13 Reasons Why

نرجـسـي/٩

-الجميع كانوا ندوب و خدوش الا انا كنت الوحيدة الطعنة

وجهة نظر ايما 

 مرت الأيام مسرعة , وما أسرع مرورها حين تغدو الحياة بلا طعم أو معنى فتصبح الأيام متشابهة , لا فرق ما بين الغد والأمس ولا الاثنين والخميس . وحلت ليلة رأس السنة , عيد الميلاد ذاك كان الأكثر حزنا في حياتي , قضيته وحيدة في ظلام دامس وصمت مطبق داخل تلك الغرفة اللعينة 

  تذكرت عائلتي , أمي و جون و اصدقائي, يا ترى هل يفكرون بي ؟ .. هل يسألون ويبحثون عني ؟ .. كانت دموعي تنساب حارة على وجناتي الذابلة , ولم يكن عقلي يخلو من تشويش , فقد ضاع علي تسلسل الأحداث , احاول عبثا أن اتذكر ما الذي حل بي واسأل نفسي بحيرة : "ماذا أفعل هنا ؟ " ... آخر ما اذكره هو أني كنت اضحك مع لورين و كول مستعدين للذهاب الى الحفلة  , فكيف بحق السماء انتهيت إلى هذا المكان البشع المظلم ؟!  

وانقضت الثلاث اشهر الاولى وكل شيء على حاله , انا تكيفت مع حياتي , أنعدم إحساسي بالوقت وما عادت السياط تؤلمني . ولم يعد أحد أيضا يتذكرني على حسب اقوال سيدي  ان أصدقائي قلقوا علي بعد أن غبت لعدة أيام , اتصلوا بـ جون في نيو أورلينز فأخبرهم بأني لم اصل عنده , اتصلوا بأمي و اقاربي ولم يكن لديهم خبر مني , فاتصلوا بالشرطة , ولم يكن لدى الشرطة جواب حول مصيري

  ظن المحققون بأنني ربما قتلت على يد سائق شاحنة مخمور أو لعلي انضممت إلى طائفة دينية سرية . وبمرور الوقت نساني الجميع , ظنوا بأن موتي محققا , الوحيدة التي لم تتوقف عن السؤال هي أمي , كل أسبوع كانت تذهب لمكتب "الشريف" لعلها تجد خبرا , لكن من دون جدوى  

شعرت بأنه بدأ يخفف من قيودي يوما بعد يوم ربما شعر بأني أصبحت مروضة تماما  فصار بإمكاني البقاء لفترة أطول خارج الغرفة , وأصبحتُ أطبخ و أنظف وأعتني بالكلب الخاص به

-

"ايما اذهبي لأعداد شيئا ما اشعر بالجوع" قال لأستقيم من مكاني ثم خرجت 

لاقف داخل المطبخ وضعت يدي على خصري وانا اتفقد تفكيري في ما يريد 

نظرت لأجده يجلس على كرسيه امامي ثم اخرج سيجارة ليضعها بين شفتيه ثم نظر لي تلك ألنظرة

لألتقط الثقاب ثم ذهبت بأتجاهه لأشعلها له و انا قريبة جدا من وجهه ابتعد قليلا ليحدق بي ثم ابتسم 

عدت لمكاني حيث قمت بمزج بعض المكونات محاولة تحضير حساءا بالخضروات 

حسب علمي انه نباتي لا يضع شيئا من اللحم في فمه 

غريب كيف هذا و هو اصلا حيوان بشري ؟