twelve

13K 1.5K 95
                                    



استَقليتُ سيارَة أُجرة إلى مَنزِله، رِحْلَة قَصيرة، ولَكِن شَعرتُ وكأنَها فَترة طويلَة. قَلبي يَنبُض بِسُرعة فائِقة، سَوَاء كُنت متَوتِرة، غاضِبة، أو مُتحمِسة، لَم أستَطع أن أَقُول. كَان لدّي الكَثير مِن الأسئِلة لأطرَحَها، لِأُخبِره، ولَكِن هَل حقاً أردتُ ذَلِك، عِلماً بأنه تجَاهلنِي طوَال هَذِه الْمُدَّة؟ شددتُ قبضَتِ عَلّى حَقيبتِي.

نَزلت عِند شارِع قَبْلَ مَنزِله، أُعطِ نَفْسِي فُرصةً للسَير بعيداً فِي حال غَيرت رأيي، ولَكِن بدلاً مِن ذَلِك دلَفت نحوَ باب مَنزِله الأمَامي. غِياب السيارَات جعلَني أُفكِر بأنه لا أحدَ فِي المَنزِل. وكُنت مُحِقة. بَعْدَ أن طَرقتُ البَاب عَلّى الأقِل مِئة مرَة، والضَرب عَلّى البَاب، وأخيراً تراجَعت إلى الخَلف بعيداً عَن البَاب. بينمَا دمعَة أو دَمعتَين سالَت عَلّى وجنتيّ، غادَرت بِقَلْب مُحبَط. مَشيت بِغفلة نحوَ الشوارِع الفارِغة، وتوَقفت عِند إشارَة المُرور. الشَّمْس غَربَت، واللَّيل بَدأَ بإبتِلاع النهَار. عينايّ تَنْظُر بشَك إلى الطّريق الخرَساني البارِد. كُل آمالِي قَد تحطَمت. 'لا، هُوَ لَن يَفْعَل هذا بِي، أَعْلَم أنهُ لَن يَفْعَل،' أخبَرتُ نَفْسِي مِراراً وتِكراراً.

أُصدِر صَوْت مِن إشارَة المُرور وبدأتُ بالسَير عَبَر الشارِع. خَيَّم عَلّى ذِهني أفكَار ورَأسي مُنحني، أصطَدمت بِشخص عَن طَرِيق الخطَأ وأنا أَمْشِي مَضياً. "أسِف" أجابَ الشَخص، رأْسَه إنحنَى إليَ قليلاً، وجْهَه لا يُرى.

توَقفت عَن السَير.

رَفَعت رأسِي. صَوْت خَطوات أقدامِه نمَا بعيداً أَكْثَر فأكثَر. ليسَ خَطوات أقدَام أي شَخص، وَإنّمَا خَطواتِه. صَوتِه، رائِحتِه، كَان هُوَ. التفتُ لِأراه يسيرُ بَعيداً. رَكضتُ خَلفِه، ولَكِنَّه سارَ بَعيداً بالفِعل.

"تايهيونغ! تايهيونغ!" صَرَخت بينمَا سقَطت مُنهارة عَلّى الأرض. رفَعتُ ناظِريّ لِأراه قَد تَوقف. تَعثَرت مرَة أخرى، وَهُو التَفت. تايهيونغ إنه حقاً أنت-

انتَظِر.

لِماذا التفتَ؟

هَل تستَطيع- هَل تستَطيع-

سمَاعِي؟

توَقفت مُتجمِدة فِي مكَاني بينمَا أشرَق وجهَه وإبتَسم بإتساع، ولَكِن تعابِيري ضلَّت قاسيَة، زالَت إبتِسامتي عَن ثَغرِي، والكَثيرُ والكَثير مِن الأسئِلة تُحاوِط ذِهني. سارَ نَحْوِي، يداه خَلْف ظَهرِه وكأنَ شَيءً لَمّ يَحْدُث.

Deaf + kth ; أصَّم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن