👑
كان يـا مكان في قديـم الزمان ...توقفت العربة أمام المنزل وصهل الحصان الذي يجرها عندما شد السائق على لجامه ليتوقف.
عربة بيضاء واسعة وذات عجلات كبيرة وعالية ومزخرفة بنقوش زاهية، إعتاد المارون بهذا الحي رؤيتها ولم يعودوا يرمقونها بنظرات الإعجاب.
لكن ورغم إعتيادهم على رؤية العربة لايزالون حتى الأن لم يعتادوا رؤية صاحبها والذي ترجل كأمير بعد أن فتح له السائق الباب لينزل درجات العربة بهدوء وإبتسامة واثقة ترتسم على محياه.
إستمتع وهو يسمع الشهقات المكتومة من الفتيات اللاتي توقفن عن سيرهن ليرقبن ظهوره، وزاد تبختره وهو يلمح نظرات الغيرة من الرجال في المكان.
الجميع إما معجب به أو يحسده.
هبط على الأرضية الترابية أمام منزل صديقه المتواضع مثله مثل هذا الحي. كان غريباً رؤيته هنا، رؤية شخص مثله في أحد أحياء المدينة العامية، لكنه كان سيتنازل دائماً من أجل صديقه الذي رافقه في دراستهما للتاريخ قبل سنوات.
ألقى نظره على المنزل الذي لم يتغير أبداً، ثم شد قبضته وهو يضم الكتاب الذي بين يديه إلى صدره، إذ كان هديته المعتاده إلى صديقه فكل مرة يأتي لزيارته يجلب له كتاباً مختلفاً لأنه يعشق الكتب!
توجه ناحية الباب ورفع الحامل وطرق به مرتين ثم إنتظر. دقيقة.. دقيقتان... بعد عشر دقائق فُتح الباب قليلاً ليكشف عن داخل مظلم وليظهر أمامه شاب في نهاية العشرينات ذو شعر أسود غير مرتب قميص أبيض فُتحت أول ثلاثة أزرار منه وذو كم طويل كان واسعاً ومفتوح الأزرار أيضاً وبالتأكيد كان الإهمال يتسم على بنطاله أيضاً.. ولا ننسى أنه كان حافياً!
ألقى نظرة على المنظر المعتاد لصديقه وقد رفع حاجباً إذ أن المنظر يبدو أسوأ هذا اليوم خاصة مع تلك الرائحة العجيبة والتي إنبعثت من المكان فور فتحه للباب.
بينما في الجهة الأخرى رمق الصديق صديقه الأنيق بغيظ.. متأنق كالعادة. هكذا فكر وهو يرى الشاب ذو الشعر البني والعينان الزرقاوتان.. وجهه ينبض بالحياة ويعكس كم هي رغيدة الحياة التي يعيشها على عكسه والذي يبدو في الأربعين!
ملابسه بيضاء تناسب العربة من خلفه، بذلة طويلة مطرزه في كمين ضخمين وقفازات بنفس اللون، وبالتأكيد لن ينسى ربطة العنق المنفوخة والتي تجعله يبدو كأن لديه غدة درقية. وأهم نقطة في تأنقه هو ذلك الحذاء الأسود ذو الرقبه العالية والذي يمتد حتى ركبته ليعكس اللون الأبيض بطريقة مؤلمة.
لم يعجب كلاهما ما رأياه، ليقول صاحب المنزل أولاً:
' ألا يمكنك الكف عن محاولة جعل الجميع ينظر إليك؟ '
أنت تقرأ
الوسيـم والـوحـش
Aventure- مكتملة - الجميلة والوحش، هي القصة التي ألفناها في صغرنا. تلك الفتاة التي ضحت بنفسها لتنقذ والدها وتزوجت بالوحش لتقع في حبه في النهاية وتنكسر اللعنة وينقلب الخوف وسوء الفهم إلى حب ويعيش الجميع سعداء. لكن ماذا لو كان هناك قصة أخرى في مكان أخر؟ .. ل...