يتيمٌ انا!

101 10 8
                                    



في ذلك اليوم توفي زوجي، قبل ان يرى طفله الذي كان لم يولد بعد.
بعد اشهر، ولدت وانجبت طفلاً جميلاً جداً
عيناه عسليتان، كبر طفلي بين يدي وبحضني.

وقد كنا فقط لا نملك شيء، نعيش في منزل صغير جداً، في زمن يقل فيه العطاء وطيبه البشر نادره جداً، وينتشر الفساد والظلم في الارض، ليس بها من يستثمر اراضي الدنيا بفائدة للبشريه، فتحت عينى طفلي للحياه بطيبه قلب وحب لها، جعلته يكبر بفخر شديد، ليجعل عالمنا اجمل وليس به تلك الاراضي القاحله. 

ابني كبر وها هو يروي لكم ماحدث،..
مرت السنين حتى سجلت تاريخ هذا اليوم الذي كان
الاسوء ، فقد توفيت امي ، كانت امي كل شيء في
حياتي ، كانت هي الحياة بالنسبة لي، وها قد اتى اليوم
الذي لامفر منه ، كانت  امي تعاني، بسبب هذه الدنيا، كنت
اراها كل يوم وعيناها ممتلئه بالدموع، قالت لي انه هناك يوم
جميل دائماً ، كل يوم تبتسم فيه هو اجمل يوم، كن دائماً متفائلاً، لاتحزن بسبب كلمات تافهه، فكلام البشر دائماً يُغرس في القلب ويسبب لك الجروح، لذا لا تهتم بما قد يقوله البشر لك او عنك.

اصبحت حياتي مُظلمه بعد رحيلها، لم اعد ارى الدنيا كما كنت اراها، ذلك الجدار الذي كنت اختبيء خلفه كلما شعرت بالخوف تهدم، لم اعد قوياً.

وقفت امام البحر وقلت كيف يمكنني ان اعيش من دون مصدر قوتي؟

تخيلت امي، تذكرت تلك الكلمات الجميله،
مهما كانت الحياه قاسيه عليك كن اقوى منها
بأبتسامتك، بخيالك.

لم استطع ان اقف دون حراك للحظه.
فتحت عيناي للدنيا وابتسمت قلتها بصوت عالي، الآن
انا على قيد الحياة.

لم افعل شيء، لانني طفل، رغم انني في سن السادس عشر من عمري، فلم اتعلم ان اكون مسؤلاً عن شيء.

امتلكت كل الشجاعه وذهبت لأعمل، بدأت اعمل في
مخبز، كان الرجل الذي اعمل لديه يعطيني كل يوم خبزتين
مجاناً كجزاء لعملي.

كنت في كل يوم انتهي من عملي اذهب للبحر واحكي روايه
عن نفسي، واعود مرتاحاً، لانني فرغت مشاعري بتلك الاحرف والكلمات المملوئه بالحزن، رغم انني كنت بشوشاً ومبتسماً دائما الا ان حياتي كانت مظلمه جداً، عشتها بفقر وتحمل شقاءً ليس من المفترض ان اتحمله فأنا لست كبيراً لم اصبح اباً بعد، لم يكن لدي اب لم امتلك بطلاً في طفولتي، كانت امي هي كل شيء في حياتي، كانوا الاطفال في مدرستي الابتدائيه كلهم سعداء، لديهم اب ، يأتي ليأخذهم لبيتهم، انا كنت اعود للمنزل مشياً، حافياً لا امتلك احذيه، كانوا هم سعداء، وانا الحزين كنت ابكي دائماً لانني وحيد، ليس
لدي اصدقاء، كانت امي من يواسيني، دائماً تقول ستهبك الدنيا باشياء اجمل من الاصدقاء، ستعلمك الحياة اشياء كثيره ، فانا لم امتلك سريراً كنت انام على الارض المتسخه، هم ينامون على سريرهم الواسع والنظيف.

ان الحياه ليست صعبه كما تعتقد، بل هي غير مفهومه فقط ، كن
انت من يحل لغزها ويفتح الباب في تلك المتاهه المعقده.

هذه هي كلمات قلبي المجروح، عاد لي الأمل، فُتحت تلك النافذه، بأشعة الشمس لتكون الامل الذهبي وتجعل من حلمك حقيقه.

ابتعدت عن هذا المكان، واكملت العمل في ذلك المخبز، كنت انا من يبتسم دائماً، انا الوحيد المثالي دائماً، لايحتاج احد ان يسألني عن حالي او حتى يقول هل انت بخير؟
فمظهري لايبين العكس ابداً.

dark life || حَياةٌ مُظلِمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن