لَمّ اكُن اعرِف مِن قَبْل. انا حقاً أُريد ان نصبِح أصدِقاء-" رفعتُ رأسّي لِأرى الدموع مُتجمِعه فِي عينيه. وجهُه كان مِن الصعّبِ قِراءتُه.

"تايهيونغ-"

وقفَ مِن كُرسيه فجأةً وسحبني إِلَّى خارِج المقهى، مُمسكاً مُعصمي بإِحكام.

"تايهيونغ، ارجّوك-" حاولتُ منعُه، أَعْلَمُ انه لا يسمعُني، ولكِنهُ كان مُمسِكاً مُعصمي بِقوة. عبرنا الطّريق وهو الآن يسحبُني إلى الحديقة. وأخيراً تركَ مُعصمي ولَّف ذِراعيه حوّلي. تجمدّت فِي مكاني، أسندَ رأسه عَلَّى كتّفي وشعّرتُ بِدمُوعِه الدافِئة تنهمِر. لَمّ أستطع التحدُث. ربتُّ عَلَّى ظهرِه ببُطئ ثم عانقتهُ.

تراجعَ للخلّف قليلاً ومسح دمُوعِه الّتي سالت.

"أ-أُريد أن نصبِح أصدِقاء أيضاً، ولكنّني ذاهب."

قطبتُ حاجِبي، "ذاهِب إلى أين؟"

"الى أُستراليا، والِدّاي سيُرسِلاني للدِراسة فِي الخارِج."

لَمّ أكُن اعرِفه لِفترة طويلة، ولكِن احسسّت بِألم مُفاجِئ فِي صدري وسألتُه بِهدوء، "متّى؟"

"الشهر القادِم." بِسُرعة غريزية لمستُ وجنتّاي، دّمُوع؟.