٢١

6.8K 677 265
                                    

يدي أمتدت و أغلقت المنبه قبل أن أحدق في سقف غرفتي ، أعتدلت و تمددت قبل أن أنهض بنشاط و أبدأ روتيني.

لم يسعني أن لا أبتسم حين رأيت أنعكاسي في المرآه ، اليوم سأضحك بقوة ما أن أرى وجه سيدني المغتاظ.

سرت لخزانتي و بدأت بالبحث عن شئ لأرتديه و يدي وقعت على قميص قطني قديم ، أحدى ملابسي القديمة.

شعرت بالأسى على نفسي و أعدت القطعة لمكانها سريعاً ، سحبت فستاناً ضيقاً أخر ، قصير أبيض بدون أكمام و صدر مغلق ، سحبت كعبان ذهبيان و جاكيت بيج باهت.

أرتديت ملابسي و صففت شعري ، وضعت مساحيق التجميل المعتادة مع أحمر الشفاة الصارخ.

كله مثالي ، من الخارج لكن تحت كل هذه الحلة هناك قطعة ناقصة ، هناك شئ ناقص و ليس بمحله.

يداي أرتجفتا قليلاً و صوت داخل رأسي تحدث ، عليكِ أن تكوني مثالية.

خرجت من غرفتي و قابلت جدتي في غرفة الجلوس " لا تحاولي أن تكوني شيئاً لا تستطيعين التحكم به!"

السخرية في صوت جدتي أشعلت فضولي " لما تقولين هذا؟!"

"أستطيع أن أرى ركبتاكي ترتجفان!" رفعت جدتي ما كان يوماً حاجباً.

"جدتي!" أدرت عيناي لأنني متأكدة من أن ركبتاي لم ترتجفا.

نظرت نحوي بشئ من خيبة الأمل و لكن كثير البرودة " لم أعلم بأن لي حفيدة غبية !"

"أنا لست غبية!" عقدت حاجباي.

"أنتي غبية كفاية لتغيري من نفسك من أجل غيرك!" أدارت جدتي وجهها نحو التلفاز ، أطلقت تنهيدة كبيرة.

"ليس لدي وقت لسماع حديثك المشجع هذا جدتي ، علي الذهاب للعمل!" أمسكت حقيبتي و مفاتيحي.

"مهما يكن!" تمتمت جدتي بلا أهتمام و أنا صنعت طريقي للخارج.

كنت بمزاج جيد و ليس لدي أستعداد بأن أعكره الآن ، خاصةً أنني سأرى وجة سيدني المغتاط.

الفكرة وحدها جعلت معدتي تقفز بفرح طوال رحلتي للعمل ، لكن سخرية القدر كان لها مخططات أخرى.

تركتني أدخل بثقة و تفاؤل بأن اليوم سيكون يوماً جميلاً ، أسير لمكتبي بأبتسامة ، أضع حقيبتي و أعدل فستاني ثم أمد يدي لأفتح الدرج و أنصدم بما أراه.

"آاااه فأر!" كيفين أطلق صرخة نسائية و أوشك أن يتعلق بي ، أن لم أكن مصدومة لما حدث لبحثي ربما كنت سأسخر منه.

"ب-بحثي!" الكلمة بالكاد خرجت من فمي ، هذا الفأر اللعين أنجز عمله طوال الليل و لم يترك سوى قطع صغيرة.

"مارجريت!" المدير توقف أمامي " لا أرى البحث على مكتبي!"

"ل-لقد .. الب-بحث .. الفأر !" أشرت بيدي المرتجفة ، أنفاسي عالقة في حنجرتي.

سروالي الداخلي المحظوظحيث تعيش القصص. اكتشف الآن