وقوع الخيانة أمرٌ ليس بالهين، ولا سيما إن كانت من الأقربين، لأنها ستكون الأكثر وجعًا وثُقلًا، سيزدري الحال ويؤول إلى انقباض الصدر وضيقه، أما الفؤاد فعند محاولتك لجسّه لن تجد النبضات، ستُفكر بآنها: أبرح فؤادي مضجعه أم إن روحي من غادرت؟
بيكهيون الذي شعر بكل ذلك كان مُقدمًا على توسد أحضان الموت؛ فجسده البالي وصميمه الذي يضج بالأنين ليسا بمتحملين مجاراة هذه الحياة، لقد كان يائسًا فحسب.
«سأخلصكم من نكرة مثلي».
تفوه بذلك قبل أن يقدم على سحب مقبض الباب فولج الهواء العليل محيط السيارة، ممّا جعل جونغ إن يسرع بالضغط على المكابح قبل أن يهوي بيكهيون بنفسه جراء كلمات طائشة لفظها ثغره.
انسل الدم من جبين جونغ إن فتأوه قبل أن يرفع رأسه، وحينما تلمس مضجع الوجع أنّ وبحلقت عيناه بيده المخضبة بدمه، بينما بيكهيون رغم خطورة وضعه فلم ينشده أي اصطدام، ما عدا الصفعة الطفيفة بجبينه والتي لم تسفر دمًا، فهو قد تمسك مسبقًا بالمقبض الذي يرتكز بسقف السيارة.
«إنني أنزف! آه، فلتحل اللعنة فحسب...» كان يتذمر جراء إصابته ولم يكن منتبهًا للثاني الذي ترّجل من السيارة وغدا سائرًا بطريقه، وقد تدارك جونغ إن مقعد بيكهيون المبروح فتأفأف على بلاهة لسانه بتلك اللحظة.
خرج من سيارته وهو يهرول خلف فاقد الحس، صار يندهه مرارًا وتكرارًا ولكن لا فائدة تسترجى؛ فذاك يواصل المسير غير آبهٍ لأي رنّة تصدر من حنجرة ذاك الذي يخلفه.
«أنا لستُ بيكهيون، فلا تنادني بهذا الاسم...» صرخ فيه بقوة وبسخط حينما رسخت قدماه على البساط الاسمنتي.
ضجّت تلك النغمات التي عُزفت على مفاتيح البكاء، كان جونغ إن جاثيًا أرضًا ويداه الفارغتان بحجره لا تتقبلان شيئًا ما خلا الدموع، المُستَمع ظل متأرضًا بقعته رغم عدم استساغته النغمات، ولكن ها قد أُسدل الستار عن وجه الحقيقة، حيث كان ناصعَ البياض خلاف كسائه الرديء: «كنتُ أحميها فحسب، لم أبتغِ منها الدُعر في الحُجرات».
التف بيكهيون قليلًا وصار يشخص صاحبه مبتغيًا منه الإجهار أكثر فلبّاه مرددًا: «إنني لستُ بالامرأ القذر الذي يستغل شقيقة صديقه المقرّب بحجة وحدتها، لقد أمّنتُها بداري الفاسقة وحرصتُ على ألّا تنزف عليها بقذارتها بيوم ما، حميتها خلف جدار السوء واكتنزتها طهرًا بكنفي، ولم أسمح لأي إصبع أن يمسّها وإن فعل فوالله لأهشمنّه وأرضنّ عظامه».
تريّث بيكهيون بمشيته وتخطّى جونغ إن الباكي، ولكنه توقف وهمس قائلًا بصوت يتوسده التوق جلّه: «دعني أحظى بفرصة رؤيتها لمرة واحدة فقط...أرجوك».
أنت تقرأ
صفر| Zero
Fanficفي هذا الموقع البائس شهدتُ الآسيوي والباكستاني والعربي، كان منهم البيض والسُمر والسود، المسيحي والمسلم والبوذي أما أنا...فمن أكون؟ لُجم فاهي وسمعت همسًا يخبرني بأنني صفرٌ مُكرهٌ على تجرّع المر. • الكتاب الأول لسلسلة «سجنوا بلا أي ذنب». • نائلة على ا...