الفصل التاسع

1.2K 13 0
                                    

عاد "أرسلان" إلى البيت ومعه السمكات ،ولكن قبل أن يطرق الباب سمع صوت صياح أمه وشخص آخر بالداخل يتشاجرون ،فبسرعة دفع "أرسلان" الباب ليتوقف الشجار وينظرون ناحية الباب ليروا من دفع الباب بتلك القوة ،وكذلك "أرسلان" حين دفع الباب راي أمه وخلفها أخته وأمامهم الحقير "جاك" وابن أخيه "ريك" ومعهم اثنان آخران ،حين رأي "أرسلان" أخته خائفة وأمه تحاول أن تردعهم فلم يستطع أن يمسك أعصابه ليصيح بقوة شديدة قائلا للجميع وخاصة "جاك":"ما الذي تفعلونه هنا يا أوغاد في منزلي"
"جاك":"انظروا ،انظروا هيكل السمكة الصغيرة أصبح يعرف كيف يرفع صوته على أسياده "
"أرسلان":"من الذي تدعوه بسيد يا حقير ،انت لست سوى وغد حقير ولو كنت رجلا لكنت واجهتني رجلا لرجل لا ان تأتي انت وابن أخيك الحقير وكلباك الي منزلي وانا لست موجود فيه"
"جاك":"ماذا قلت يا حقير"
"أرسلان":"كما سمعت يا حثالة"
"ريك":"عمي دعني أحطم رأسه"
"أرسلان":"يبدو أنك لم تتعلم من درسك السابق يا صغير"
"ريك":"ماذا قلت؟"
"أرسلان":"هل تعانون من مشكلة في الأذن؟ ،أم ان اذانككم مليئة بالقذارة؟ ،لذلك لا تستطعون السمع جيدا"
بالطبع خلال هذه المشاجرة والصياح الشديد كان قد بدء أهل القرية في التجمع حول بيت "أرسلان" ولكن لم يهتم أي منهم-ارسلان وجاك- بأحد سوى بنذيره الاخر.
على كل رد "جاك" على ما قاله "أرسلان" قائلا:"ساجعلك تندم على هذا ،يا رجال لقنوه درسا لا ينساه أبدا"
بدأ الرجلان بالتحرك ناحية "أرسلان" ،ووالدته وأخته  بدأوا يشعرون بالخوف أكثر ولكن لم يستطيعوا أن ينطقوا بكلمة ،أما بالنسبة "لأرسلان" ،فهو يعلم تمام العلم أنه بمقدوره التغلب على هذين الرجلين ولكن رفض أن يفعل شيئا بعد أن رأي تلك الابتسامة الشيطانية على وجه "جاك" ولذلك قبل أن يفعل أو يقول "جاك" للرجلين أي شئ ،صاح "أرسلان" بقوة قائلا:"ماذا تريد بحق اللعنة يا "جاك""
توقف الجميع بعد صياح "أرسلان" الغاضب حتى الرجلين ،وبعد ثواني من ذهاب صدى صوت "أرسلان" من آذان الجميع بدأ "جاك" بالتكلم قائلا "لأرسلان":"يبدو أنك قد قرأت أفكاري هههه-قهقهة- ،إذا أنت تعلم ما النتيجة أليس كذلك"
لم يرد "أرسلان" عليه وذلك جعل "جاك" غاضبا ليقول مرة أخرى وأكد بشدة وبصوت أعلى قليلا :"أليس كذلك"
فكان الرد من "أرسلان":"أجل" قالها وهي تخرج بصعوبة شديدة من فمه .
كان "جاك" واقفا مبتسما لأنه يعلم إنه من لديه اليد العليا هنا وذلك أن عائلة "أرسلان" تعتبر رهينة لدى "جاك" فلو حاول "أرسلان" العبور لانقاذهما فعليه تخطى الرجلين أولا ولكن قبل أن يفعل سيكون "جاك" قد أمر "ريك" ليقتل عائلته أو قد يفعلها بنفسه ولذلك على "أرسلان" الخضوع حاليا على الأقل ،أما بالنسبة لأهل القرية فهم لا يفعلون شيئا ولا يستطيعون فعل شئ غير المشاهدة فهم في الحقيقة يخافون "جاك" كثيرا مع أنه لا شئ.


