يحكي الراوي أنه فى يوم من ايام الشتاء شديدة البرودة اجتمع مع ثلاثة من اصدقاءة حول موقد نار صغير وقودها بعض اوراق الاشجار وسعف النخيل، واجتمعوا جميعاً تحت شرفة كبيرة مطلة علي الشارع الذي لم يكن يحوي سواهم فى هذا المساء بسبب شدة برودة الطقس، كانت السماء ملبدة بالغيوم السوداء مع بعض قطرات المطر الخفيفة .
جلس الشباب وحيدين واخذت الخيالات تتوارد علي اذهانهم بسبب هذا الليل والجو المخيف، وبدأ الحديث عن القصص المخيفة وعن البيوت المسكونة بالجن والعفاريت، فبدأ أحد الأصدقاء يروي قصة أقسم علي أنها حقيقية وأنه شهد علي أحداثها بنفسه، وذلك عندما إنتقلت أسرتة الي منزل جديد ليسكونة، وكان هذا المنزل واسع وكبير وجميل جداً علي الرغم من ثمنة البسيط، فأعتقد أهله أنه لقطة وفرصة عظيمة لا تفوت، ولكنهم بعد ذلك عرفوا السبب الحقيقي وراء ذلك .فى البداية عاشت الأسرة فى سلام وامان تام ولم يشعروا بأي شئ غريب، ولكن مع مرور الوقت بدأوا يشعرون بأمور عجيبة ولكن لم يقفوا عندها كثيراً، ولكن بعدما أنجبت الأم طفلة صغيرة وبدأت تشعر بالتعب وأصبح المنزل غير نظيف وغير مرتب طوال الوقت، إزداد شعور الأسرة بأشياء غريبة خاصة عندما كانت تستيقظ الأم من نومها مفزوعة وتبدأ فى الصراخ، وكانت الطفلة دائمة الصراخ والبكاء بشكل غير طبيعي .
وفى يوم من الأيام بينما كانت الأسرة تجلس علي المائدة تتناول طعام العشاء، إنفجر مصباح الحمام بصوت عالي ومزعج وبشكل مفاجئ دون أن يقترب منه أحد، حينها صرخت الأم وقالت : " لا هذا كثير .. أنا اشعر باشياء غريبة ومخيفة منذ ايام وفضلت الصمت، ولكن الامر اصبح مخيفاً حقاً " ، وحكت لأبناءها أنها عندما كانت تدخل الحمام كانت تشعر بأن هناك أحد معها ويقترب منها إلي درجة أن تسمع أنفاسة الثقيلة، وفى يوماً آخر بينما كان الأخ الصغير يلعب مع أخته سمع صوت لعب وخرج داخل الحمام، فأسرع يغلق باب الحمام بشدة وذهب علي الفور لإخبار الأم، ولكن المفاجئة أنه عندما أتت الأم رأت باب الحمام مفتوح تماماً .فى هذا اليوم قررت الأم أن تأخذ عائلتها الصغيرة وتنتقل إلي بين آخر، وفعلاً غادرت الأسرة هذا المنزل فى نفس اليوم ولكن بقي السؤال دوماً فى اذهان هذة الأسرة الصغيرة : " لماذا منزلنا ؟ ولماذا الحمام تحديداً، أغلب الحمامات مسكونة بالجن، فلماذا يختار الجن الحمام عن باقي حجرات المنزل، والإجابة هنا لأن الحمام هو المكان الوحيد الذي لا يذكر فيه إسم الله عز وجل .
ملحوظة : أنا لم أري جنياً طوال حياتي، ولا أعلم مقدار صدق وحقيقة قصص الجن والعفاريت، ولكني رويت لكم القصة كما سمعتها من أصحابي، وهم زعموا أنها حقيقية تماماً وليست مجرد خيال، وهنا يأتي دور القارئ فى تصديق القصة أو تكذيبها .