الفصل الأول

43.3K 430 16
                                    

يسير فتى في الخامسة عشر من عمره ويجر خلفه عربة محملة بالبضائع يمر بها على التجار ليببع  ويقبض الثمن ،ثم يعود إلى رب عمله ليعطيه ثمن البضائع ويقبض صاحبنا اجروه .

وفي الغابة أثناء عودته لقريته حيث منزله وكذلك عمله ،جارا العربة خلفه وهي محملة ببعض الصناديق ، مخاطبا نفسه وهو يسير قائلا :"تبا،والآن وبعد ان بقى معي تلك الصناديق سيوبخني جاك -وهو صاحب العمل- بشدة قائلا بأنها غلطتي(كان يقلد صوت مضحك ساخرا) ،حقا أنا أكره ذلك الحقير الوغد".

وبينما هو يسير شعر بهزة شديدة أسفله ،فظن انه زلزال ولكن ظنه كان خاطئاً حينما سمع صوت هتاف شديد ،فحاول معرفة المصدر من خلال وضع أذنه علي الأرض ،ثم نهض بسرعة وترك العربة وبدأ ينزل المنحدر حتى وصل إلى المصدر وكان ولأول مرة في حياته أن يرى هذا المشهد الذي جعله يعلم لماذا كان والده مقاتل ومحبا للحرب والقتال كما كانت تخبره امه ،فقد كانت عبارة عن معركة بين جيش مملكة إستوريا ومملكة ديڤيان ،والمقدمة لكلا
الجيشين يهجمان على بعضهم البعض .

كان كل هذا يحدث أمام عينيه والنار بدأت تشتعل داخل ذلك الفتى ذو الخامسة عشر عاما والذي بالمناسبة يدعي "أرسلان" ،والحماس بدا يشتعل بداخله ،وأحس ولأول مرة بمعنى الحرب.

عاد "أرسلان" إلى قريته والمشهد الذي رآه لا يترك رأسه وكلما تذكره ،اشتعل نارا وحماسا ،ومن شروده عبر من أمام محل عمله دون أن يشعر لولا صاحب العمل "جاك" الذي صرخ فيه فجأة ليستيقظ من شروده ،واقفا أمامه "جاك"ثم تحدث قائلا :" أتشرد وانت تعمل يا هذا؟ "
"أرسلان":"لا أنا لم أقصد ،أنا فقط كنت..." ثم صمت متذكرا ما رآه ولكن "جاك" صرخ مرة أخرى :"أتشرد مرة أخرى؟"
"أرسلان":"اعذرني أنا لم أقصد ذلك أنا فقط كنت ..." ،لم يكمل الكلام مرة أخرى ولكن السبب كان "جاك" هذه المرة ،والذي اصمته ناظرا للصناديق التي في العربة قائلا:"من الأفضل لك أن تكون تلك الصناديق فارغة"
ثم ذهب ليفتح الصناديق ليجدها فارغة ليصدم "جاك" من ذلك ،فقد توقع أن "أرسلان"سيعود بصناديق البضائع الفاسدة التي أعطاها إياه عن قصد ليذيقه العذاب عندما يعود ،ولكنه فوجئ بهذا ،ومع ذلك لم يقتنع وفكر بأن "أرسلان" قد يكون ألقى بالبضائع في مكان ما قبل أن يأتي إلى القرية ،ففكر "جاك" في حيلة ليوقعه في شباكه وهي....

الهيمنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن