لم يستطع "أرسلان" الفرار بسبب محاصرة والدته له فاضطر في النهاية إلى إخبارها بما حدث معه منذ بداية اليوم .
*#*#*#*#*#*
في صباح هذا اليوم:خرج "أرسلان" مبكرا كما العادة متجها الى "جاك" ليأخذ منه البضائع ويذهب إلى القرى المجاورة ليبيعها ويقبض الثمن ثم يعود بسرعة في وقت الظهيرة.
أخذ "أرسلان" البضائع من"جاك" وحملها على العربة التي يجرها ثم اتجه ليخرج من القرية قاصدا القرى المجاورة ليبيع البضائع وأحيانا ليشتري البعض.
وصل "أرسلان" بعد ساعتان من المشي الطويل إلى قرية "جورية" وهي إحدى القرى التي تقع في شمال قريته والتي تدعي "بولجا" .
دخل "أرسلان" القرية وترك العربة وجلس بجانبها على الأرض ليستريح قليلا من طول الطريق وقسوته ،وبعد دقائق معدودة نهض وانطلق بالعربة على التجار ليبيع البضائع ولكن بطريقة ملتوية قليلا وهي أنه كان يخدع التجار الجدد الذين كان يجدهم ليحصل على مال أكثر فهو يعلم تمام العلم أن "جاك" وضع البضائع الفاسدة معه ليذيقه درسا لا ينساه انتقاما مما فعله سابقا بابن أخ "جاك" ،لذلك اضطر "أرسلان" لخداع التجار وايضا لأن المال الذي يجنيه لا يكفيه هو وعائلته تماما لذلك هو مضطر في كلتا الحالتين ،ولكن خدعته كشفت عن طريق أحد التجار المارين بجانب "أرسلان" وهو يخاطب صاحب محل لبيع أدوات وأقمشة ،محاولا ان يجعله يشتري البضائع الفاسدة التي معه بثمن غال قليلاً ،فسمع التاجر هذا الكلام فتوقف عندهم ووضع يده على كتف "أرسلان" واستداره لينظر إلى وجهه قائلا :"ما هذا الذي تفعله؟ ،أتحاول بيع بضائع سيدك الفاسدة لأحد التجار الجدد؟"
صاحب المحل:"ماذا؟ بضائع فاسدة!!"
التاجر:"لقد اعتقدت انك شخصا شريفا ولست مثل سيدك"بدأ الناس يتجمعون حولهم ويتهامسون واعينهم جميعا على "أرسلان" خاصة ،ومنهم من كان يشاهد دون علمه بما يحدث ،وآخرون يسبون ويلعنون "أرسلان" على فعلته ولكن "أرسلان" لم يأبه لما يقوله الناس أو حتى نظراتهم إليه ،ووجه نظره إلى التاجر وكان يدعي "نيد" ،وأنزل يده من على كتفه وقال وبصوت يسمعه الجميع :"أولا ،"جاك" ليس بسيدي على الإطلاق ثانيا ،أنا لن ألفق التهمة له حتى ولو كنت أكرهه ولكن سأقول الحقيقة وهي أنني كنت أريد أن أفعل ذلك..." أنهى جملته والجميع أصابهم الدهشة مما سمعوه ،ان يعترف بجريمته علنا هكذا دون خوف أو حرج ،وبقوا صامتين حتى كاد أن يتكلم "نيد" ولكن قاطعه "أرسلان" بأن قال:"....ومع ذلك لم أكن أريد فعل ذلك طواعية وإنما مغلوبا على أمري ،ولكن كيف تعلم أن تلك البضائع فاسدة؟!!"
فرد التاجر "نيد" قائلا :"انا تاجر في النهاية ومعرفة جودة الاشياء وظيفتي ،وهذا اولا ،اما ثانيا ،فالجميع يعلم نوعية "جاك" هذا ،فهو حقير من الدرجة الأولي،ثم أخبرني لقد قلت للتو انك كنت تريد ان تفعل ذلك ثم قلت انك مغلوبا علي امرك فكيف هذا؟!"
فرد "أرسلان" :"صحيح اني قلت ذلك ولكن..... "
ولم يكد ينتهي من كلامه حتى قاطعه التاجر "نيد" قائلا:" لا يوجد شيء اسمه ولكن ما فعلته يعد خطأ وجريمة كذلك حتي وإن....."
فقاطعه أرسلان قائلا:" هل عرفت يوماً معنى ان تكون جائعا حتى الموت و ان تعتني فوق ذلك بعائلتك و انت المسؤول عنها وعن ملبسها ومشربها ومأكلها وكذلك مشاكلها غير مشاكلك الخاصة مع صاحب عملك الذي يريد أن ينتقم منك ويدمر حياتك بأي ثمن كان "
ثم صمت قليلا ، وأكمل قائلا بعد أن تأمل الجميع:"أتعلم ان "جاك" هو نفسه من وضع تلك البضائع الفاسدة كلها معي وليس مع أحد غيري لأنه يعلم تمام العلم اني لن استطيع بيعها وذلك ما يريده لأنه يريد أن يؤذيني وينتقم مني.......،ومع ذلك أنا آعتذر إذا كنت قد سببت أي ضرر أو إزعاج لأي أحد "
ثم التفت لصاحب المحل وأنحني له قائلا:"أنا في غاية الأسف واتمنى غفرانك لي " ثم رفع نفسه وأخذ العربة بالبضائع وأتجه إلى مخرج القرية.
أنت تقرأ
الهيمنة
Acciónكثرت الحروب وسقط الكثيرين ولم يستطع أحد حتى الآن من هزيمة عدوه الآخر ،سبع ممالك كل واحدة تحارب من أجل المجد والشرف والدفاع عن الحقوق ولكن الحقيقة غير ذلك ، فالحقيقة انهم جميعا يقاتلون من أجل أنفسهم ومن أجل السلطة والجاه فقط ولكن في نهاية تلك الحروب...