قلب مكسور ينبض

128 7 3
                                    

مع الانهيار الداخلي لكل من المديرة ويونا , ومع بزوغ شمس اليوم التالي , وحالة الهدوء المنتشرة في كل زوايا المدرسة , ولأول مرة في تاريخها, ومعركة الاعصاب القاسية التي تخوضها المديرة , وحالة الصمت في عيادة المدرسة بانتظار استيقاظ يونا , والسؤال الذي يطرحه جاك على المديرة : هل ستقولين الحقيقة ؟!.
.
.
.
بعد ساعة من حادث المخزن , وفي غرفة المديرة يدور حوارهما والألم يطغى على المشهد:
جاك : ساندي .
ساندي : هل تريد مني إخبارك ما حدث قبل مراسم الدفن ؟.
جاك : أجل .

ساندي : سأتكلم , لكن لا تقاطع حديثي رجاءً.
جاك : حسناً .
ساندي والحزن يرتسم على ملامح وجهها : لقد أخبرتها بأن تغرب عن وجهي و.... - بالرجوع الى قبل ثلاثة عشر سنة مضت وبالتحديد ليلة مقتل زوج ساندي على يد طفلتيهما -
ساندي مخاطبة زوجها الميت وهي تضحك : أرأيت عزيزي لقد قتلتك ابنتك , هل يعجبك هذا ؟, هل أنت راضٍ ؟! , أجبني , لماذا أنت صامت .
تتوقف ساندي عن الكلام لعدة ثوانٍ , ثم تبدأ بالبكاء الشديد , وبأعلى صوت , تستمر حالتها لمدة ساعة وبلا توقف .
فجأة يعم الهدوء المنزل , تنهض ساندي من على سرير زوجها , وملابسها مليئة بالدماء , تسير بخطوات منهارة , تضع على نفسها معطف أخضر اللون , تحاول تحسين ملامح وجهها , متجهة خارج الغرفة باتجاه غرفة صغيرتهم , تطرق الباب بهدوء , الظلام يملأ المكان , لا صوت ولا صدى بكاء للصغيرة , تنادي ساندي بصوت حنون : رين صغيرتي , أين أنتِ ؟.
تقوم ساندي بإضاءة الغرفة , وقامت بالنظر الى أرجاء الغرفة, فوجدتها نائمة على الارض , تتقدم باتجاهها , فتقوم بمناداتها مع تحريكها بطلف : رين حبيبتي .
رين وهي تفتح عينيها الزرقاوين شيئا وشيئا : ماما ..... ثم تبدأ بالبكاء.
ساندي وهي تمسح دموع طفلتها : لا تبكِ حبيبتي , جئت إليكِ حتى نلعب .
رين والسعادة تغمرها : هل ستلعبين معي ماما ؟.
ساندي : أجل حبيبتي , تعالي معي .
تمسك ساندي بيد رين وتقول : سنذهب الى مكان جميل حبيبتي , وهناك سنلعب طويلا , طويلا .
رين وهي تضحك : أجل , أجل , سنلعب طويلا حتى أتعب .
خرجتا من المنزل والظلام يغطي كل مكان .
رين : ماما أنا خائفة .
ساندي : لا تخافي حبيبتي أنا معكِ .
وبعد مسيرِ استمر ربع ساعة .
ساندي : سنركب تلك السيارة حبيبتي , ثم سآخذكِ الى المكان الذي وعدتكِ به .
رين : ألن يأتي جاك معنا ؟.
ساندي: لا , جاك نائم الان .
رين : سيأتي غداً صحيح .
ساندي : أجل سيأتي حبيبتي .
وبمرور ما يقارب السعاة على ركوبهن بالسيارة التي قامت ساندي بقيادتها .
ساندي : هيا انزلي حبيبتي .
رين : ما هذا المكان ؟.
ساندي : حسنا سنلعب هنا , اللعبة قواعدها بسيطة جدا , أنتِ تختبئين وأنا أبحث عنكِ .
رين : أحب هذه اللعبة .
ساندي : اذهبي الان , أنا سأبقى في السيارة وبعد مرور خمس دقائق سأخرج للبحث عنكِ , اختبئي جيدا حبيبتي , حتى لا أجدكِ سريعا , ولا تقلقي لا يوجد شيء مخيف هنا , ولن تضيعي لو ابتعدتِ قليلا .
رين وهي تضحك ضحكتها البريئة: أنا سعيدة , سأذهب وأختبئ ولن تجديني أبدا أمي .
ذهبت تركض وخصلات شعرها السوداء تتطاير مع نسمات الهواء اللطيفة , وساندي تركب السيارة وعلى وجهها علامات السعادة , تتداخل معها علامات المكر والشر .
.
.
.
.
جاك صارخا : لا تقولي بأنكِ تركتها هناك وحيدة أيتها الحمقاء .
ساندي وهي تبكي : هذا ما حدث , أنا آسفة , حقا آسفة .
جاك : ما فائدة هذه الدموع التي تذرفينها الان , ما فائدة أسفكِ هذا . أجيبِ .
جاك : قولي لي , وهل بحثت عنها لاحقاً .
ساندي وهي تهز رأسها : إطلاقاً .
جاك يقوم بقلب الطاولة التي أمامه ويقول صارخا : أي أم أنتِ , أنتِ انسانة فظيعة .
ويعم الصمت ولا يسمع سوى صوت ساندي وهي تبكي .
.
.
.
صباح اليوم التالي:
العمة وهي تركض باتجاه غرفة المديرة : سيدتي , سيدتي , لقد استيقظت يونا , يونا استيقظت , سيدتي .
ساندي وعلامات الفرح تظهر جلياً على وجهها : حقا, أنا قادمة .
جاك : ساندي , انتظري .
ساندي وظهرها مقابل لوجه جاك : لا داعي لإخباري , سأقول لها كل شيء .
جاك : حسنا , اذهبي .
ساندي : أجل .
.
.
باب عيادة المدرسة يطرق .
يونا : تفضل .
المديرة وقد فتحت الباب : صباح الخير يونا .
يونا وعلامات التعجب تملأ وجهها : صباح النور .
المديرة محادثة نفسها : من ينظر إليكِ , لا يظن بأنكِ فقدت طفلكِ في الامس وقد بكيت بكاءً شديداً .
يونا والبسمة على شفتيها : سيدتي , شكرا لكِ على اهتمامكِ بي .
ساندي وعيونها تملأها الدموع : غبية , أنت غبية .
يونا : ما بكِ لِمَ البكاء ؟!.
ساندي وهي تمسح دموعها : لا شيء , ولكن اخبريني كيف تشعرين الان .
يونا : لا تقلقِ , أنا أملك قلباً قويا .... وبصوت منخفض تقول : ربما .
جاك واقف خلف باب العيادة يستمع لحديثيهما .
و ساندي تجلس بجوار يونا وتمسك يدها وتقول : يونا حبيبتي , من المفروض أن يكون لي ابنة بنفس عمركِ تقريبا , ولكن لا أعلم أين هي الان , كانت تحمل عينين كعينيكِ وبنفس لون شعركِ , اسمها رين .
يونا وهي توجه نظراتها الى المديرة وتبدأ علامات الصدمة تملأ وجهها وتتبعها دموع وبسمة صغيرة وتقول بصوت مرتجف وسعيد : وأخيراً , وأخيراً وجدتكِ .
فتصيب المديرة قشعريرة شديدة , وصدمة تمنعها من الكلام , ونبض سريع , ودموع غزيرة .
فيدخل جاك وقد فتح الباب بقوة فيقول : يونا أنتِ .... أنتِ هي رين ؟!.

#

قلبٌ مكسور ينبضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن