الهيمنة

الفصل الرابع

كان "أرسلان" متجها إلى مخرج القرية لولا أن أوقفه صاحب المحل قائلا له:" تمهل يا فتى .."
توقف "أرسلان" والتفت لصاحب المحل الذي أكمل قائلا:"أخبرني يا فتى بكم كنت تريد أن تبيع تلك الصناديق "
"أرسلان":"خمسون قطعة نحاسية" تعجب الناس مما سمعوه وتعجبوا أكثر حين رأوا صاحب المحل يضحك ويقول:"هههههههه..،خمسون فقط ،بالله عليك لقد ظننت انك ستقول سعر أكبر من هذا كثلاث عملات فضية مثلا أو خمس."
"أرسلان":"أنا لست طماعا ،صحيح اني احتاج المال ولكن أنا لست طماعا أو سارقا"
صاحب المحل:"كيف وانت حاولت أن تسرقني "
"أرسلان":"تلك البضائع سعرها يكون 35 عملة نحاسية كل ما فعلته اني أضفت خمسة عشر عملة على السعر الحقيقي ليس بكثير وأنا لا أظن أن سعر كهذا قد يؤثر على تاجر غني مثلك"
تعجب الجميع مما قاله حتى رد صاحب المحل:"يا ليت كنت غنيا ولكني مثلك ومثل الجميع"
"أرسلان":"حقا،إذا أخبرني لماذا يوجد هؤلاء الحراس الخمس في متجرك"
صاحب المحل:"ماذا؟ ههههه هؤلاء ليسوا بحراس وإنما صبية يعملون عندي"
"أرسلان":"اتقول ان هؤلاء الخمسة بارزوا العضلات ،خافين أسلحتهم أسفل هذا القماش صبية ههه،حقا"
صاحب المحل:"أسلحة ،أي أسلحة ..." ثم التفت الى الصبية وقال :"أخبروني يا فتيان هل يوجد معكم إي أسلحة" فرد الخمسة بلا ،فالتفت صاحب المحل ل"أرسلان" وقال:"أترى لا يوجد أسلحة"
فرد "أرسلان" قائلا:"قد تحسب الجميع هنا غبيا ولكني لست كذلك ،ان تسأل رجالك إذا كان معهم أسلحة أم لا ثم نصدقهم من خلال اجاباتهم فأنت واهم ،ولكي نصدق فعليهم أن يرفعوا القماش لنرى هذا البريق الذي أسفله اهو أسلحة أم ........فضة" بدء الجميع يتهامس وصاحب المحل صامت ولا يدري ماذا يفعل حتى وجد أنه لا مفر من كل هذا فصفق ل"أرسلان" والجميع صمت ينظرون لصاحب المحل ،ثم تحدث قائلا ل"أرسلان":"أحسنت حقا يا فتى ،ولكن أخبرني كيف استطعت أن ترى السيوف أسفل القماش"
"أرسلان":"لم اراهم" اندهش الجميع من تلك الإجابة وخاصة صاحب المحل وقال ل"أرسلان":"إذا كيف عرفت"
"أرسلان":"في البداية تعجبت من وجود أشخاص في محلك يعملون ويرتبون الأشياء ،ولكن الذي أعرفه أنا هو أنه لا يوجد أحد سواء كان تاجرا أو أي عامل آخر قد يوظف أحدا لأن الجميع يريد المال لأنفسهم ليستطيعوا العيش هم وعائلتهم فالاحوال هذه الأيام صعبة للغاية في عصر الحروب هذا والأغرب من هذا أن هؤلاء الخمسة بارزوا العضلات ،بالإضافة إلى وجود بعض الخدوش على اذرعتهم ولا أعتقد أن هذه خدوش عادية وإنما خدوش معارك ،كذلك القماش الموضوع على الطاولة ليس بالكمية الكبيرة حتى تكون مرتفعة من على الطاولة هكذا وأيضا نسيت أن أقول أنه لو كنت تاجرا فقيرا مثل الجميع لما كنت ترتدي هذا الزر الذهبي عند رقبتك ،صحيح ،وأيضا لما كنت لتستطيع ان تدفع لهؤلاء الصبية كما تقول"
صمت الجميع مذهولين مما سمعوه وصاحب المحل في حالة من الذهول والاعجاب والصدمة معا ولكنه ضحك من كل قلبه حتى دمعت عينيه ثم قال :"أحسنت ،حقا احسنت ،لم أكن أعرف أنك بالذكاء الحاد هذا ولديك دقة عالية في الملاحظة كذلك ،هههههههههههه ،حقا لقد جعلت رحلتي مريحة وممتعة كذلك" ثم صمت ونظر "لأرسلان" لبضع ثوان ثم قال:"حسنا يا بني ...،سوف أخذ منك جميع البضائع الفاسدة وساعطيك مقابلها ........."