قلب مكسور ينبض

137 9 2
                                    

صمت قاتل , نسمات هواء لطيفة تحرك شعر يونا المرهق , وتداعب وجهها الحزين , ونظرات ندم وألم وحسرة من وجوه كل الحاضرين , وكلمات يونا تزحزح قلب المديرة المتحجر , فتغرق في ذكرياتها القديمة , تحاول منع دموعها من السقوط وفضح وجهها الاخر , فتتردد في الذاكرة كلمات : هي قتلته , اتركني أفعل ما اريد , ابتعد عني , لا أريد شيء يذكرني به لذا لا أريدها ..... , وصفعة تنهي علاقتهم لمدة ثلاثة عشر سنة .

.

.

.
ضمن ذكريات المديرة التي عادت بسقوط دمعتها على إثر كلام يونا :
رجلُ طويل القامة يسير في حديقة جميلة المنظر, مليئة بالزهور الملونة , وطفلة صغيرة تركض بين الزهور , وكأنها أميرة مملكة الزهور , صوت ضحكتها تريح النفوس , وترسم البسمة على وجه من ينظر اليها , وعلى أحد مقاعد الحديقة يجلس رجل وامرأة تظهر ملامح السعادة على وجهيهما .
الامرأة تنادي الرجل : جاك تعال واجلس هنا .
جاك : أريد البقاء مع الصغيرة .
الامرأة : يا الهي أنت تحب رين كثيراً , لماذا لا تتزوج ؟, حينها ستمل من الصغار .
جاك ساخراً : الاطفال لن يأتوا بلا زوجة , والزوجة هو آخر ما أفكر به , فلا ينقصني أن أكمل بقية حياتي بشيء سيسبب لي وجع الرأس .
رد الرجل قائلا : ليس كل النساء مزعجات , إن ساندي امرأة رائعة .
ساندي وهي تنظر الى جاك نظرة شقية : هل سمعت ما قاله ؟
جاك : حسنا , حسنا كما تشاؤون , الامر لا يهمني , كل ما يهمني هذه الملاك الصغير .
رين : جاك اتركهم والعب معي .
جاك : أنا قادم يا ملاكي .
رين : أبي , أمي سألعب مع جاك .
ساندي : اذا سنذهب الى الداخل نحن , انتبه يا جاك الى صغيرتي .
جاك : أنتِ فقط اذهبِ .
.
.
.
ومع مغيب شمس عالم المديرة :
ساندي وهي داخلة الى المنزل قائلة : عزيزي لقد عدت , وأحضرت معي شيئاً تحبه .
تصمت قليلا وهي تتابع سيرها ثم تتابع كلامها : ما هذا الهدوء , لماذا لا أسمع صوت رين تلعب , المنزل هادئ على غير العادة , هل نامت رين ؟.
تدخل الى المطبخ وتضع ما كانت تحمله على الطاولة , ثم تتجه الى غرفة النوم ,تفتح الباب وتقول : عزيزي ماذا تفعل ؟, لماذا لم تر.... تصمت وتقف في مكانها وهي تنظر الى السرير, وملامح الصدمة على وجهها .
عيونها تظهر سريراً مليئاَ بالدماء ورجل يتكئ على السرير والدماء تسيل منه وبجواره أغراضه التي ينظف بها أسلحته ,ورين تجلس على الارض وتضم قدميها وتبكي بصوت هادئ وبجوارها مسدس .
ساندي وهي لا تزال على وقفتها وبنفس النظرات: ما الذي حدث ؟ ما هذا يا رين ؟.
رين لم تجب والدتها وبقيت تبكي .
ساندي تصرخ قائلة : رين أنا أتكلم معكِ .
رين : ترفع رأسها خائفة وتقول : كنت ألعب بهذا – مشيرة الى المسدس – لقد كان قاسياً استخدمت كلتا يدي حتى استطعت الضغط عليه , فخرج شيءٌ منه وفعل هذا بأبي , ناديت عليه ولم يجبني , طلبت من أبي أن نلعب معا فرفض , لذا لعبت بهذا الشيء وحيدة .
ساندي تصرخ والدموع تنهمر من عينيها : لقد قتلتِ أباكِ ,أي فتاةٍ أنتِ .
رين وهي تبكي : ماما أبي لا يحبني لا يريد اللعب معي .
تضرب ساندي ابنتها وتصرخ بوجهها : اذهبي من أمامي لا أريد رؤية وجهكِ .
تبكي رين بصوت عالٍ بدون قول كلمة واحدة .
ساندي : قلت لكِ اغربي عن وجهي .
فتذهب رين وهي تبكي .
.
.
.
بعد مراسم الدفن :
جاك يخاطب ساندي : أين رين ؟
ساندي :لا أعلم لم أرها من الأمس .
جاك : ماذا تقولين ؟ كيف تتركين ابنتكِ في مثل هذا الوقت .
ساندي تصرخ قائلة : أنت مزعج , ماذا تعلم عن هذه المشاعر , شخصٌ مثلك لن يفهم أبدا حالتي .
جاك : انت امرأة حمقاء , كل اهتمامك كان بزوجكِ , ولم تفكري بتلك الصغيرة أبدا .
ساندي وهي تبكي : شخص لا يفهم النساء لا أريد الحديث معه, الان علمت لماذا لم تتزوج الى الان , المشكلة بك أنت وليس بالنساء , أنا في وضعي هذا وأنت تسألني عن رين , لا أريد رؤيتها , فلتمت , لا أريد شيئا يخصه في حياتي , فلتمت , فلتمت رين .
يصفعها جاك ويقول : أنتِ امرأة مجنونة .
يحل الصمت في المكان مدة دقيقة .
تنظر ساندي الى الارض وترفع رأسها شيئاً فشيئاً وتوجه نظرات غاضبة الى جاك وتقول : لا أريد رؤية وجهك مرة أخرى .
وتسير الى الامام تاركة جاك واقفاً خلفها .
.
.
.
صوت ينادي المديرة قائلا : ساندي , ساندي .
المديرة : ساندي! .... تنظر باتجاه جاك قائلة وهي تحاول منع دموعها من السقوط: لقد فهمت الان ما كنت تريد قوله لي في ذلك اليوم .
يسير جاك باتجاه المديرة ويقف أمامها ويقول : لا تبكي الان , اتركِ دموعك تنهار وأنتِ وحيدة , المكان ليس مناسب للبكاء لمن هم بقسوة قلبكِ .
يونا ولا تزال الدموع ترسم طريقها على وجهها وهي تمسك قطعة صغيرة من ملابس طفلها : سامحني يا صغيري , كنت أريد رؤيتك شاباً كبيراً , ولكن ما حدث ليس بيدي , وكل ما أطلبه منك هو أن تسامحني .
ونظرات الجميع متجهة الى يونا , جسد يونا بدأ رويدا رويدا بالانهيار , ولكن جاك يمسكها قبل أن تسقط على الأرض , ويحملها قائلا : غادروا من هنا , لا داعي للبقاء هنا , أنا سأذهب الى عيادة المدرسة للاعتناء ب يونا .
ثم يرجع رأسه قليلا الى الخلف , ويحركه الى جهة تواجد المديرة ويقول لها : سنتحدث لاحقا ساندي .

ضب : ��1��#

قلبٌ مكسور ينبضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن