الوسيـم والـوحـش

4. الوسـيم و الوحـش ( ٢ )

👹👑

لم يستغرق الأمر طويلاً حتى وجدا نفسيهما في إحدى عربات إدوارد الفارهة والتي يقودها سائق ما.

كان الطريق إلى الشرق طويلاً، رحلة ذهب فيها إدوارد للمرة الثانية في أيام قليلة فلم يتأثر، لكن أرثر غير المعتاد على السفر قضى وقتاً صعباً في مصارعة أن يخرج ما في معدته طوال الطريق.

وصلا ليلاً إلى أكبر مدينة في المنطقة وقضيا الليلة في أحد النزل، وفي الصباح الباكر ذهبا برفقه دليل إلى القرية التي كانت تبعد قرابة ثلاث ساعات من المدينة.

من القرية يمكن رؤية جبل هولنستون والذي رمقه إدوارد من مكانه لمدة .. هناك في مكان ما داخل تلك الغابات الكثيفة تعيش الوحش لوحدها.

أخذهما الدليل إلى مطعم يحتوي على نزل أيضاً ليبقيا فيه ومن ثم تركهما.

لم يكن هنالك الكثير من الرواد داخل المطعم، رجل عجوز في زاوية نائم ويشخر بصوت عالٍ، ورجلان متسخان بالأتربة ويبدو أنهما مزارعان يتناولان يخنة بتلذذ، بينما وقف صاحب المكان خلف طاولة خشبية عتيقة وضعت عليها أكواب بأيدي من الخشب كبيرة وزجاجات شراب وبرميل فيه الكثير من التفاح موضوع على الأرض.

حياهما صاحب المكان قائلاً:

' مرحباً، منذ زمن لم نستقبل غرباء هنا هل أساعدكما بـ شيء ما؟ '

إقترب إدوارد بكل ثقة من طاولة التقديم قائلاً:

' سيكون من الرائع لو أعطيتنا غرفة لنبقى فيها '

' بالتأكيد لدينا غرفة تناسبكما، لكن أيمكن أن أعرف سبب زيارتكما لقريتنا الصغيرة هذه؟ '

سأل وهو ينظر لـ إدوارد مليئاً فهو يبدو كـ شخص غني لن يزور قرية صغيرة لا تتميز بأي شيء كـ قريتهم.

أجابه إدوارد وهو يشير ناحية صديقه الذي وقف في الخلف منحني الرأس:

' صديقي مؤرخ يكتب في التاريخ والأساطير .. ولقد أتينا للشرق فهو ممتلئ بالقصص المثيرة '

إنتفض أرثر مع ذكر إدوارد له، ورمقه بغيظ فهما لم يتفقا على قول ذلك.

قال الرجل متفهماً:

' أها .. سمعت أن هناك من يعملون مثل هذه الأعمال الغريبة في المدينة، لم أفهم يوماً فائدتها '

إبتسم إدوارد ضاحكاً لكنه لم يُعّلق، بينما إضطر أرثر أن يُلجم نفسه رغم تلقي الإهانة في مهنته وأنها غير مفيدة !

أعطاهما الرجل مفتاحاً لـ غرفة ثم تركهما يذهبان بسلام ..

صعدا سلماً ضيقاً ومظلماً يقبع في الزاوية ناحية الطابق الثاني حيث الغرف.

ما إن فتح إدوارد باب الغرف حتى دخل أرثر وإستلقى في أحد السريرين قائلاً بتعب:

' لا أعرف كيف تتحمل الجلوس كل هذا الوقت أثناء السفر '