"أرسلان":"لقد سألتك ما الذ...."
"جاك":"لا يا عزيزي أنا من يطرح الأسئلة هنا ....والآن أخبرني كم قبضت من مال اليوم أثناء عملك"
"أرسلان":"مالك بالإضافة إلى مالي فهو 200عملة نحاسية...."
"ريك":"كاذب ،فقد مررت اليوم بقرية "جورية" وقد سمعت من أهل القرية هناك أن شاب يدعي "ارسلان" حاول أن يخدع احد التجار ليأخذ مالا زائدا ولكن خدعته فشلت بسبب احد التجار المعروفين والذي كان يمر بالصدفة ،وعلمت ايضا ان علي الرغم من كل هذا أن هذا الشاب قد قدم عرضا رائعا مما جعل التاجر الذي كان سيخدع بإعطائه ست عملات فضية ،والان نحن هنا لأخذ النقود فأعطنا إياها والا" ،صمت الجميع و"أرسلان" يحاول تجميع افكاره للخروج من هذا المأزق الصعب بأي وسيلة وطبعا بدون إصابة عائلته بخدش ،ففكر بالرد هكذا علي "ريك" أو بمعني اصح كان يماطل فقال :"هههه ،لانك سمعت اهل القرية يقولون أن شاب اسمه "أرسلان" فعل كل هذا فاعتقدت أنه انا هه،اتظن اني "أرسلان" الوحيد في هذا العالم ،انت حقا انسان غريب ، أخبرني هل رايت هذا الشخص المدعو "أرسلان" غيري وايضا ..،"جاك" لا تقل لي انك تصدقه."
"جاك":"كلامك صحيح يا "أرسلان"" ،صدم الجميع مما سمعوه حتي "أرسلان" ولكنه لم يظهر أي تعابير علي وجهه ،وبقوا صامتين محاولين جميعا التاقلم مع الصدمة حتي تحدث "ريك" مخاطبا عمه -جاك- قائلا :"عمي ،ما...." لم يكمل بسسب مقاطعت "جاك" له مخاطبا "أرسلان" قائلا:" ولكن في شئ انت لا تعرفه الا وهو ١-اسمك مميز للغاية ولم اسمع بأحد يدعي "أرسلان" غيرك
٢-عندما كان "ريك" هناك في تلك القرية سأل اهلها عن ملامح ومواصفات الشاب "أرسلان" ،وكانت-المواصفات- مطابقة تماما عليك
٣-الوقت الذي كان هذا الشاب الغريب "أرسلان" كما تدعي انت ،موجود هناك كان حوالي الظهر وهو نفس الوقت الذي كنت أنت هناك ...، لا تصدقني اعلم ولكن استطيع ان اتي بشاهد علي كلامي هذا"
"أرسلان":"اولا لا تتوقع مني أن أصدق اي كلمة مما قالها ابن عمك هذا عن المواصفات وما الي ذلك ولكن إذا كان حقا لديك شاهد فاريني إياه"
"جاك":"لك ذلك ...، انت *قالها لأحد الرجلين* اذهب وأحضر "زيف""
سمع الرجل الكلام واتجه للخارج ليحضر "زيف" هذا ،وفي نفس الوقت كان "أرسلان" يشعر بالقلق لأنه عندما كان في القرية -جورية- شعر أنه رأى "زيف" هذا ولكنه اعتقد انه تخيل لا اكثر ولكن الان تاكد من الأمر وعرف ايضا ان امره قد انتهى وعليه الان القتال ولكن العقبة التي أمامه هي عائلته .
نظر "أرسلان" الي امه واخته وعلي ملامحهم الخوف الشديد ،مما جعل "أرسلان" يرسم ابتسامة بسيطة علي وجهه وكأنه يقول لهم "لا تخافوا" ،ففهموا الرسالة فهدأوا واطمأنوا قليلا ولكن ذهب هذا حين دخل الرجل الذي أرسله "جاك" وخلفه كان هذا الرجل الذي يدعي "زيف" وكان رجلا كهلا ،في الواقع هو  طبيب القرية وهو شيخ كبير السن لعمر يصل الي ٨٠ وقد كان قصيرا وشعره ابيض سواء كان علي رأسه أو لحيته بالإضافة إلي أنه يمشي علي عكاز .

دخل "زيف" ووقف بجانب "أرسلان" ولكن كان يوجد بينهم مسافة و"أرسلان" ينظر للا مكان محاولا التفكير في كيفية التغلب عليهم وانقاذ عائلته ولكن تفكيره قطع حين وجه "جاك" سؤالا ل"زيف" قائلا:"والان ايها الطبيب "زيف" أخبرنا هل رايت "أرسلان" اليوم في قرية "جورية" ام لا؟"
اغمض "أرسلان" عينيه لمعرفته بالإجابة واخذ يستعد للقتال و"جاك" وابن عمه يبتسمون لمعرفتهم الإجابة ايضا أما "زيف" فأخذ ينظر ل"جاك" وقريبه ثم للرجلين ثم للخلف ناحية أهل القرية واخيرا ل"أرسلان" والذي كان في حالته الغاضبة والعاجزة ثم بعد ذلك وجه نظره ل"جاك" مرة أخري ثم قال وبكل ثقة  "لا".

الهيمنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن