الجزء الأول : | أريد الخروج |

997 67 36
                                    

يجلسُ على كرسيٍ في صالةِ المنزلِ ، يقرأُ كتاباً فلكياً ، يُشعُّ ضوءُ شمسِ الظهيرةِ عليهِ ليزيدهُ نوراً ، لكنَ شيئاً ما أفسدَ على ذلكَ الطفلِ قراءتهُ التي ظنها ممتعةً في بادئِ الأمر .

أغلقَ الكتابَ بقوةٍ وغضب ، ووضعهُ بجانبهِ على الأريكةِ ، وقالَ بغضب طفولي مكتفا يديه :
" لا أصدق ! من المؤكد أنهم مجرد مجانين ؛ لا يمكن توقعُ أمرٍ كهذا ! "

هدَّأَ من غضبهِ قليلاً ؛ عندما أدرك أن كلامه غيرُ منطقيٍ البته ، ثُمَ قال :
" أستغفرُ الله ، إنهم علماءٌ أجلاء ، وقد أخذَ هذا من وقتهمُ الكثيرَ لكي يثبتوه "

رفعَ رأسهُ ليرى سقفَ المنزلِ ، غرق في بحر خياله الشاسع ، وبدأ ينسج خيوط حكاية خيالية ، ما كانت لتحدث على أرض الواقع :

" لكن .. ماذا لو كانَ هذا صحيحًا ، وأصبحَ كلُ ما أتخيلهُ حقيقة؟ "

أعادَ رأسهُ إلى الأمامِ ووضعَ يدهُ على ذقنهِ وقال بتفكيرٍ عميق :
" هناكَ مشكلة ، ما الذي سيأخذنا إليه؟ "

غرقَ مرة أخرى في تفكيرهِ بهذا الأمر ، ونسي عالمه من حوله ..

سمعَ صوتَ والدهِ الذي ينادي جميعَ من في المنزلِ وفي نبرتهِ حزنٌ وقلق :
" سارة ، قطز ، وأنتِ يا أم سارة ، تعالوا جميعاً إلى هنا "

اجتمعَ الجميعُ عندَ الأبِ وكانَ آخرهم قطز ، حيثُ رأى والدتهُ التي تحملُ أخاهُ خالد بين يديها ، وجميعُ أخوتهِ حتى مريمُ الصغيرة - عندَ والدهِ الذي كانَ واقفاً عندَ الرائي - التلفاز - فقالَ لهم بسرعة :
" هل تذكرونَ تِلكَ الطائراتِ الضخمة ، التي كانوا يقولونَ إنها ستأخذنا إلى كوكبٍ آخرٍ إن حدثَ شيءٌ لكوكبِ الأرض ؟! "

أومأَ لهُ الجميعُ برؤوسهم - مشيرين بـ نعم - .. بينما تسللَ بعضُ القلقِ إلى أمِ سارة وشاركتها سارة بعضاً منه ، وبدأتِ الفرحةُ تأخذُ من قطز مأخذها ، فقال لهم والدهم مشيرا إلى الرائي :
" انظروا !! "

توجه نظر الجميع إليه ، ينتظرون تفسيرا لكلام الأب المبهم .

" عندما تصبح الأشياء اللامنطقية حقيقية ، عندما يعجز العلماء عن تفسير بعض الظواهر الكونية ، وعندما يعجز الإنسان عن الدفاع عن موطنه ، يضطر الإنسان أن يبتعد عنه ، عن الأرض ، مقابل البقاء على قيد الحياة ، هكذا علق رئيس دولتنا في الإجتماع الذي عُقد البارحة على ما يحدث اليوم "

توقف المذيع عن الكلام فترة ، تاركًا الجميعُ في صدمة مما قالَ ! متسمرين في أماكنهم دونَ حراك .. فقد ظنوا أن الأمر بعيد جداً .
الإبتعاد عن الأرض ، واللجوء إلى كوكب آخر ، تستمر به البشرية .
كان قطز وصادق سعيدانِ جداً ، أما سارة ووالدتها فقد بدا على وجههما الخوف ، عاد المذيع ليكمل :
" إنها الكارثة التي جعلت العالم يتحد ويضع مشاكل كل دولة مع نفسها ومع الدول الأخرى جانبا - ورب ضارة نافعة - .

النهايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن