قلب مكسور ينبض

204 10 5
                                    

مع تجمع علامات الصدمة والدهشة والسعادة , وانهمار الدموع , وانتفاض القلوب ,مع الضحكات التي تملأ المكان , مع الشعور بالدفء والطمأنينة , والراحة النفسية التي أراحت القلوب مرهقة , مع نهاية سعيدة تغمر الجميع علها تكون بداية مشرقة لقلب استمر بالنبض رغم انكساره لستة عشرة سنةٍ مضت .
.
.
.
كلمات جاك رنّ جرسها في أذني يونا , ورسمت على وجهها مشاعر مختلطة من السعادة والحزن , وأخفضت رأسها قليلاً للأسفل , وأغمضت عينيها , وعم الهدوء في الغرفة لمدة قصيرة , ورفعت رأسها وهي مبتسمة وقالت: لا , أنا لست رين .
صدمت ساندي وكاد قلبها يتوقف عن النبض من وقع إجابة يونا وقالت مرتجفة : ماذا قلتِ للتو ؟.
جاك : يونا , لكنكِ منذ قليلٍ قلت , وأخيراً وجدتكِ , ماذا كنتِ تقصدين ؟.
يونا : في الحقيقة رين هي صديقتي .
ساندي : أرجوكِ أخبريني أين هي ؟, وهل هي بخير.
يونا بحزن : آسفة سيدتي ولكن... يقاطعها جاك : يونا , هلا أخبرتنا كيف تعرفت على رين من البداية .
يونا : حسناً , في الواقع التقيت بها مصادفة , كانت مرهقة جداً, وجدتها بين أعشاب أحد الحدائق , كانت في الخامسة من عمرها ,في الواقع أنا أكبرها بسنة .
جاك : حسناً أكملي .
يونا : سأخبركم بالخلاصة , رين كانت تردد عبارة وهي " لن تجدني أمي , سأفوز على أمي , أنا متأكدة من أنها لا تزال تبحث عني ".
فجأة تجهش ساندي بالبكاء وتضع يديها على رأسها .
يونا : سيدتي ما بكِ ؟, اسفة لقد أزعجتكِ .
جاك : يونا , اتركيها وأكملي كلامكِ .
يونا : ولكن .
جاك ينظر الى يونا نظرة جادة .
يونا : حسناً , اعتنيت ب رين جيداً ولم أتركها تشعر بالحزن , كانت فتاة لطيفة , لم أشعر بأنها غريبة عني , كنت أشعر بأني أختها الكبيرة , ويجب أن أحميها , لقد كان من الجميل أننا نملك نفس لون العيون والشعر , كانت فتاة رقيقة ودائمة التفكير بأمها , كنت أجدها تبكي بدون سابق إنذار , وعندما أسألها ما بكِ , تجيبني : أشعر بأن أمي حزينة ...., كانت كلماتها مؤلمة بالنسبة لي لأني لم أرى أمي من قبل , كنت أشعر بالغيرة وأتمنى لو أرى أمي وتضمني , لم يسعني حينها سوى أن أقول لها بأني سأبحث لها عن أمها .
جاك : لماذا لم تذهبي بها الى الشرطة .
يونا : ذهبت اليهم , ولكنهم لم يصدقوا طفلة في السادسة من عمرها , واكتفوا بقول : اذهبن وأكملن لعبتكنّ بعيداً .
جاك : أي شرطة هذه .
يونا :في الثامنة من عمر رين , أصيبت بحمى شديدة , لم أكن أملك المال , وكل ما استطعت فعله هو التخفيف من حرارتها ولكن بلا جدوى , بحثت عن طبيب ليعالجها ولكن لم أجد من يقبل طلبي , استمرت الحمى لثلاثة أيام متتالية بدون انخفاض .... – تكمل يونا حديثها ودموعها تسقط من عينيها وبصوت متردد يرتجف – لم أستطع مساعدتها لقد كانت تختفي من بين يدي بسهولة , كانت تنادي أمي , أمي , وأنا أنظر اليها وهي تضعف شيئاً فشيئاً , قالت لي : يونا هل أمي لا تزال تبحث عني يا ترى , يبدو بأني ابتعدت كثيراً عن ساحة لعبنا , لا بد أن أمي تتألم الان لأني بعيدة عنها .
تجهش يونا بالبكاء وتكمل كلامها : لقد قالت كلماتها الاخيرة , قالت لي أرجوكِ إن وجدتِ أمي أخبريها أن رين تحبها كثيراً ..... , قالتها وماتت لقد ماتت بين يدي , لم أستطع فعل شيءٍ لها , أحببتها كأختٍ لي , لم أستطع ايجاد أمها وهي على قيد الحياة .
ساندي وهي تبكي بشدة : رين صغيرتي , ماذا فعلت بكِ ؟, لن أسامح نفسي ما حييت , رين حبيبتي .
جاك يضع يده على كتف ساندي ويقول بصوت ضعيف : لا بأس ساندي , لقد أصبح هذا من الماضي , لقد قالت رين أنها تحبكِ , لذا أحبِ نفسكِ لأجلها .
ساندي : ماذا أفعل حتى تسامحني رين , ماذا أفعل ؟, ماذا ؟, ماذا ؟.
يونا وهي تمسح دموعها : سيدتي .
ساندي : ماذا ؟.
يونا وهي تحاول أن لا تبكي : هل أستطيع مناداتكِ , أمي ؟.
تنظر ساندي بوجه يونا بتمعن وملامح وجها ثابتة بلا تغير وبسقوط الدموع على خديها , ومع تحرك ملامحها شيئا فشيئا ,فتقوم بضم يونا بقوة وصوتها المرتفع وهي تبكي وتقول : أجل , أجل حبيبتي , سأكون كأمكِ , يا صغيرتي .
تجهش يونا بالبكاء وتقول : شكرا لكِ , شكرا لكِ , أمي .
جاك : ما هذا جعلتماني أبكِ , كم هذا محرج .
يخرج جاك من الغرفة بهدوء ويغلق الباب .
تقوم ساندي بالنوم بجوار يونا وضمها الى صدرها مع وضع يدها على شعرها ولمسه بلطف وتقول : نامي يا صغيرتي , نامي فأنا لن أترككِ وحيدة بعد الان , سأكون كل شيءٍ لكِ من الان .
يونا : أنتِ دافئة , دافئة جداً , لم أكن أعلم أن لام بهذا الدفء .
ساندي تضمها بقوة : حبيبتي .
يونا محادثة نفسها : وأخيراً أشعر بأن قلبي ينبض بطريقة مريحة .... ونامت .


🎉 لقد انتهيت من قراءة قلبٌ مكسور ينبض 🎉
قلبٌ مكسور ينبضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن