خنس جمهور الخطوات المتعاقبة خلف ستار الهدوء المفاجئ، تصدرت الدهشة محيا ذو القوام الفارع فظل متأرضًا بقعته بجانب الباب، بينما الذي يقابله على بعد أقدام قليلة كان يتبسّم مرحبًا به بحرارة وتوق جبّار.
«مرحبًا أخي تشانيول» كان يتلفّظ حرفًا حرفًا مبتغيًا التهكم بقدر تشانيول واستفزازه أيضًا، بينما المهزوء منه كبت على علامات انذهاله وصيّر محياه بهيًا منبسطًا تكاد دموع الغبطة أن تغلبه.
«يا إلهي! أكاد لا أصدق أنك على قيد الحياة!» حجز تشانيول منطقه ومتنفسه بيده وهو يصارع لئلا تنضح مآقيه، فتقدم نحو بيكهيون الذي لم يتزحزح من بقعته قط طوعًا لعجبه من الآخر.
«لا تدري يا عزيزي كم جزعت روحي من وجع فراقك» كان فارع الطول قد قال هذا بنبرة مثقلة بالحسرات قبل أن يرمي بقالبه في حجر بيكهيون الذي اشمأز فعليًا.
أصبح يعتصره بين أحضانه مبالغًا في الاشتياق، أما المُكره على ذلك فهو صادٌ مانعٌ، وعلى حين غرة ثبّت تشانيول تمرد الآخر هامسًا بمسمعه وهو ينفث سُمّه: «إياك أن تتفوه بحرفٍ واحد أمام سوزي».
الخطوات المنحدرة للأسفل قد التقطها بيكهيون بمسمعه من ورائه، سوزي تهبط للطابق الأرضي فعليًا، أما بارك تشانيول فمسرحيته الأخوية كادت أن تفشل عندما هزأ الآخر فيه متحديًا: «وماذا قد يمنعني؟ لم يعد لساني معقودًا ضمن قضبان فولاذية يا أخي العزيز، فأنا سأفشي كل شيء بالمعنى الحرفي».
اشتدت قبضة المُهدَّد على جذع بيكهيون الذي انقبلت طاولته عندما اُبتز بكلمة واحدة: «جانغمي».
سمع هذا الاسم ففترت أسارير ذو الثامنة عشرة المكفهرة وارتخت قبضته الملتفة حول عنق الآخر، هذا ما لم يتوقعه مطلقًا، أن يُهدّد بزهرته الصغيرة ذات البتلات الناعمة، هو يخشى أن تهبط عليها فراشة ما وتُحدث فيها خدشًا ضئيلًا، فماذا سيكون حاله إن هُدّد فيها؟
«أنت لن تجرؤ على مسّها» هسهس بلهجة نابية وهو يشدد الخناق مجددًا، فارتفعت شفة الذي يضاهيه بالعمر ثم دفعه على الحائط بقوة فهبط على الأرض بهوان.
أنت تقرأ
صفر| Zero
Fanficفي هذا الموقع البائس شهدتُ الآسيوي والباكستاني والعربي، كان منهم البيض والسُمر والسود، المسيحي والمسلم والبوذي أما أنا...فمن أكون؟ لُجم فاهي وسمعت همسًا يخبرني بأنني صفرٌ مُكرهٌ على تجرّع المر. • الكتاب الأول لسلسلة «سجنوا بلا أي ذنب». • نائلة على ا...